فنون الصيد بالشاهين والحُرّ عند العرب

فنون الصيد بالشاهين والحُرّ عند العرب

15 فبراير 2015
يفضّل العرب تدريب الصقر اليافع (دان كيتوود/Getty)
+ الخط -
يفضّل عرب الخليج الصيد إمّا بطير الشاهين أو بالحُرّ. فالأول قوي وسريع على المدى القصير، والثاني قوي وسريع على المدى الطويل. الحُرّ والشاهين هما نوعان من الصقور، لذا فهما يتجرآن على اصطياد الفريسة التي هي أكبر منهما حجماً. كلاهما يتجنب الصيد في الغابات، ويفضّل الأماكن المفتوحة حيث تسهل المطاردة. أما الصيد في الغابات فهو من صفات الباز والباشق، وتساعدهما على ذلك أطراف أجنحتهم غير المسننة.

ينطلق الشاهين وراء فريسته. فإذا كانت على الأرض يحاول أن يطيّرها ليسهل عليه ضربها في الجو وإسقاطها. وكثيراً ما ينقض الشاهين على فريسته من ارتفاع شاهق وبسرعة قد تصل إلى 300 كلم بالساعة، وهي أقصى سرعة لطائر على وجه الأرض. والمعروف أنّ الشاهين مغرم باصطياد الحمام والبط في الجو.

أما الحُرّ فلا مانع لديه من ضرب فرائسه، كالأرانب، وهي على الأرض. كما يستطيع ملاحقة طرائده من الطيور في الجو، لمسافة طويلة تبلغ نحو 10 كيلومترات قبل أن يصيبه التعب.

يفضّل العرب تدريب الصقر اليافع (الفرخ)، لأنّ البالغ صعب التدريب. ويطعم الصقّار (المصطاد بالصقور) لقمة من لحم الفريسة إلى صقره، في كل مرة يصطاد فيها هذا الأخير طريدة. والحكمة في ذلك تقضي بأن لا يشبع الصقر كي يتمكن الصقّار من استخدامه مرتين أو ثلاثاً في صيد فرائس أخرى. والصقر المدرّب يصطاد لنفسه، فإن شبع وأرسل وراء طريدة، فإنه إمّا أن يعود إلى صاحبه من دون أن يصطادها أو يهرب. أما إذا كان لم يشبع بعد وأرسل وراء طريدة فإنه يأكل منها حتى الشبع ولا يستجيب بعدها لنداءات صاحبه. وفي هذه الحالة، يطلق صاحبه حمامة مربوطة عند فجر اليوم التالي أي بعد أن يكون الصقر قد هضم ما في بطنه، لعلّه بذلك يجلبه إليه.

أما الفرائس فأهمّها طيور الحبارى التي هي أكبر حجماً من الصقر، وسرعتها عالية إلى حد التكافؤ معه. لا بل أنّ الحبارى قد تفرز مادة أثناء الهرب من الصقر تقذفها عليه وتؤدي إلى لصق ريشه، فتفلت من الوقوع في قبضته. لكنّ الصقر يعرف الحيلة، ويحاول أن يتفاداها. أما سلاحها الآخر فهو إرجاع رأسها إلى الوراء ونفش ريش رقبتها في محاولة لإظهار حجمها أكبر مما هو عليه، لعلّها ترهب الصقر. لكنّ هذه الحيلة لا تنطلي عليه أيضاً في العادة.

وتجدر الإشارة إلى أنّ الصقر غالباً ما يعتمد على ضرب فريسته في الهواء بكاشحه (مخلب الإصبع الخلفي)، فتنهار وتسقط. وغالباً ما يمسك بها أثناء الطيران من منبت جناحيها، فيكبلها وينزل معها. لكنه يتحاشى أن يصل إلى الأرض وهو تحتها كي لا يعرّض نفسه للضرر.

(اختصاصي في علم الطيور البريّة)

دلالات

المساهمون