"جيش الإسلام" بالغوطة يعِد مقاتليه بمكافأة زواج

"جيش الإسلام" بالغوطة يعِد مقاتليه بمكافأة زواج

12 ابريل 2015
قرار زهران علوش يثير جدلاً في الغوطة(GETTY)
+ الخط -



في وقت لا تغادر فيه طائرات النظام سماء الغوطة الشرقية بريف دمشق، وهي تقصفها يومياً مخلّفة قتلى وجرحى، بينهم أطفال، وبالتزامن مع حصار يحكم خناقه على أهاليها، أصدر القائد العسكري لـ"جيش الإسلام" المعارض، زهران علوش، قراراً يقضي بمنح "مكافآت" مالية لمقاتلي فصيله لتشجيعهم على الزواج.

وفي بيان انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي أخيراً، ممهور بتوقيع زهران علوش، قرر الأخير منح "مكافأة مالية قدرها 25 ألف ليرة سورية للعازب المقبل على الزواج، و50 ألفاً لمن يتزوج أرملة شهيد، وأيضاً 75 ألفاً لمن يتزوج امرأة ثالثة، أو زوجة شهيد من (جيش الإسلام)"، مشيراً إلى أنّه "اتخذ تلك الخطوة لإحياء شعيرة الزواج المبكّر ومحاربة العنوسة، والمكافآت المالية ستصرف من صندوق الجيش".

محمد، شاب من إحدى بلدات الغوطة الشرقية، وجد في قرار علوش "لفتة جيدة لتشجيع الزواج، مع أنه يشمل مقاتلي جيش الإسلام فقط". وبحسب ما أفاد محمد، لـ"العربي الجديد"، فإنّه "يعتبر الزواج حالياً هو الحل الوحيد للتعويض عن الموت في المنطقة، ففي حال افترضنا أنّ نساء الغوطة لم تنجب أطفالاً طوال العشر سنوات القادمة، مع معدّل ثابث في الموت الذي نشهده حالياً، فهذا يعني أنّ فئة الشباب ستنقرض".


ينوي محمد (23عاماً)، الزواج قريباً، ولو كان قد وجد الفتاة المناسبة لتزوج قبل عامين، وعلى حدّ قوله، فإنّه "يريد متنفّساً يخرجه من حالة الملل الذي يعيشه في ظل الحصار، وحضناً دافئاً يلجأ إليه لينسى ما يحدث خارجاً".

من جهتها، وجدت روز الدمشقية، ناشطة إعلامية من دمشق، في قرار علوش "انتقاصاً كبيراً من حق المرأة، رغم أهمية التشجيع على الزواج، فالأموال التي ستخصص للمقبلين على الزواج من امرأة أرملة، كان الأجدى بها أن تعطى لتلك المرأة دون مقابل، وبغض النظر عن فكرة تزويجها مرة أخرى، فضلاً عن نيّة علوش إعطاء ما سمّاها (مكافأة) للذي يتزوج امرأة ثالثة، وكأن الأمر متاجرة بالنساء!".

وأمّا ريم، فتاة نازحة من الغوطة إلى العاصمة دمشق، فقالت لـ"العربي الجديد"، إنّ "تشجيع علوش مقاتلي فصيله الذين يدعوهم طوال الوقت إلى القتال، لا نتيجة منه سوى زيادة أعداد النساء الأرامل، وتحميل الأطفال الذين سيولدون معاناة لا يقدر الرجال على تحمّلها في الغوطة"، وأضافت ضاحكة: "المكافأة اللي وعدهن فيها، بتشتري أقل من 25 كيلو رز، كان بيقدر يشتريهن ويوزعهن على الناس الجوعانة!".

ولوحظ في الفترة الأخيرة بالغوطة الشرقية، إقبال كبير على الخطبة والزواج، خصوصاً من قبل الشباب الذين تراوح أعمارهم بين العشرين والثلاثين، مع اقتصار مظاهر الاحتفال على اجتماع صغير للمعارف والأصدقاء، وتجهيز بيت كان قد نزح منه أهله بما يكفي من ورق النايلون لإغلاق نوافذه وأبوابه الزجاجية المهشّمة بفعل القصف.

اقرأ أيضاً: زواج بالتقسيط في غزة

المساهمون