رجال ألمانيا يحظون بـ"إجازة أبوّة" لا يستغلونها

رجال ألمانيا يحظون بـ"إجازة أبوّة" لا يستغلونها

28 مارس 2015
يخشى الآباء من العواقب السلبية (Getty)
+ الخط -
تفسح ألمانيا المجال للموظفين الآباء بالحصول على "إجازة أبوة" قد تصل إلى 14 شهراً. وتمنع القوانين أيّ صاحب عمل قانونياً من طرد الموظف بسبب نيله الإجازة تلك. ومع ذلك لا يستغلها الرجال خوفاً من السخرية أحياناً، أو من عدم العودة بعدها بالحماس نفسه.

وتشير الأرقام إلى أنّ ثلاثة من أصل أربعة آباء يحصلون على "إجازة الأبوة" لكن لمدة أقصاها شهران. وفقط 7 في المائة يأخذون هذه الإجازة لمدة 12 شهراً. وعلى سبيل المقارنة، فإنّ 95 في المائة من الأمهات يأخذن "إجازة الأمومة" وتسع من أصل عشر نساء يأخذن هذه الإجازة لمدة 12 شهراً.

ظهر هذا القانون في أوائل عام 2007. وهو يلحظ دفع مبلغ مالي للآباء أو الأمهات الذين يتوقفون عن العمل بعد الولادة. وعلى هذا الأساس، يحصل الوالد أو الوالدة على مبلغ يستند إلى أساس الدخل الحالي، على ألاّ يتجاوز 1800 يورو شهرياً ولا يقل عن 300 يورو.

لكنّ الكثير من الآباء يخشى من العواقب السلبية التي قد تلحق بهم بعد بضعة أشهر من "إجازة الأبوة". وتظهر استطلاعات الرأي أنّ معظم الرجال يخشون الحديث مع رئيسهم في العمل، ويخافون الاحتقار والسخرية من زملائهم. كما يسيطر عليهم القلق من عدم القدرة على متابعة العمل بعد الإجازة بالحماسة نفسها.

وبحسب الإحصائيات، فإنّ 95 في المائة من الأمهات يأخذن "إجازة الأمومة" من دون تردد. بينما تقابلها نسبة 27 في المائة من الرجال. وكذلك هناك نسبة 70 في المائة من الأمهات العاملات يعدن إلى العمل بدوام جزئي. بينما تنخفض النسبة إلى 6 في المائة للآباء.

ويشير مكتب الإحصاءات الفيدرالي إلى أنّ نحو 80 في المائة من جميع الآباء الذين يذهبون في "إجازة أبوة" يختارون أقصر مدة ممكنة، وهي شهران.

وبحسب عالم الاجتماع روستوك هايكه فإنه لا يوجد سبب كافي لبقاء الرجل لفترة أطول من الحد الأدنى في المنزل للاعتناء بطفله. وبعبارة أخرى، فإنّ الرجل لا يملك هذا الشغف للبقاء طويلاً يمارس دور الأب.

وكانت ألمانيا قد اعتمدت "إجازة الأبوة والأمومة" بهدفين رئيسين، هما تشجيع الأزواج على إنجاب المزيد من الأطفال عبر إعطائهم الحق في الإجازة والحصول على مبلغ مالي، ومحاولة دفع الأزواج إلى تقاسم رعاية الطفل. وبذلك، تنفق الدولة خمسة مليارات يورو سنوياً في إطار البرنامج، الذي لم يحقق الهدفين المذكورين بحسب الإحصاءات، خصوصاً بالنسبة للهدف الأول، فمنذ عام 2005 لم تتحقق أيّ زيادة في مواليد البلاد.