أول أبريل.. مهرجان "آكيتو" ويوم الكذب

أول أبريل.. مهرجان "آكيتو" ويوم الكذب

01 ابريل 2015
يحتفل الآشوريون حول العالم بالمناسبة (AUA)
+ الخط -
بات من المتعارف عليه في كثير من بلدان العالم، ومنها العديد من البلدان العربية، الاحتفاء بأول أبريل/نيسان، باعتباره يوماً للكذب، والمقالب الساخرة.

ومن ناحية أخرى، يعتبر الأول من أبريل عيد رأس السنة الآشورية. وهي من أقدم التقويمات في العالم. فالعام الذي يبدأ اليوم يحمل الرقم 6765. وشهر "نيسان" هو شهر السعادة الذي يباركه إله الهواء إنليل.

تسمى السنة القمرية هذه "آكيتو". وتشكل بداية العام لدى كلّ من الآكاديين والبابليين والآشوريين والكلدانيين في إيران وتركيا والعراق وبلاد الشام.

وفي بابل القديمة كانت الاحتفالات بالعيد تحمل طابع المهرجان التقليدي، وتستمر من 21 مارس/آذار حتى 1 أبريل/نيسان. ولكلّ يوم من الأيام الـ12 طقوسه الدينية الخاصة المرتبطة بالآلهة، بحسب موقع "غيت وايز تو بابيلون". ففي اليوم التاسع من المهرجان مثلاً، يبدأ الإله الأكبر مردوك الاحتفال مع إلهي العالم العلوي والسفلي، وذلك في بيت آكيتو، حيث يعمد الكهنة إلى وضع تماثيل الآلهة هناك، فتحتفل كلّ طبقات بابل بالطقوس من دون أيّ استثناء. ويعود بعدها مردوك إلى المدينة ليلاً ليحتفل بزواجه من الإلهة عشتار، فتتوحد الأرض والسماء، ويجتمع الآلهة ليباركوا حلول الربيع.

هذا العام قرر الآشوريون السوريون، وهم من طائفتي السريان والكلدان المسيحيتين، عدم الاحتفال بعيدهم للعام الرابع على التوالي بسبب ما يتعرضون له من انتهاكات من طرف النظام السوري وتنظيم الدولة الإسلامية. كما برروا ذلك بتضامنهم مع الأكراد الذين استهدفوا في عيد النوروز في الحادي والعشرين من مارس/آذار الماضي، بتفجيرين إرهابيين في الحسكة ما أدى إلى عشرات القتلى والجرحى.

وبالعودة إلى أول أبريل الكذب والمقالب، يشار إلى أنّ هذا اليوم اعتبر منذ بدء تطبيق التقويم الغريغواري عام 1582 "يوماً كاذباً". فقد بات العام الجديد يبدأ في الأول من يناير/كانون الثاني، لا الأول من أبريل كما كان سائداً في القرون السابقة.

ومع انتشار الكذب والخداع والمقالب في هذا اليوم في الثقافة الغربية، كان لا بدّ من نشوء دراسات نفسية واجتماعية مرتبطة. ومن ذلك، يشير الخبير النفسي مارك موفين إلى أنّ مثل هذه المقالب قد تكون سيئة وجيدة في الوقت نفسه، بالاستناد إلى كيفية استخدامها. أما الباحث في علم الاجتماع الثقافي جوناثان واين، فيقول إنّ تلك المقالب تلعب دوراً جيداً في الحفاظ على الروابط الاجتماعية. بالإضافة إلى تقديمها خدمة للمخدوع في جعله يدرك بعض أوجه القصور المعرفي لديه، ومنها الغرور والنسيان.

دلالات