رانيا نقور ظاهرة فردية ترسم الفرح بفن الكاريكاتور

رانيا نقور ظاهرة فردية ترسم الفرح بفن الكاريكاتور

08 ديسمبر 2015
الفنانة رانيا نقور ترسم بفرح (فيسبوك)
+ الخط -


رانيا نقور، رسامة كاريكاتور مبدعة، ظاهرة فنية بحد ذاتها، فنانة حرة لا يقيدها المكان، تعبر عن توقها الدائم للفرح برسم الوجوه، زارعة الابتسامات من حولها.

تمارس رانيا هوايتها في أمكنة عامة. يصادفها الناس في المعارض والمهرجانات والنشاطات الكبرى، وأحياناً في المقاهي وهي ترسم البورتريهات بطريقة الكاريكاتور، حيث تبدأ قصصها مع الناس ووجوههم الضاحكة.

الكاريكاتور على طريقة رانيا يبعدها عن كل ما هو سوداوي، ويشغلها عن الواقع المظلم في بلدها لبنان وفي محيطه الذي يضج بالحروب والمآسي. لذلك لم ولا تفكر في رسم الكاريكاتور الموجه والناقد. وردّت عندما سألناها عن العمل بوسيلة إعلامية تطل عبرها إلى جمهور أوسع قائلة: "الكاريكاتور الموجه لا يشبهني ولا يشبه شخصيتي، أنا حساسة جداً تجاه ما يجري حولي، أبتعد قدر الإمكان عما يحزنني ولا أستطيع التركيز على السلبيات، وهذا ما قد يتطلبه العمل في إطار إعلامي محدد".

اقرأ أيضاً: إيهاب حصوة يرسم هموم الأطفال

بدأت في رسم الكاريكاتور منذ أن كانت طالبة في كلية الفنون في الجامعة اللبنانية، تدرس وتمارس هوايتها في نفس الوقت. وتتابع "كنت أجد لنفسي بشكل يومي مكاناً عاماً في بيروت أجلس فيه لأرسم البورتريهات، كنت أتعامل مع هوايتي وكأنها عملي في نفس الوقت، وهذا جعلني أتمرس وأستفيد في تطوير طريقتي وأسلوبي في الرسم".

تجربة غير مسبوقة، أن تجلس فتاة في مقهى، أو في أروقة مهرجان أو معرض، ترسم وجوه الناس بطريقة الكاريكاتور في بلد عربي. تقول رانيا إنها طيلة سنوات عملها الشغوف في رسم الناس لم يصادفها أن رأت فتاة تمارس هواية مماثلة في الفضاء الخارجي. وتكاد تجزم أن أعداد الشبان في هذا المجال هي قليلة كذلك. رسمت في بيروت والكويت ودبي ومصر ولا تزال تلبي الدعوات للمشاركة في مناسبات تتسع لهذا النوع من الفنون.

فن الكاريكاتور حملها مصادفة من بيروت إلى الدوحة، لتعمل في تقديم البرامج في قناة الجزيرة للأطفال على مدى عشر سنوات، بعدما التقت، وهي ترسم، بالمدير العام للمحطة آنذاك محمود بو ناب. واليوم تعيش في دبي "المدينة الصاخبة والتي تضج بالحياة" على حد وصفها، حيث عادت للرسم الذي تحبه.

من رسومات رانيا الكاريكاتورية (العربي الجديد)


لا تفضل رانيا الرسم بين أربعة جدران، تحب التفاعل المباشر مع الناس، وتقول: "أشعر بالمتعة عندما أرى الفضول في عيون الآخرين، يقتربون مني ليتحققوا من طريقة رسمي، وعندما ترتسم البسمة على وجوههم، أدرك أن رسالتي قد وصلت إليهم". هكذا تريد دوماً أن تدخل الفرح إلى القلوب، ولو مؤقتاً، وأن تضفي أجواء الراحة من حولها.

اقرأ أيضاً: "أرسم بسمة في المستشفى"

خلال دراستها تأثرت بالعديد من الرسامين مثل سلفادور دالي وإيغون شيلي، لكنها بعد التخرج ركزت أكثر على الكاريكاتور.

وللفنانة علاقة خاصة بالمقتنيات والأغراض، وعمّا إذا كانت تنوي أن تحول رسوماتها إلى معارض، أو تحتفظ بها كأرشيف مثلاً قالت: "تتحول الأعمال الفنية إلى حمل ثقيل عندما تصبح رسومات ثابتة في مكانها، ومقتنيات، من دونها أنا حرة، أتنقل بين البلدان بخفة، أرسم وأعطي رسوماتي، ولا أبقيها لدي، لأنني أعتبر أن الفن يفقد روحه إذا انحصر داخل إطار".

وجوه تأنس لريشة الفنانة (العربي الجديد)  


وتصف الرسم بأنه كالقصص "كل رسم له حكايته، أقرأها في وجوههم وأعبر عنها بطريقتي، وعندما أنقلها إليهم يأتي دورهم لينقلوها للآخرين وهكذا".

لا تقطع رانيا تواصلها مع فنانين ورسامين لتسمع رأياً متخصصاً يجعلها تدرك أين أصبحت اليوم في فنها، حرصاً منها على تحسين أدائها بشكل مستمر. ولديها أفكار فنية للمستقبل ربما لم تصبح مشاريع بعد، لكنها واثقة بأن رسمها للكاريكاتور سيستمر.

اقرأ أيضاً: محمد مردي.. طباشير المدرسة جعلت منه نحّاتاً بارزاً