الذكرى الرابعة لمجزرة الكرامة في اليمن والقتلة أحرار

الذكرى الرابعة لمجزرة الكرامة في اليمن والقتلة أحرار

18 مارس 2015
شهداء سقطوا خلال مجزرة الكرامة في صنعاء(العربي الجديد)
+ الخط -



تحيي الساحة اليمنية اليوم ذكرى مجزرة الكرامة التي شهدتها ساحة التغيير في العاصمة اليمنية صنعاء يوم الجمعة 18 مارس/آذار 2011 في أحد أكبر التجمعات البشرية التي عرفتها المدن اليمنية ذلك العام.

كانت الحشود في ذلك اليوم تهتف مطالبة برحيل نظام الرئيس السابق علي عبدالله صالح. ومع انتهاء المتظاهرين من صلاة الجمعة، قام عشرات الرجال الملثمين والذين يرتدون ثياباً مدنية بالتجمع حول الاعتصام من الاتجاه الجنوبي من ساحة التغيير، حيث تم بناء جدار يفصل بين المتظاهرين والأحياء الأخرى من ناحية الجنوب، ثم أشعلوا النيران وأثناء تصاعد الأدخنة الكثيفة، بدأوا بإطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين السلميين، وخلال ساعات قليلة خلّف الهجوم نحو 50 شهيداً ومئات الجرحى أغلبهم من طلاب الجامعات وبينهم أطفال.

اعتُبرت مجزرة الكرامة واحدة من أبشع الجرائم التي ارتُكبت في حق متظاهرين عُزّل كانوا يطالبون بحقهم في العيش والتغيير السلمي. مع ذلك، لا يزال القتلة طلقاء ربما يبحثون عن ضحايا جُدد ودماء يسفكونها.

طلال مرزوق أخو الشهيد ماهر مرزوق أحد شهداء جمعة الكرامة يؤكد لـ"العربي الجديد" أن قضية أخيهم الشهيد وزملائه ضحايا مجزرة الكرامة، أهملت في أدراج مكتب النائب العام بتوجيهات عُليا، محملاً الرئيس التوافقي عبد ربه منصور هادي والرئيس السابق علي عبد الله صالح مسؤولية ذلك، مشيراً إلى أن العملية السياسية التي شاركت فيها الأحزاب كان لها الدور الكبير في تمييع قضية شهداء جمعة الكرامة.


ويضيف مرزوق أن القضاء "أعاد ملف القضية إلى النيابة العامة بهدف التحقيق مع الرئيس السابق علي عبد الله صالح و13 قيادياً في نظامه كان محامو الشهداء قد رفعوا أسماءهم مطالبين بالتحقيق معهم". لكن النائب العام الموالي للنظام السابق قام بسحب ملف القضية من النيابة العامة وجمّد القضية بتوجيهات عليا بحسب قوله.

ويعبّر مرزوق عن حزنه الشديد لعدم تفاعل كثير من المنظمات المحلية والدولية مع قضيتهم بعدما عرضوها عليهم، مؤكداً مراهنته على الشعب اليمني، ومطالباً إياه بالصبر والثبات على مطالب التغيير وتحقيق أحلام الشهداء المتمثلة بيمن جديد خال من الفساد والتوريث والجهل.

ويحكي علي السياغي (33 عاماً) وهو أحد الشباب الذين شاركوا في إسعاف الشهداء والجرحى بجمعة الكرامة، ما شاهده في ذلك اليوم الدامي، مشيراً إلى أنه كان هو وزملاؤه يحملون الشهداء والجرحى وهم يبكون. ويقول لـ"العربي الجديد": "كنت أعتقد بأني أعيش في كابوس، لكنني أفقت وأمامي عشرات الشهداء ومئات الجرحى وثيابي مليئة بالدماء".

وأضاف السياغي أنه لن ينسى ذلك اليوم ولن يهدأ باله حتى تتم محاسبة من ارتكبوا هذه الجريمة، مؤكداً أن قضية شهداء ثورة التغيير ملف وطني لن ينتهي بالتقادم، بحسب وصفه.

ذكرى خالدة

من جانبه، يقول القيادي في ثورة الشباب السلمية مؤنس علي، إن القيادات السياسية فعلت "كل ما من شأنه تمييع وتسييس قضية مذبحة الكرامة"، مشيراً إلى أن الكثيرين ممن كانوا في النظام، وحتى بعض الأحزاب السياسية المنخرطة في الثورة، "عملوا على تغييب القضية وتسجيلها ضد مجهول كونها كانت عائقاً أمام تنفيذ المبادرة الخليجية" على حدّ تعبيره، الأمر الذي ساعد على إفلات القتلة من العقاب.


ولا يبرئ مؤنس "النظام الذي خرج من رحم الثورة" من المسؤولية، حيث اتهمه بعدم "تبني قضية الشهداء بشكل علني، ما يساعد على محاسبة من قاموا بالقتل وكل من موّل وتغاضى عن هذه المجزرة التي ذهب ضحيتها العشرات من خيرة شباب اليمن"، مؤكداً في تصريح لـ"العربي الجديد" أن شباب ثورة التغيير يتعاملون مع مجزرة جمعة الكرامة كقضية مصيرية حتى يتم تقديم المتسببين فيها إلى المحاكمة العادلة لينالوا جزاءهم الرادع من ناحية وإنصاف أسر شهداء وضحايا وجرحى جمعة الكرامة من ناحية أخرى.

وأوضح أن ذكرى هذه المجزرة الشنيعة خالدة ولن تُنسى مهما حاول البعض طمسها، فهي "تجعلنا نستشعر بالفعل بأن هناك خللاً واضحاً في عدالة ونزاهة القضاء اليمني"، الأمر الذي "يجعلنا في كل ذكرى سنوية نحرص على إظهار قضية هؤلاء الشهداء للعالم من خلال الفعاليات والمسيرات المنددة، وإقامة مراسيم الحداد على أرواح من سقطوا ظلماً وعدواناً في ذلك اليوم الأسود".

الجدير بالذكر، أن هناك ثمانية مشتبه بهم في تنفيذ مذبحة جمعة الكرامة فقط من بين 78 آخرين تم احتجازهم في يناير/كانون الثاني 2013 بحسب منظمة هيومن رايتس ووتش. وأغلب الثمانية عمال وحراس أمن وطلاب. بيد أن أهالي الشهداء يؤمنون بأن من تم القبض عليهم هم مجرد أدوات لقيادات كبيرة في النظام السابق.

اقرأ أيضاً:هل انتهى حلم التغيير السلمي في اليمن؟

المساهمون