هكذا تخطف الطائرات الحربيّة أرواح أطفال سورية

هكذا تخطف الطائرات الحربيّة أرواح أطفال سورية

07 ديسمبر 2015
استمرّ القصف ليصيب مكان تجمّع الأسرة (الأناضول)
+ الخط -

عندما بدأ الطيران الروسي يستهدف بصواريخه حيّ طريق السد في درعا المحطة (جنوب)، أسرعت ليمار الطعاني (ست سنوات) وبقيّة أفراد عائلتها، البالغ عددهم 12 شخصاً، إلى ردهة المنزل، حيث راحوا ينتظرون توقّف القصف الجوي قبل أن يعودوا إلى حياتهم الطبيعية.
جدّ ليمار حسين الطعاني (53 عاماً) كان كبير العائلة، وكان موظفاً في شركة المياه. وعلى الرغم من حنانه وعاطفته الكبيرة تجاه أسرته، إلا أنه تميّز بعناده الذي جعله منذ اشتداد الأزمة، يرفض الخروج من بيته إلى مخيّم الزعتري الذي يعدّ أكثر أماناً. فضل البقاء في بيته، على الرغم من القصف، إذ كان النزوح إلى الزعتري بالنسبة إليه أقسى من العبودية. ولطالما ردّد أن "السيد يهين جسدك، بينما الزعتري يهين كرامتك".

استمرّ القصف ليصيب مكان تجمّع الأسرة ويقتل كل من فيه.. حسين وزوجته نادية وأولاده رشا الحامل وطفلها قاسم (سنتان) ورانيا (16 سنة) وآمال (12 سنة) وأحمد (تسع سنوات)، بالإضافة إلى ميرزو وزوجته نداء وأولاده الثلاثة ليمار وريماس (ثلاث سنوات) وتبارك (سبعة أشهر).
ما إن هدأ القصف، تجمهر الناس حول أنقاض المنزل لعلهم ينجحون في إنقاذ أحد. لكنهم وجدوا الجميع جثثاً هامدة، في حين لفت نظرهم جسد ليمار المضرج بالدماء وقد لفّته ذراعا أمها. ترك ذلك أثراً بالغاً في نفوسهم، وراحوا يرثونها مستعيدين ضحكتها الباعثة على الأمل.

تجدر الإشارة إلى أن ليمار كانت مفعمة بالحياة، تزرع البهجة أينما حلّت. وحبها للحياة ومرحها وابتسامتها العريضة جعلتها محبوبة من قبل الجميع. والصغيرة التي لطالما شبّهتها والدتها بالفتيات الروسيات، كان شعرها أشقر بلون الشمس وعيناها زرقاوَين تلمعان مثل النجوم ووجنتاها زهريتَين لم تبصر العين مثلهما.

أحمد الطعاني واحد من أقرباء العائلة، يشير في دردشة مع مراسل "العربي الجديد" إلى أن ليمار كانت تكرر أنها ترغب في أن تصبح طبيبة. وكانت تقول لأمها "أريد أن أكبر وأصير دكتورة حتى أعالج عمي محمد ورفاقه الجرحى". وعمها محمد مقاتل في صفوف المعارضة السورية، وقد أصيب في إحدى المعارك قبل أن يغيب عن أهله فترة طويلة لمتابعة علاجه في الأردن.

قبل أيام من المجزرة، اشترت نداء حقيبة ومجموعة أقلام ودفاتر لابنتها ليمار، في حين كانت الصغيرة تتحضّر لدخول المدرسة. كانت متحمسة لذلك، وقد ظنّت أنها ستحقق قريباً حلمها وتصبح طبيبة تعالج الجرحى، لا سيما عمّها محمد الذي كانت تتوق لرؤيته.

اقرأ أيضاً: يوم الطفل العالمي.. 20 ألف قتيل من أطفال سورية