جنون الاستهلاك.. الأميركيون يحتفون بـ"الجمعة السوداء"

جنون الاستهلاك.. الأميركيون يحتفون بـ"الجمعة السوداء"

العربي الجديد

العربي الجديد
28 نوفمبر 2015
+ الخط -
تلعب المتاجر الأميركية على وتر المنظومة الثقافية- الاجتماعية لمواطني الولايات المتحدة. تلك المنظومة القائمة على الاستهلاك، وهو الأساس بالنسبة للنظام الاقتصادي الرأسمالي الذي تعتمده البلاد.

المتاجر واقعة في قلب تلك المنظومة أيضاً، لكنّها في الطبقة العليا فيها، تلك التي تحرّك المستهلكين. الأخيرون لا حول لهم ولا قوة إذا ما انهمرت عليهم العروض والحسومات. يجدون أنفسهم مندفعين عن وعي أو من دونه إلى الشراء والاستهلاك واقتناء ما يلزم وما لا يلزم. يخططون لمشترياتهم بعد شرائها، ويضعون مشاريع لغرض المائة الذي اشتروه بعشرة، مع أنّهم يدركون أنّهم لم يحتاجوا إليه يوماً. هو انتهاز الفرصة، والشطارة...

أمس كانت "الجمعة السوداء" في أميركا. هي يوم يتبع عيد الشكر عادة، ويرتبط به كعنوان لـ"الخير" و"العرفان". تعرض المتاجر بضائعها على هذا الأساس، وتخفي حقيقة الأرباح التي تحققها طوال العام في الأسعار المرتفعة، وفي هذا اليوم بالذات بالرغم من الأسعار المنخفضة، فهي تبيع بربح أقل، لكنّها تبيع الكثير حتى تفرغ مخازنها.

يقبل الأميركيون على تلك المتاجر وينتظرون ساعات طويلة أحياناً. فكأنّ إدمان التسوق الذي يصيب 15 مليون أميركي ما فوق الرابعة عشرة، بحسب مجلة "سايكولوجيست" يتضخم ويمتد إلى بقيتهم.

العروض تبدأ من 10 في المائة وتصل إلى 90 في المائة.. إغراء كبير لكنّه يفترض أولاً وجود المال في جيوب المستهلكين لتأمين انتقاله إلى جيوب التجار.

إقرأ أيضاً: "عيد الشكر" أسطورة تأسيس أميركا

دلالات