الاحتلال يسجن الطفل المريض خالد الشيخ

الاحتلال يسجن الطفل المريض خالد الشيخ

رام الله

محمود السعدي

محمود السعدي
03 مارس 2015
+ الخط -


أعاد اعتقال الاحتلال للطفل الفلسطيني المريض خالد الشيخ (15 عامًا) ومحاكمته، شريط الذكريات لوالده الأسير المحرر حسام الشيخ، من سكان قرية بيت عنان شمالي غرب القدس المحتلة، والذي اعتقل لأول مرة في ثمانينيات القرن الماضي، حينما كان عمره (16 عامًا)، ليمكث في السجن أربع سنوات متفرقة على سبع مرات، لنشاطه في الانتفاضتين الأولى والثانية.

وريث الأسر
أربعة وثلاثون عامًا مضت على دخول حسام الشيخ قاعة المحكمة لأول مرة أسيرًا، إلى أن دخلها هذه المرة والدًا لطفل أسير يعاني من فقرٍ حاد في الدم، فعاد به شريط الملاحظة إلى معاناة والديه المتوفيين، حينما كانا يزورانه في السجن ويحضران محاكمته في ثمانينيات القرن الماضي وما تلاها من اعتقالات.
ويعايش حسام هذه الأيام عبء المسؤولية الملقاة على عاتقه كوالد أسير، وما يحمله من هموم على فلذة كبده.

في قاعة المحكمة، يخبر حسام الشيخ نجله خالد قائلاً "حينما كنت بعمرك، كنت أجلس هنا أسيرًا، لقد استعدت لي الذاكرة، أنا فخور بك، لا تقلق يا بني"، فيما يعبّر حسام في حديثه لـ"العربي الجديد" عن شعوره بالفخر لعيش خالد التحدي أمام ظلم الاحتلال وفاشيته، برغم مرضه، كأنموذج للكثير من الأطفال الفلسطينيين في معاناتهم.

وأصدرت محكمة الاحتلال الأربعاء الماضي حكمًا بسجن خالد لمدة أربعة شهور وغرامة مالية بقيمة (500 دولار)، إضافة إلى سجن مدته ستة شهور مع وقف التنفيذ لمدة خمس سنوات.

في الخامس والعشرين من ديسمبر/ كانون الأول من العام الماضي، ذهب خالد الشيخ ليتنزه في منطقة بقريته تسمى الجبعة، وهي منطقة تشرف على الساحل الفلسطيني المحتل وقريبة من جدار الفصل العنصري، لكن النزهة عكّرها جنود الاحتلال، متهمين إياه برشق دورياتهم بالحجارة ومحاولة إشعاله إطارات مركبات بالقرب من الجدار.

واستنكر والد خالد موقف سلطات الاحتلال الذي يرفض الإفراج عن نجله المريض بفقر الدم، رغم وجود حالات مشابهة تم الإفراج عنها بذات اليوم أو بعد بضعة أيام بكفالة مالية، ما يدلل على إصرار الاحتلال على ضرب الطفولة الفلسطينية، وقتل الأمل لديهم، إذ لا زالت تعتقل نحو 300 طفلٍ آخرين في سجونها.

وظهرت علامات مرض فقر الدم لدى خالد، حينما سقط في المدرسة ونقل للمستشفى قبل أسبوعين من اعتقاله، حيث بلغت نسبة دمه وقتها 7 فقط، وتفاقم وضعه الصحي داخل السجن لعدم تلقيه أدوية خاصة يحتاج إليها، ليتواصل الإهمال الطبي بحقه والذي سبب له هزالاً شديداً.

قضية "خالد"
خالد، الذي كان يطمح، بحسب والده، أن تصبح "الصحافة والتصوير" مهنته، لم يكن يدرك بعد أنه سيصبح قضية تثيرها الصحافة وتصبح حديثاً لوسائل إعلام محلية وعالمية.

وأثارت قضية اعتقال خالد تفاعلاً إعلاميًا استفز المخابرات الإسرائيلية ممثلة بنيابة الاحتلال، التي طالبت في إحدى جلسات محاكمة خالد، باعتقال والده لتأثير تلك الحملات في

إحراج إسرائيل، التي لم تستجب للإفراج عنه بعد، وغير مهتمة لتلك الضغوطات.

ونظّم زملاء خالد في الصف العاشر الأساسي، بمدرسة بيت عنان الثانوية للبنين، يوم الاثنين الماضي، وقفة احتجاجية أمام مكتب المفوّض السامي لحقوق الإنسان زيد رعد الحسين، في مدينة رام الله، وسلموه رسالة وعريضة يطالبونه فيها بضرورة الضغط على إسرائيل من أجل الإفراج عن زميلهم المريض خالد، حيث يمثل اعتقاله مخالفة لكافة القوانين الدولية.

ويضع الطلاب صورة زميلهم المعتقل على مقعده في غرفة الصف، وهم يفتقدونه وعلاقاته الاجتماعية المتميزة، ويسعون لإقامة فعاليات داخل المدرسة وفي بعض مدارس ضواحي القدس تحمل اسمه آملين أن تسهم في تفعيل قضيته.

اقرأ أيضاً:
إسرائيل اعتقلت 13 ألف طفل فلسطيني منذ انتفاضة الأقصى

ذات صلة

الصورة
سجن الدامون الإسرائيلي(فيسبوك)

مجتمع

أكدت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية، اليوم الاثنين، أن إدارة سجن الدامون حولت ماء الشرب كوسيلة عقابية بحق الأسيرات الفلسطينيات، من خلال تعمد تلويثه.
الصورة

سياسة

شرع الأسرى الفلسطينيون في كافة سجون الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، في تنفيذ خطوات (عصيان) جماعية ضد إدارة السّجون، وذلك رداً على إعلانها البدء في تطبيق الإجراءات التي أوصى بها الوزير المتطرف إيتمار بن غفير.
الصورة

مجتمع

استشهد الأسير الفلسطيني أحمد بدر أبو علي (48 عاماً) من بلدة يطا جنوب الخليل، صباح اليوم الجمعة، إثر تدهور حالته الصحية، ونقله إلى المستشفى في وقت سابق من فجر اليوم، وذلك بعدما عانى من سياسة الإهمال الطبي (القتل البطيء).
الصورة
فعالية تضامنية مع الأسير أحمد سعدات (العربي الجديد)

سياسة

شارك مئات الفلسطينيين، اليوم الثلاثاء، في فعالية أقامتها في مدينة غزة "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" ضمن "الأسبوع الإسنادي الدولي" لأمينها العام أحمد سعدات المعتقل بسجون الاحتلال الإسرائيلي منذ نحو 17 عاماً.