محتسبون يلغون ندوة بمعرض الرياض للكتاب

محتسبون يلغون ندوة بمعرض الرياض للكتاب

09 مارس 2015
قد تحتاج معارض الكتاب رقابة على الرقابة
+ الخط -
تسبب محتسبون غير رسميين في إيقاف ندوة، أقيمت مساء أمس الأحد، في معرض الرياض الدولي للكتاب، تحت عنوان "الشباب والفنون... دعوة للتعايش" بسبب انتقاد ضيف الندوة الدكتور معجب الزهراني، ما تعرضت له آثار الدول العربية من تدمير على يد بعض المتطرفين، في إشارة منه إلى ما قام به أعضاء تنظيم "داعش" الإرهابي في العراق.

وتدخل أحد المحتسبين معترضاَ على حديث الدكتور في جامعة الملك سعود، مؤكداً على أن تحطيم هذه الآثار واجب على كل مسلم، وحدثت مشادة كلامية ساخنة بين المحتسبين والدكتور معجب، ما أجبر مدير الندوة على إغلاق باب النقاش وإيقاف الندوة، متعذراً بحلول وقت الصلاة، بعدها تدخلت قوات الأمن الموجودة في المعرض لإنهاء النقاش بين الجميع، قبل أن يتطور لتشابك، غير أن المحتسبين صعدوا إلى منصة الندوة منادين على الصلاة، في فعل فسره الحاضرون على أنه تحدٍ لإدارة المعرض.

وكانت الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، أكدت على أنها غير مسؤولة عما يقوم به المحتسبون غير المنتمين لها، وأعلنت أنها كلفت نحو أربعين عضواً، للمشاركة الميدانية في الأعمال التنظيمية في معرض الرياض الدولي للكتاب. كما أشارت الهيئة إلى ضرورة أن يضع أعضاءها الميدانيون المشاركون في المعرض، بطاقاتهم التي توضح بياناتهم الرسمية وجهة عملهم بشكل بارز، لافتة إلى أن "من لا يحمل البطاقة، لا يمثل هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بصفة رسمية".


من جهته، أكد مدير معرض الرياض الدولي للكتاب الدكتور صالح الغامدي، على أن المعرض مفتوح أمام جميع فئات المجتمع بكل توجهاتهم الفكرية، مشدداً على أنه "توجد في المعرض جهة رسمية، تتمثل في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، مهمتها الوعظ والإرشاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر داخل المعرض"، لافتاً إلى "وجود جهات أمنية تحسباً لأي محتسبين قد يجتمعون داخل المعرض"، مبينا أن إدارة المعرض لم تصادر حتى الآن أي عنوان، خصوصاً أن العناوين كانت مجازة مسبقا.

سلسلة من الحوادث

هذه الحادثة ليست الأولى في معرض الكتاب، ففي كل عام يتسبب محتسبون في إحداث المشاكل في معرض الكتاب، ففي العام 2014 نشب خلاف كبير بين المحتسبين وبين مسؤول إحدى دور النشر، على ما اعتبروه عبارات كفرية في كتب الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش، ما تسبب في سحب إدارة المعرض لجميع نسخ الأعمال الكاملة للشاعر، وإيقاف بيعها.

وفي عام 2013 اقتحم محتسبون، كان بعضهم ملثماً، بهو الفندق الذي يسكنه ضيوف المعرض موجهين انتقادات للمعرض، الذي اعتبروه مخالفاً للشريعة، لوجود اختلاط بين الرجال والنساء، وذكروا أنه "بوابة لتغريب الأمة، وتلميع أصحاب الفكر الليبرالي".

وقامت إدارة المعرض بإبلاغ الدوريات الأمنية في حينه، بعد أن دخل المعترضون في مشادة كلامية حادة، مع وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية ناصر الحجيلان، مقتحمين ندوة ثقافية كان يحضرها الوكيل مع عدد من المثقفين في الفندق.


وفي العام 2012 اقتحم نحو عشرة من المحتسبين قاعة المؤتمرات في معرض الكتاب، لمنع انطلاق ندوة "ثقافة الحقوق"، التي شاركت فيها الدكتورة فوزية البكر والدكتورة فوزية باشطح، معترضين على وجود النساء في منصة المحاضرين، وتم إحالتهم إلى إدارة المعرض، التي قامت بتحويل عدد منهم إلى الشرطة.


وفي عام 2011 هاجم  نحو 30 محتسباً أعضاء اللجنة الإعلامية المكلفة بتغطية فعاليات المعرض، وكان بينهم وزير الثقافة والإعلام في ذلك الوقت الدكتور عبد العزيز بن محيي الدين خوجة، معارضين طريقة الاختلاط بين الرجال والنساء، وما يعرض في المعرض. وصرخ أحدهم في وجه الوزير "ما يعرض بوسائل الإعلام في ذمتك"، الأمر الذي رد عليه الوزير بقوله :"شكراً، جزاك الله خيراً"، وأدت الفوضى إلى اشتباك رجال الأمن مع المتشددين، وإخراجهم من المعرض بالقوة والقبض على ثلاثة منهم.

جدل واعتراض

بسبب الحادثة، نشط مغردون على موقع التواصل الاجتماعي، منتقدين تصرف المحتسبين الذين دافعوا عن جرائم "داعش"، مدشنين هاشتاغ "المحتسبون يدافعون عن داعش بمعرض الكتاب" وهاشتاغ "غزوة ذات التعايش"، وفيهما قالت الناشطة الحقوقية سعاد الشمري: "أليس فيهم رجل رشيد، معقول لا يوجد لهم كبير يهديهم أو يوجههم إكراماً لسمعة الوطن".

وأكد الإعلامي محمد سعود، أن "من يدافع عن داعش وجرائمه فهو داعشي، تجب محاسبته ومعاقبته لتعاطفه مع الخوارج". فيما قالت الكاتبه سكينه المشخص: "ما حصل اليوم في معرض الكتاب مخجل، تعطيل محاضرة ومن ثم تدخل الأمن، عاجزة عن توصيف ما حدث بكلمة، حتى منابر الوعي والثقافة لم تسلم".

المساهمون