العراق: دعوات لاستجواب وزير الخارجية في ملف المهاجرين

تصاعدت حدة الانتقادات المحلية والبرلمانية لأداء وزارة الخارجية العراقية بخصوص ملف هجرة العراقيين إلى أوروبا، وعدم تحركها بالرغم من وفاة العشرات منهم غرقاً، واعتقال واحتجاز آخرين في دول عدة، في الوقت الذي دعا برلمانيون إلى استجواب الوزير إبراهيم الجعفري الذي وصفوه بالغائب.

وقالت النائبة في البرلمان العراقي عواطف نعمة لـ"العربي الجديد" إن "الوزير إبراهيم الجعفري غائب تماماً عمّا يدور في العراق من أحداث، فالحوادث الأخيرة للمهاجرين وأعدادهم المتزايدة أمر لا يمكن السكوت عنه"، مضيفة أن "هناك المئات من العراقيين الذين يشعرون بالندم في أوروبا، ويرسلون مئات المناشدات يطالبون الحكومة العراقية لإرجاعهم إلى وطنهم، بالمقابل لا نجد تنسيقاً من قبل وزارة الخارجية مع تلك الدول لإرجاع أبنائنا وكأنهم ليسوا عراقيين".

وأضافت أنه "مقابل الاعتداءات المتكررة تجاه المهاجرين في بعض الدول الأوروبية، وكذلك حوادث الغرق، لم نسمع أي تصريح لإبراهيم الجعفري يشجب أو يستنكر هذه الاعتداءات أو الحوادث"، مشيرة إلى أن هناك جلسة للبرلمان العراقي يتم من خلالها توجيه سؤال لوزير الخارجية حول عدم تفعيل دور الوزارة، مضيفة "إن لم يكن جوابه مقنعاً سيتم جمع تواقيع البرلمانيين، وإحالته للاستجواب بسبب ضعف دور الوزارة أمام ما يعانيه العراق في الوقت الحالي".

وتقدر منظمات عراقية إنسانية عدد العراقيين الفارين إلى أوروبا خلال الأشهر الثلاثة الماضية بنحو 90 ألفاً، غالبيتهم شبان انتقلوا من العراق إلى تركيا ومنها عبر البحر إلى اليونان، وقضى منهم نحو 200 شخص غرقاً، فيما تعتقل ثلاث دول أوروبية نحو 2000 عراقي لأسباب مختلفة أبرزها محاولة دخول غير مشروعه لبلدانهم.

اقرأ أيضاً: عراقيون يهربون من الموت فيتلقّفهم البحر

في السياق، قال النائب عن التحالف الكردستاني جوزيف صليوه لـ"العربي الجديد": "إن وزارة الخارجية لا وجود لها على أرض الواقع، ودورها مهمش تماماً، وعليها استنفار طاقاتها في التواصل مع السفارات والقنصليات في دول أوروبا لمساعدة المهاجرين، ومد يد العون لهم في الخارج، ومعرفة أعدادهم، لأننا ما زلنا نجهل أعداد المهاجرين الفعلي، وكل التقديرات تخمينية لم تستند إلى دراسات ميدانية أو مهنية".

وأضاف صليوه "على الجعفري أن يفتح قنوات للتواصل مع الدول الأوروبية التي استقبلت المهاجرين العراقيين، مؤكداً أن سياسات الحكومة الخاطئة هي السبب الرئيسي وراء الهجرة، فعدم الشعور بالأمان وعدم الإحساس بالمواطنة دفع العراقيين للهجرة، وعلى الحكومة تصحيح مسارها".

اقرأ أيضاً: عراقيون يبيعون أملاكهم للهجرة إلى أوروبا