ماذا يعني أن تكون مسلماً في أميركا

ماذا يعني أن تكون مسلماً في أميركا

09 ابريل 2015
المشاهد استعرضت قصص مسلمين أميركيين بأصواتهم
+ الخط -
بدأت صحيفة هافنغتون بوست الأميركية، في عرض سلسلة من المشاهد المصورة، تتناول حياة المسلمين في أميركا، وذلك من خلال "سكيتشات" قصيرة هي عبارة عن رسوم متحركة تروي خلالها شخصيات مسلمة قصصاً حدثت معها.

وتسلط سلسلة "ماذا يعني أن تكون مسلماً في أميركا" الضوء على تجارب تسعة مسلمين أميركيين، وطبيعة التحديات التي تواجههم في حياتهم اليومية.

وتأخذ السلسلة الجديدة المشاهد في رحلة بصرية تتحدث خلالها الشخصيات بأصواتها الحقيقية عن تجاربها. وعلى الرغم من أنها "سكيتشات" قصيرة وبسيطة، إلا أنها تنجح في إيصال رسالتها للمشاهد بشكل مباشر وقوي.

وفي لمحة حول السلسلة الجديدة، كتبت الصحيفة عبر موقعها: "ستبرز الحلقات أصوات أميركيين مسلمين يمثلون نطاقا واسعا من المجتمعات، لتحقق في التحديات التي تواجههم في هذا البلد، وفي ذات الوقت الاحتفال بهم. سوف تستمعون لقصص مسلمين نشطاء وطلاب وفنانين وكوميديين ومزارعين وآباء وصحفيين ومحامين وأكثر من ذلك. شخصيات من مجتمعات مختلفة من جميع أنحاء البلاد يعكسون التنوع بين المسلمين الأميركيين".

ويتناول أحد المشاهد قصة رجل الدين ياسر القاضي (40 عاما) من ولاية تينيسي، والذي يتحدث فيها عن تجربة الصلاة في المطارات: "أحاول أثناء السفر أن أجدول رحلاتي الجوية حول أوقات الصلاة، أو أحاول أن أصلي في زاوية مخفية. لأنني أريد تجنب التحديق بي، ولأن بعض أصدقائي أخذوا جانبا بسبب ذلك. ولكن في إحدى المرات وفي أحد المطارات المكتظة، توجهت لضابط أمن وأشرت إلى منطقة فارغة متسائلاً إن كان بالإمكان الصلاة بها، "سيدي، هل يمكن أن أصلي في تلك الزاوية؟ نظر إلي الضابط حائرا، وقال: يا سيدي، هذه أميركا، لا تحتاج لإذن مني كي تصلي في أي مكان. هنا فكرت ليت كل الأميركيين مثله".



وتروي بريسيلا مارتينيز (40 عاما) من فيرجينيا، كيف كانت تجربة بيع الكعك لفريق فتيات الكشافة المسلمات: "فيما كانت ابنتي البالغة من العمر 6 سنوات وباقي فتيات الكشافة خارج محل بقالة لبيع الكعك، اقترب منا رجل، وبدأ بالصراخ "أنتم تعبدون إلها زائفا! أنتم مسؤولون عن 11 سبتمبر! ستذهبون إلى الجحيم! وهنا هرعت قائدة فريق الفتيات إلى إدخالهن إلى الداخل حفاظا على سلامتهن. في حين بقيت في الخارج لصرف انتباه الرجل عن الفتيات. وقام صاحب المحل باستدعاء الشرطة، التي تمكنت من تهدئة الوضع وإرسال دوريات إضافية في المرات التالية".


حمدان أزهر (28 عاما) من نيويورك، وهو كاتب ومؤسس لتجمع الكتاب المسلمين، يتحدث كيف أثرت به تجربة قبل نحو عامين وجعلته غير قادر على الكلام، يقول: "قبل نحو عامين. كنت أقود سيارتي في رحلة عبر البلاد، مررت بمدينة سولت لايك سيتي. وهناك ذهبت إلى مقر كنيسة المورمون، وبدأت في التقاط الصور. تصرفت كسائح عادي، وسألت امرأة هناك، "سيدتي، أنا لست من المورمون، ولكن هل أستطيع أن التقط بعض الصور؟" أجابتني "يمكن، طالما لن تقوم بتفجيرنا". ربما هذه هي المرة الأولى في حياتي التي كنت فيها غير قادر على الكلام".



زيد كردية (50 عاما)، مالك مزرعة، يعيش هو وزوجته في نيويورك، يروي تجربة لهما في سوق المزارعين: "أنا وزوجتي لدينا كشك في سوق نيويورك للمزارعين. وبعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، تناوب أفراد المجتمع المحيط بالسوق لتوفير الحماية لزوجتي. خلال ذلك، اقترب من كشكنا رجل يهودي زبون لدينا، وبدأ في البكاء. سألناه لماذا يفعل ذلك، فقال إنه يشعر بأن المسلمين يتعرضون لسوء المعاملة".



سارة الشهاوى (24 عاما) طالبة طب في جامعة هارفارد وتعيش في ماساتشوستس، تتحدث عن علاقتها مع أصدقائها المسيحيين، قائلة: "بعض من أصدقائي المسيحيين في كلية الطب قرروا الصيام معي في أحد أيام شهر رمضان. كسروا صيامهم معي وتناولوا الخبز عند غروب الشمس، وأتوا معنا في وقت لاحق إلى المسجد للصلاة ليلاً. في نفس الشارع كانت أيضا كنيستهم، حيث دعوني لقداس الأحد. الجلوس في المقصورات كان غريباً نوعاً ما بالنسبة لي، تماما كالجلوس على أرض المسجد بالنسبة لهم. ولكنني شعرت بالراحة بالنظر لصورة السيدة مريم، وتذكر الآية الكريمة: "يا مريم إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين". لقد كانت نعمة أن أشعر وكأنني في بيتي في داري العبادة لأنه من خلال التعلم من بعضنا البعض، سيقوى إيماننا بديننا أكثر".



كريستين سريمسكي (54 عاماً) صحافية ومديرة مركز الإعلام والاتصال في "مسلمون أميركيون من أجل فلسطين"، تعيش في واشنطن، تروي تجربتها بعد اعتناق الإسلام: "لقد نشأت في عائلة مسيحية جمهورية بيضاء من الطبقة الوسطى في ولاية ميتشغن. كنت نموذجاً للفتاة الأميركية، المشجعة في الفريق، ملكة الجمال، العارضة. في نهاية المطاف اعتنقت الإسلام وارتديت الحجاب. الآن يسألني الناس الكثير من الأسئلة المثيرة للاهتمام مثل "هل أنت كالراهبة؟ من أين أنت؟ لا، حقا من أين أنت أصلاً؟ ألا تشعرين بالحر تحت الغطاء؟" أنا أفهم تجربة الطبقة الوسطى الأميركية، والآن أنا أفهم ما يعنيه أن تنتمي إلى أقلية، وأشعر أن دوري هو محاولة ردم الهوة".


شاهد أمان الله (47 عاماً)، يعيش في واشنطن وهو رجل أعمال وأحد كبار مستشاري وزارة الخارجية الأميركية سابقاً: "استغرقني الأمر وقتاً لأعتاد على التغييرات التي كانت نتيجة لأحداث الحادي عشر من سبتمبر، بما في ذلك إعادة النظر في خزانة ملابسي. في أحد الأيام عام 2002 وبينما كنت مسرعاً إلى المطار، لم أعر اهتماماً بالقميص الذي ارتديته، والذي كان هدية تذكارية من مخيم صيفي للشباب المسلم حيث خدمت كمستشار. بعد مروري من خلال جهاز الأشعة السينية، جاءت الأسئلة المحرجة: "ماذا تفعلون في معسكر الشباب المسلم؟ أجبت: آه أشياء المخيم الصيفي… مثل الرماية وتسلق الصخور! تواصل الأخذ والعطاء في المسألة إلى أن أدرك الرجل أن أطفال المسلمين يقضون الصيف تماما مثل الأطفال الآخرين، وسمح لي بالمرور".



سناء مطلب (31 عاما) تعيش في لوس أنجلوس وهي محامية ورئيسة لمسجد النساء بالمدينة: "قبل عامين كنت في طريقي إلى مؤتمر حول دور المسلمين في أميركا. عندما وصلت إلى القاعة كان عدد من المحتجين قد تجمعوا وحملوا لافتات كتبت عليها عبارات كراهية، واحدة منها تقول "أمريكا للأميركيين. عليكم العودة إلى بلادكم! بمجرد رؤيتي لهذه العبارة دمعت عيناي. كنت قد بدأت للتو بالعمل في الحكومة، والذي كان حلم الطفولة بالنسبة لي. ولكن في الوقت نفسه، اقتربت مني امرأة ترتدي قميصا يحمل عبارة (أنصار الأديان)، وقالت: أنت موضع ترحيب هنا، ورافقتني إلى المدخل".



ياسمين، وهي كاتبة وخبيرة أزياء من نيويورك تحكي عن تجربتها مع الحجاب: "أسبوع الموضة في نيويورك أمر بالغ الأهمية بالنسبة لي كخبيرة أزياء. في طريقي إلى مركز لينكولن بدأت بالتجمد من شدة البرد، فتوقفت لشراء شيء ساخن لأشربه. وهناك بدأ رجل بالتحديق في وجهي والقول بصوت عالٍ إن الإرهابيين يسيطرون على أنحاء أميركا وعلى طوابير القهوة، وأنه يجب شحن جميع المسلمين إلى بلدانهم. تجاهلته وسارعت إلى المكان. وبينما كنت أجلس في مقعدي بالصف الأمامي، أشار مصمم أزياء إلى وشاح رأسي وقال: أنيقة جداً. بعد العرض هرعت إلى وراء الكواليس، اعترض أحد الحراس طريقي، لكن حارساً آخر قال: انظر لحجابها، ألا تعرفها؟ إنها دائماً في الكواليس. إنها مسلمة ولذلك أثق بها، ليست مثل الآخرين الذين يريدون فقط النظر إلى العارضات العاريات، وسرقة الملابس. في أقل من ساعة نوديت بالإرهابية، والأنيقة، والموثوق بها، كل ذلك بسبب الحجاب على رأسي".




سلاسل لاحقة
ووفقاً للصحيفة، فإن السلسلة وفي المرحلة المقبلة ستتعمق في حياة طلاب الجامعات المسلمين، لمعرفة التحديات التي يواجهونها في الحرم الجامعي، وفي فصولهم الدراسية. وهنا سيجيب الطلاب على السؤال المهم: "ماذا تريد أن يعرف الطلاب غير المسلمين عن حياة الطلاب المسلمين؟" ليتم الغوص في مجموعة واسعة من المواضيع من إرث مالكوم إكس في الإسلام الأميركي ومناهضة العنصرية، إلى كون المسلم ممثلاً في هوليوود.

وتذكر الصحيفة عبر موقعها "هذه القصص تقدم لمحة عن حياة المسلمين في أميركا، ونأمل أن تساهم وسائل الإعلام الرئيسية في تسليط الضوء على غيرها من القصص الكثيرة في الأشهر والسنوات القادمة".

كما دعت الصحيفة المسلمين في جميع أنحاء البلاد للمشاركة بقصصهم من خلال القسم الديني الخاص بها.

اقرأ أيضاً:
الخروج من دوامة الاعتذار.. خطوة أولى
قريبا أوّل برنامج إذاعي يعبّر عن أصوات المسلمين بأميركا
اليهود الأرثوذكس في أميركا يرفضون التمييز ضد مسلمة محجبة