اتصالات اليمن مهدّدة

اتصالات اليمن مهدّدة

02 مايو 2015
انقطاع الاتصالات يعزل اليمنيين أكثر (العربي الجديد)
+ الخط -

فاجأت المؤسسة العامة للاتصالات السلكية واللاسلكية عملاءها في اليمن بإعلانها احتمال انقطاع خدمة الاتصالات الدولية والمحلية (الثابت والنقال) وخدمات الإنترنت خلال الأيام القليلة المقبلة، بعد نفاد مخزونها من وقود الديزل (السولار). ومن شأن ذلك أن يفاقم معاناة اليمنيين الذين يدخلون شهرهم الثاني بلا كهرباء ولا وقود وسط شح في المياه والمواد الغذائية والأدوية وارتفاع أسعارها.

ويرى متابعون أن أكثر الذين سيتأثرون من انقطاع الاتصالات هم السكان المحاصرون في المناطق الساخنة، مثل عدن وتعز والضالع ولحج وأبين ومأرب، إذ إن ذلك سيؤدي إلى شلل عمل المنظمات الدولية العاملة في المجال الإغاثي والإنساني في المحافظات التي تشهد مواجهات مسلحة وعمليات عسكرية.

ويقول مسؤول الاتصال والإعلام في فرع منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) في اليمن، محمد الأسعدي، لـ"العربي الجديد"، إن انقطاع الاتصالات سيؤثر سلباً على "الإمدادت الخاصة بالأعمال الإغاثية، لجهة تنسيق الجهود وتأمين وصول المعونات والتواصل مع الشركاء والجهات المعنية كالمرافق الصحية والمستشفيات". يضيف أن الانقطاع سيؤثر سلباً على "عمليات التواصل بين الفرق الميدانية في اليمن والزملاء في الخارج، لجهة تنسيق جهود الاستجابة ونقل تقارير الاحتياجات من الأرض والاطمئنان على سلامة العاملين في الميدان أيضاً". كذلك سيتسبب انقطاع الاتصال في استحالة الاتصال بسيارات الإسعاف، ما سيعوّق عمليات إنقاذ المصابين من الاشتباكات والقصف لا سيّما المدنيين.

في السياق، يتخوّف مواطنون من الانقطاع التام للاتصالات بمختلف أشكالها الذي سيعزل اليمن وشعبه عن العالم الخارجي، بالإضافة إلى عزل المناطق والمحافظات والقرى عن بعضها بعضاً والحدّ من تواصل الناس في ما بينهم.

يقول سماعيل درويش وهو مغترب، إن توقف الاتصالات في اليمن يعني عدم قدرته على التواصل مع أفراد أسرته للاطمئنان عليهم في ظل الحرب التي تعيشها اليمن. يضيف: "وصلني الخبر، فطلبت من أسرتي التوجه فوراً إلى القرية بعدما كانوا قد رفضوا النزوح بسبب الأحداث الجارية".

ويشير درويش إلى أن انقطاع التيار الكهربائي أو فقدان المحروقات لا يضران بالأسرة اليمنية مثل انقطاع الاتصالات. لكن الأخطر بالنسبة إلى درويش، هو "عدم قدرة اليمنيين في الخارج على إرسال الأموال إلى أسرهم في الداخل، في حال أقفلت شركات التحويل والبنوك نتيجة انقطاع الاتصالات".

خالد الحبيشي وهو مالك محل برمجة حواسيب وإصلاح هواتف، يشير إلى حتمية توقف عمله بعد توقف عمليات الاتصالات المختلفة. يقول: "توقف الاتصالات والإنترنت يعني إغلاق عدد كبير من مقاهي الإنترنت ومحلات الهواتف وتضرّر أصحابها".

أما المبرمج يُسري الأثوري، فيشدد على ضرورة تجنيب اليمن واليمنيين تلك "الكارثة". ويشرح أن "خدمات حيوية كثيرة ستتوقف، ولعلّ أهمها تلك الخاصة بالقطاع المالي وشركات التحويلات المالية بما فيها البنك المركزي وبقية المصارف التجارية". ويؤكد أن حركة التحويلات المالية بين المحافظات من جهة وبين اليمن والخارج ستفاقم من معاناة اليمنيين، خصوصاً الذين يعتمدون على شركات التحويل في إرسال الأموال إلى أسرهم. يضيف أن "انقطاع الإنترنت والاتصالات سيؤدي إلى توقف التواصل بين وسائل الإعلام ومراسليها أو تحديث وسائل الإعلام اليمنية خصوصاً الإلكترونية".

من جهتها، تخشى فاطمة البيضاني توقف الاتصالات، فهي لن تتمكن حينها من التواصل مع بناتها الثلاث المتزوجات للاطمئنان عليهن في ظل الأوضاع الأمنية المتردية. تقول: "اثنتان من بناتي تعيشان في البيضاء وواحدة في ذمار، وأنا أعيش في صنعاء".

تفاؤل رسمي

يتوقّع مدير عام الشؤون المالية في مؤسسة الاتصالات السلكية واللاسلكية، محمد السريحي، أن تكون "أضرار توقف حركة الاتصالات كبيرة وتطال كل فئات المجتمع، بما في ذلك موظفي المؤسسة"، إذ إن ذلك يعني تراجع الإيرادات. لكنه يقلل من إمكانية حدوث ذلك، مشيراً إلى جهود تبذل للحؤول دون انقطاع الاتصالات كلياً. ويلفت إلى أن وزارة المالية أشارت أخيراً إلى "انفراج وشيك في أزمة المشتقات النفطية، ما سيساهم في حلّ المشكلة".