أول حالة وفاة بسبب الجوع في الفلوجة

أول حالة وفاة بسبب الجوع في الفلوجة

01 ديسمبر 2015
الحصار والتجويع ينذران بمخاطر كبيرة (GETTY)
+ الخط -


كشف ناشطون محليون من داخل مدينة الفلوجة ( 60 كم شرق الأنبار) لـ"العربي الجديد" عن تسجيل أول حالة وفاة لامرأة مسنة، قضت جوعاً بسبب نفاد المؤن والمواد الغذائية والدوائية داخل القضاء، صباح اليوم الثلاثاء.

وقال الناشطون أن ما تمر به المدينة، منذ أكثر من شهرين، ناتج عن الحصار الخانق الذي تفرضه مليشيا الحشد الشعبي وكتائب حزب الله العراقي، مدعومة بقوات الجيش النظامي.

وكشف الناشطون عن وجود أسر كثيرة ما زالت تعاني الجوع داخل الفلوجة، قدرت أعدادها بأكثر من مائة ألف نسمة، ومثلهم في مدينة الرمادي، مركز محافظة الأنبار، ولم تجد حكومة بغداد طريقة لإخراجهم وتخليصهم، بل فرضت عليهم حصاراً خانقاً بعد أن أغلقت جميع المنافذ من وإلى تلك المدن، ما جعلهم بين مطرقة القوات الحكومية وسندان تنظيم "داعش" على حد قولهم .

اقرأ أيضاً: مساع دولية للقضاء على الجوع بحلول 2030

إلى ذلك، أكد الحاج محسن 57 عاماً، أحد نازحي الفلوجة، لـ"العربي الجديد"  خبر وفاة السيدة المسنة، لافتاً إلى أن وفاتها نتجت عن "الجوع داخل الفلوجة"، مشيراً إلى أنه استطاع الهرب بعائلته، فيما لم يتمكن أقاربه من الخروج من المدينة بسبب الطوق الأمني من قبل القوات العراقية، التي تمنع خروج العائلات التي تحاول الهرب، بل وتطلق عليها النار بحجة أنهم "انتحاريون جاؤوا لتفجير أنفسهم بين القوات الحكومية" وفق قوله. ولفت إلى أن وجود "داعش" داخل المدينة سبب آخر يمنعهم من الخروج".

وفي السياق ذاته، أوضح الناشط في برنامج الإغاثة الدولية مصطفى الحديثي أنهم كانوا يوصلون المساعدات والإغاثات الإنسانية إلى الفلوجة عن طريق معبر "الشجل"، وهو المعبر الوحيد إلى القضاء، إلا أن القوات الحكومية أغلقت هذا المعبر، بحجة أن تلك المساعدات تصل إلى تنظيم "داعش"، ومنذ أكثر من شهرين "يعاني المدنيون الجوع ونقص الدواء، ما دفعهم إلى البحث في البيوت المهدّمة والمهجورة عن كسرة خبز أو حتى بقايا طعام" حسب قوله.

اقرأ أيضاً: الموت جوعاً في الموصل تحت حكم "داعش"

وأضاف الحديثي لـ"العربي الجديد" إنه يتواصل مع ناشطين داخل الرمادي والفلوجة، أكدوا أن أغلب الأسر تأكل وجبة واحدة في اليوم إن وجدت، وهناك من لم يجد الطعام منذ يومين، ما ينذر بوقوع كارثة إنسانية حقيقة خلال الفترة القريبة المقبلة، خصوصاً أن هناك حالات وفاة كثيرة، بسبب الجوع ونقص الأدوية لم يعلن عنها بسبب الحصار الخانق على تلك المدن والتعتيم الإعلامي الذي يرافقه.

وتشهد أسعار المواد الغذائية في أغلب مدن محافظة الأنبار ارتفاعاً كبيراً في الأسعار، وصل إلى أكثر من 10 أضعاف السعر الحقيقي في أسواق مماثلة، داخل محافظات أخرى.

اقرأ أيضاً: الجوع يهدد مليوني نازح في العراق