موريتانيّون يشقون في رمضان

موريتانيّون يشقون في رمضان

15 يوليو 2015
عمال البناء أكثر الذين يعانون في رمضان (العربي الجديد)
+ الخط -

يتميّز رمضان هذا العام في موريتانيا، بارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات قياسية. ولعلّ أكثر الصائمين تأثراً بهذه الظروف المناخيّة القاسية، هم العمال والحرفيون الذين يتعرّضون لأشعة الشمس عند مزاولتهم أعمالهم الشاقة. ويُضطر هؤلاء بمعظمهم إلى العمل ساعات طويلة، بالرغم من ارتفاع درجات الحرارة. وأكثر من ذلك، لم يعد بعضهم يستفيد من استراحة الظهيرة مثلما جرت العادة في الأيام الأخرى، بسبب ضغط العمل وتوقف الأشغال في المساء وجشع أرباب العمل.

ويُقبل معظم هؤلاء على العمل في هذه الظروف لتأمين حاجيات أسرهم، ومنهم من يضاعف مجهوده للاستفادة من دخل إضافي يساعده في شراء مستلزمات العيد، وسط معاناة من ضيق ذات اليد وانتشار البطالة.

يُعَدّ عمال البناء أكثر الذين يعانون في رمضان. مهنتهم تتطلب مجهوداً بدنياً كبيراً في أماكن مفتوحة يتعرّضون خلالها لأشعة الشمس الحارة وهم صائمون. وتتضاعف معاناتهم نتيجة ضغط العمل، إذ تعدّ الإجازة الصيفية ذروة موسم بناء وتغيير تصاميم المنازل.

محمد غالي ولد مولود، عامل بناء، يقول إن "ضغط العمل والحاجة إلى تأمين لقمة عيش العائلة وإسعادها في العيد، يجعلنا أمام ضغط كبير. نحن مطالبون بالعمل لساعات طويلة في رمضان، حتى أننا لم نعد نستفيد من استراحة الظهر حين ترتفع درجات الحرارة أكثر، ولا نجد الوقت ولا الظروف المناسبة للاستمتاع بالشهر الفضيل وطقوسه وعاداته". ويشير إلى أن معظم البنائين يعملون لساعات إضافية بضغط من رب العمل أو رئيس العمال، بالرغم مما قد يعانونه نتيجة العطش والتعب والإرهاق.

ومن بين العاملين في المهن الشاقة التي تتطلب مجهوداً بدنياً كبيراً، والذين يعانون بسبب ارتفاع درجات الحرارة في شهر الصيام، نذكر عمّال المناجم والخبّازين ورعاة الإبل في الصحراء والحمّالين وعمال البلدية الموكلين بالحراسة وتنظيف الشوارع.

محمد محمود ولد عمار، مسؤول في نقابة الحمالين، يقول إن العمل تحت أشعة الشمس الحارقة يعرّض العمال إلى ضربات الشمس والإرهاق والعطش الشديد. وذلك وسط غياب التغطية الصحية والرقابة على مدى التزام أرباب العمل باحترام الدوام، فيبقى العامل بالتالي ضحية لظروف العمل القاسية ويجد نفسه مرغماً على العمل فوق طاقته. ويشير إلى أن "العاملين في المهن الشاقة يتحمّلون الكثير بسبب الأحوال الجوية ومشقات الصيام وصعوبات المهنة، ويحقّ لهم التكاسل مثلما يفعل كثيرون في رمضان". ويطالب بضرورة تعويض هؤلاء مادياً، ليتسنّى لهم تأمين احتياجات أسرهم التي تزداد في رمضان.

اقرأ أيضاً: عمّال على أرصفة موريتانيا