لقاء لوبين وشيخ الأزهر يثير غضب مسلمي فرنسا

لقاء لوبين وشيخ الأزهر يثير غضب مسلمي فرنسا

31 مايو 2015
مارين لوبين زعيمة "الجبهة الوطنية" (فرانس برس/GETTY)
+ الخط -

لا تزال زيارة السياسية الفرنسية مارين لوبين، زعيمة حزب "الجبهة الوطنية" المتطرف، إلى مصر، ولقاؤها شيخ الأزهر أحمد الطيب، يوم الخميس الماضي 28 مايو/أيار، يثيران مرارة وغضب الكثيرين من مسلمي فرنسا، الذين اعتبروا أن اللقاء ضرب صفحاً عن كل المواقف العنصرية التي تصدر، دونما توقف، عن هذا الحزب وقيادييه ومناضليه.

وكانت آخر المواقف العنصرية للحزب، مطالبته برفض الحجاب في الجامعات، وفرض لحم الخنزير في المطاعم المدرسية، باعتباره "طبقا جمهوريا"، إضافة إلى كل تصريحات قيادييه عن "خرافة" الفرق بين الإسلام و"الإسلاموية"، ودعمهم الشديد لكتابات إيريك زمور العنصرية والمعادية لمسلمي فرنسا ومهاجريها.

ولا يزال مسلمو فرنسا يتذكرون محنة "الحجاب في فرنسا"، في بدايات الألفية الثانية، التي ساهمت في انفجار ظاهرة الإسلاموفوبيا، والتي انضم شيخ الأزهر، حينها، لموقف نيكولا ساركوزي (الرئيس الفرنسي السابق)، بعد لقائهما في القاهرة، وهو موقف تسلح به ساركوزي في مواجهة مسلمي فرنسا، باعتباره حصل على موقف داعم من قبل أهم مرجعية دينية في العالم العربي والإسلامي.


ويتساءل مسلمو فرنسا، عن الفوائد التي ستجنيها مارين لوبين من هذه الزيارة ولقائها بشيخ الأزهر، والتي تندرج في إطار حملة كبرى يقودها الحزب العنصري ورئيسته لتلميع صورته، بعد أن نجح هذا الحزب اليميني في إغراء ربع الفرنسيين في الانتخابات الأخيرة، كما نجح في الانفتاح على دولة إسرائيل ويهود فرنسا، بعد إزاحة القائد المؤسس والكارزمي للحزب، جان ماري لوبين، من الحزب.

وتُنصّب مارين لوبين نفسها مسؤولة عن فرنسا ومصيرها، وتقول، بوقاحة كبيرة، إن زيارتها كانت من أجل حماية الأقباط المصريين، "ضحايا" الاعتداءات الإسلاموية. كما تضيف أن لقاءها بشيخ الأزهر سيساعد حزبها على مواجهة تنظيم "داعش"، الذي "يُرعِبُ الفرنسيين اليوم"، جاعلة من حزبها الحزبَ الفرنسي الوحيد الذي يدافع عن أمن الأمة الفرنسية والمواطنين.

وعلى الرغم من أن شيخ الأزهر يصرّ، من جانبه، على أن اللقاء كان فرصة للتذكير بالتحفظات الجدية تجاه مواقف حزب "الجبهة الوطنية"، "المعادية للإسلام والمسلمين، كما تنقل وسائل الإعلام"، إلا أن هذا التبرير يقرأ فيه كثير من مسلمي فرنسا جهلاً كبيراً بحقيقة أوضاعهم من قبل شيخ الأزهر. فموقف الحزب "المعادي" من الإسلام، حقيقة وليس مجرد خبر تتناقله وسائل الإعلام. كما ينقل عن شيخ الأزهر دعوته مارين لوبين لمراجعة وتصحيح مواقفها السياسية والأيديولوجية، من الإسلام.

ولا يخفي كثير ممن التقيناهم في مسجد باريس، استياءهم من نفاق الطبقة السياسية الفرنسية التي تطالب بانبثاق "إسلام فرنسي"، وتدعو المسلمين الفرنسيين إلى الابتعاد عن التأثيرات الخارجية، تأطيراً وتمويلاً، في حين أنها لا تفوّت أي فرصة للقاء شخصيات إسلامية دينية خارج فرنسا والتقاط صُوَر تذكارية معها.

ويُذكّر أحد من التقينا بهم بأن كل الجمعيات والمنظمات التي تمثل مسلمي فرنسا على استعداد دائم للقاء أي زعيم سياسي فرنسي لتذويب أي جليد ومن أجل نقاش جدي وصريح، وقد فعلناها مع عمدة بيزيي وغيره، مؤكداً أن الممثلين الشرعيين والمنتخبين لمسلمي فرنسا يتواجدون في فرنسا، وليس في مشيخة الأزهر ولا في أي مكان آخر.

اقرأ أيضاً:حظر التنورات الطويلة في مؤسسات التعليم الفرنسية.. إسلاموفوبيا