ممتاز.. فتاة أفغانية شُوّه وجهها بعد اعتداء بالحمض

ممتاز.. فتاة أفغانية شُوّه وجهها بعد اعتداء بالحمض

22 يونيو 2015
أفغانيات يتظاهرن ضد العنف المرتكب بحق النساء (GETTY)
+ الخط -


تعيش ممتاز، الفتاة الأفغانية العشرينية في خوف متواصل، بعدما هاجمها شاب رفضت الاقتران به قبل أربع سنوات بالحمض، فشوّه جمال وجهها.

وقد التجأت ممتاز إلى منزل محاط بتدابير أمنية في ولاية قندوز (شمال) التي تشهد اضطرابات، وهي تلف رأسها بمنديل يخفي قدر المستطاع آثار الحمض على وجهها.

وعن  تفاصيل تلك الليلية، تشرح ممتاز حين اقتحم مسلح، ينتمي لمجموعة تحارب حركة طالبان، معروف بطبعه الشرس منزلها مع ستة من رفاقه، بعدما رفضت مساعيه للتودد إليها. وقالت "أمسكني من شعري وأفرغ الحمض على وجهي بشراسة، وكأنه يقول لي حاولي الآن أن تجدي عريساً".

حاولت ممتاز الإفلات منه، وراحت تصرخ لكن الحمض التهم بشرتها. وخضعت على مدى أربع سنوات لعمليات جراحية متعاقبة وعمليات زرع جلد أليمة، وهي اليوم تعيش مختبئة في ولاية قندوز الواقعة في شمال أفغانستان، حيث أطلق متمردو طالبان أشد هجماتهم منذ بدء موسم المعارك مع تحسن الطقس في الربيع. وتقول الفتاة إنها تلقت تهديدات من المعتدين عليها الذين يفلتون في أغلب الأحيان من القضاء.


وتختزل معاناة ممتاز المآسي الكبرى التي تشهدها أفغانستان، فالعنف بحق النساء وانتشار المليشيات المعادية لطالبان التي تزيد من حالة الفوضى السائدة، وإخفاقات دولة عاجزة عن تأمين حد أدنى من الأمن، هي عيّنة من المشاكل التي لم تجد أفغانستان حلولاً لها بعد.

في مارس/آذار، كشف قتل الشابة فرخندة سحلاً، عن الوجه البربري المقيت لبعض الأفغان الذين انهالوا بالضرب حتى الموت عليها، بعد اتهامها زوراً بحرق نسخة من القرآن. وقد أثارت هذه المسألة احتجاجات كبيرة في البلاد وفي الخارج، وحكم على أربعة أشخاص بالإعدام.

ولا تتحدث وسائل الإعلام كثيراً عن الاعتداءات بالحمض، التي غالباً ما تتعرض لها الأفغانيات اللواتي يرفضن لبس الحجاب أو يرفضن طالبي الزواج.

ولم يكن الاعتداء على ممتاز سوى الفصل المأساوي لقصة بدأت قبل سنتين، وباتت لا تغادر البيت وحدها، وتختبىء خلف برقع للإفلات من تحرشات عنصر في المليشيا التي تحارب طالبان، وهي واحدة من المجموعات الصغيرة المتهمة بارتكاب تجاوزات وابتزاز بحجة تأمين "الحماية".

أغاظت هذه التدابير الوقائية العنصر الذي واصل التحرش بها. وعندما بلغه بعد سنتين، أنها مخطوبة لآخر، استبد به الغضب ودفعه شعور بالمهانة إلى إيذائها جسدياً، فشوه وجهها بالحمض. وهو الآن متوار عن الأنظار. وحكم على ثلاثة من المتواطئين معه بالسجن عشر سنوات، وهو حكم لا مثيل لقساوته في أفغانستان، فعلى الأغلب لا تستطيع النساء الاستعانة بالأجهزة القضائية.


ومن سخرية القدر، أن المتاعب الحقيقية لهذه الفتاة، بدأت عندما وجد بعض جلاديها أنفسهم وراء القضبان. وتشير إلى أنهم هددوا بقطع رأسها، و"قالوا لي سنقتل كل أفراد عائلتك عندما سنخرج من السجن. سنذيقك العذاب".

وقالت حسينة المسؤولة في منظمة "نساء من أجل نساء أفغانيات" التي ساعدت ممتاز على العلاج في الهند، إن "الرجال مرغمون في عائلة ممتاز على حمل السلاح والحراسة على مدار اليوم".

وانقلبت حياة سلطان، والد ممتاز، رأساً على عقب. وباتت حياته اليومية مزيجاً من الخوف والرعب والتوتر الدائمين. حتى أن مجرد التفكير في الذهاب إلى مزرعته يصيبه بالهلع. وقال "حتى لو خرجوا من السجن، سنبقى دائماً هدفاً لهم. لن يدعونا نعيش بسلام".

بارقة الأمل الوحيدة لممتاز، هي أنها اقترنت بالرجل الذي كانت مخطوبة له قبل الاعتداء عليها. وقالت: "لكني دائما ما أشعر بالخوف من أن يعثروا علي".

اقرأ أيضاً: فرخندة الأفغانيّة ضحيّة المشعوذين

دلالات

المساهمون