عراقيون يواجهون حرارة الصيف بوسائل بدائية

عراقيون يواجهون حرارة الصيف بوسائل بدائية

21 يوليو 2015
حرارة الصيف تدفع للجوء إلى الماضي (فرانس برس)
+ الخط -


يواصل العراقيون إيجاد الحلول والبدائل لما يحتاجونه من وسائل العيش ومصادر الطاقة التي لازالت تفتقد لحلول ناجعة، ويعيشون فصل الصيف بوسائل بدائية لانعدام الطاقة الكهربائية في البلاد في مقابل الارتفاع القياسي لدرجات الحرارة التي بلغت أكثر من 50 درجة مئوية.

ويحاول عراقيون بكل طاقتهم توفير الحد الأدنى من وسائل العيش خلال فصل الصيف باستغلال بدائل الطاقة كالحطب، في طبخ الطعام، والأواني الفخارية في تبريد مياه الشرب، كما يوضح عمر صابر، صاحب محل لبيع الأواني الفخارية، موضحاً "بدلاً من التطور التقني يضطر الشعب العراقي إلى الرجوع إلى الخلف والعيش بالطرق القديمة ومنها تبريد مياه الشرب بواسطة الأواني الفخارية التي أخذت تجد إقبالاً واسعاً من قبل المواطنين على شرائها".

ويتابع صابر لـ"العربي الجديد": "يشتري كثيرون الأواني الفخارية كالجرار، ثم يلفونها بقطع من القماش السميك ويبللونها بالماء ويضعون الإناء الفخاري في الظل ويغطونه وفي هذه الحالة يحافظ على برودة الماء، فيعوض الناس عن غياب الماء البارد بسبب انقطاع الكهرباء المستمر".
ولا يقتصر الأمر على مياه الشرب فحسب بل يضطر المواطنون لإيجاد طرق مختلفة لتنقية مياه الشرب التي تصل منازلهم وهي ملوثة لتوقف محطات التنقية لفترات طويلة بسبب الانقطاع المستمر للكهرباء وتوقف مضخات المياه والسحب من الأنهار.

ويوضح المهندس علاء مازن أن "انعدام الطاقة الكهربائية في العراق يعتبر معضلة كبيرة تنعكس على كل تفاصيل المجتمع العراقي فيضطر المواطنون لإيجاد بدائل مختلفة لتعويض النقص الحاد في احتياجاتهم الحياتية".

ويضيف: "يعمد العديد من المواطنين إلى صناعة محطات تنقية منزلية صغيرة لتنقية مياه الشرب مكونة من صندوق يحوي طبقات من الرمال والحصى، وهي طريقة بدائية للغاية لتنقية المياه من الشوائب والبعض الآخر يقومون بغلي المياه ثم تبريدها وشربها".

ولا يجد الكثيرون ممن يعيشون في مناطق الصراع بشكل خاص، غير الوسائل البدائية لتعويض احتياجاتهم، فأصبح اللجوء إلى الحطب في الطبخ لا مفر منه في كثير من المناطق التي تفتقر إلى غاز الطبخ وتشهد نقصاً حاداً في مشتقات الوقود.

ويقول تاجر الحطب، مرضي صويلح لـ"العربي الجديد": "أصبح العراقيون لا غنى لهم عن الحطب لتعويض النقص في مشتقات الوقود، خاصةً في المناطق التي يصعب الوصول إليها نتيجة العمليات العسكرية وإغلاق الطرق المؤدية إليها، والانقطاع المستمر للكهرباء وشح مشتقات الوقود؛ ما يجعل التركيز على الحطب في الطبخ أمراً لا بد منه".

ويتابع: "نقوم بعملية الاحتطاب في مناطق مختلفة، حيث نجمع الأشجار الميتة والمتيبسة من مختلف القرى والمناطق الزراعية ثم نبيعها للمواطنين على شكل حزم وبأسعار مناسبة، وقد أصبح لدينا زبائن كثر، وأحياناً تأتينا طلبات من مختلف المناطق لا نستطيع تلبيتها كلها".

ومن الوسائل البدائية التي يستخدمها العراقيون في حياتهم اليومية خلال فصل الصيف وفي ظل انعدام التيار الكهربائي والارتفاع الحاد في درجات الحرارة، استعمال نباتات الشوك المتشعبة الخضراء بعد قطعها وجمعها وهي من النباتات المنتشرة في البيئة العراقية، حيث يقومون بتغطية شبابيك المنازل بها ورشها بالماء فيبرد الهواء الذي يمر عبرها إلى داخل المنزل.

هكذا يفعل محمد غازي كل يوم، حيث يتجه لقطع نباتات الشوك من القرية المجاورة لمنطقته، ثم يقوم بنشرها على شبابيك منزله الصغير ويغطيها ببعض قطع القماش القديمة ثم يرشها بالماء ليتحول الهواء الحار إلى بارد نوعاً ما.