العرب يتخاذلون عن نجدة 8 ملايين نازح سوري

العرب يتخاذلون عن نجدة 8 ملايين نازح سوري

إسطنبول
avata
أنس الكردي
صحافي سوري مقيم في تركيا. من فريق موقع العربي الجديد قسم السياسة.
دمشق

ألكسندر أيوب

avata
ألكسندر أيوب
08 يناير 2015
+ الخط -

قال رئيس الحكومة السورية المؤقتة في الائتلاف الوطني، أحمد طعمة، اليوم الخميس، إن عدد النازحين في سورية بلغ ثمانية ملايين نازح، وأن حجم الكارثة كبير في حين أن الاستجابة محدودة، بينما أكدت رئيسة وحدة التنسيق والدعم، سهير الأتاسي، أنهم ينتظرون من الدول الصديقة المساعدة العاجلة.

وقال رئيس الحكومة المؤقتة في مؤتمر صحافي بمقر الائتلاف بمدينة اسطنبول: "إنه منذ أكثر من شهرين نزح أكثر من ألفي عائلة بينهم ٨٠٠ دون مأوى" مشيراً إلى أن "الخبز منعدم تقريبا لدى اللاجئين، والاحتياجات كبيرة، ويجب علينا تأمين السوريين في الداخل والخارج".
وأوضح، في معرض حديثه عن موجة البرد القارسة التي تعصف بالشرق الأوسط، أن حجم الكارثة التي يتعرض لها السوريون كبيرة، والاحتياجات محدودة، وأن عدد النازحين في سورية بلغ أكثر من 8 ملايين نسمة".
في سياق مواز، قالت سهير الأتاسي: "قمنا بالاستعداد للظروف القادمة ولكن لم تصلنا كلها، وأول ما وصل المنحة القطرية، ونطالب بقية الدول بالمساعدة العاجلة للشعب السوري".
وكان عضو الهيئة السياسية في الائتلاف الوطني، محمد قداح، قد دعا أمس الأربعاء، دول العالم والمنظمات الدولية إلى "تحمّل مسؤوليتها إزاء الكارثة الإنسانيّة التي تشهدها مخيمات اللاجئين في مواجهة البرد القارس وموجة الثلج، التي تهاجم منطقة المشرق العربي ومناطق البحر المتوسط".
وقال قداح إنّ "دماء الطفلة السورية التي أطفأت حرارتها برودة الثلج وحولتها إلى جثّة هامدة في مخيم البقاع اللبناني، هي وصمة عار في ضمير الإنسانية في القرن الواحد والعشرين"، لافتاً إلى أنه "من المؤسف أن تقوم العديد من الحكومات باتخاذ إجراءات صارمة لحماية حدودها وأراضيها من استقبال أو احتواء اللاجئين السوريين، وتتراخى في اتخاذ الخطوات العملية لمواجهة الكارثة الإنسانية التي تضرب النازحين منهم".


وحث مفوض الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أنطونيو غواتيرس، قبل يومين، على ضرورة بذل دول العالم المزيد من الجهد لمساعدة جيران سورية على مواجهة الاحتياجات، مبيناً أن الأمم المتحدة تواجه أسوأ أزمة للاجئين منذ الحرب العالمية الثانية.
ووثقت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" استهداف ما لا يقل عن 38 منشأة حيوية في سورية، أغلبها على يد قوات النظام، خلال شهر كانون الأول/ ديسمبر من العام 2014. وذكر تقرير الشبكة أن المنشآت المستهدفة تتضمن 10 مدارس، و9 دور عبادة، و7 من مشاريع البنى التحتية، إضافة إلى 3 أسواق.
وفصلت الشبكة في تقريرها، استهداف تلك المنشآت على يد جهات مختلفة من أطراف الصراع على الأرض السورية، حيث استهدفت قوات النظام 28 منشأة حيوية جلّها من المدارس والمساجد، مقابل 3 منشآت تم استهدافها من طرف المعارضة المسلحة، و3 من قبل جماعات متشددة، و4 مبانٍ لم تتمكن الشبكة من تحديد الجهة التي استهدفتها.
من جهته أوضح مدير الشبكة السورية لحقوق الإنسان، فضل عبد الغني، أن "هذا هو الحد الأدنى مما استطاعت الشبكة توثيقه من استهداف للمراكز الحيوية في سورية، وذلك بسبب المعوقات العلمية والأمنية الكثيرة التي تصادفنا أثناء عمل الشبكة".
ووثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان في الشهر نفسه، مقتل ما لا يقل عن 1049 مدنياً على أيدي قوات النظام السوري، بينهم 203 أطفال، و105 نساء، إضافة إلى 97 قضوا تحت التعذيب في سجون الاستخبارات السورية.
وفي السياق نفسه، أكدت الأمم المتحدة في تقريرها الصادر أمس، الأربعاء، أن السوريين احتلوا أكبر مجموعة من اللاجئين بعد الفلسطينيين، حيث أنهم تفرقوا في أكثر من 100 دولة هربا من الحرب، مشكلين 23 في المئة من مجموع اللاجئين الذين تساعدهم المفوضية في أنحاء العالم.


وأشار التقرير إلى أن السوريين أصبحوا للمرة الأولى أكبر مجموعة لاجئين ضمن عمل المفوضية، وتجاوزوا الأفغان الذين كانوا يحتلون هذه المرتبة منذ أكثر من 30 عاما، حيث أن عدد اللاجئين السوريين تجاوز ثلاثة ملايين حتى منتصف عام 2014، بعدما ارتفع بحوالى 704 آلاف شخص في الأشهر الستة الأولى من السنة الماضية، بحيث أصبحوا يمثلون نحو ربع اللاجئين الذين ترعاهم المفوضية على مستوى العالم ويبلغ عددهم 13 مليون لاجئ.
ولا يشمل تصنيف المفوضية الفلسطينيين الذين تتولى شؤونهم وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، ويقدر عددهم في العالم بحوالى خمسة ملايين.
وقد أدى النزاع السوري منذ بداية مارس/آذار 2011 إلى مقتل أكثر من 200 ألف سوري، ونزوح حوالى نصف عدد السكان، حيث لجأ السوريون إلى دول مجاورة مثل لبنان وتركيا والأردن، لكنهم غادروا أيضا على متن سفن في رحلات خطرة عبر المتوسط في محاولات يائسة للوصول إلى أوروبا. وآخر مثال على ذلك كان حالة 768 لاجئاً سورياً أنقذوا فيما كانت سفينة الشحن التي تقلهم تجنح نحو السواحل الإيطالية الأسبوع الماضي، بعدما تركهم المهربون في وسط البحر.
وبعد سورية وأفغانستان، فإن الدول الأبرز التي ينحدر منها اللاجئون هي الصومال (1.1 مليون) والسودان (670 ألفا) وجنوب السودان (509 آلاف) وجمهورية الكونغو الديموقراطية (493 ألفا) وبورما (480 ألفا) والعراق (426 ألفا).
وأضافت المفوضية أن "لبنان انتقل من المرتبة 69 للدول التي تستضيف أكبر عدد لاجئين، إلى المرتبة الثانية في غضون ثلاث سنوات ونصف السنة"، داعية إلى "تقديم مساعدات دولية أكبر، ودعم لمساعدة الدول والمجموعات المحلية على مواجهة تدفق اللاجئين".

ذات صلة

الصورة

سياسة

شن جيش الاحتلال الإسرائيلي غارات جوية عنيفة استهدفت كتيبة عسكرية ومستودعات أسلحة في محيط مطار حلب الدولي، ما أسفر عن سقوط 42 قتيلاً.
الصورة
تظاهرة ضد هيئة تحرير الشام-العربي الجديد

سياسة

تظاهر آلاف السوريين، اليوم الجمعة، مناهضة لسياسة "هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقاً)، ومطالبة بإسقاط قائدها أبو محمد الجولاني.
الصورة
تظاهرات في ذكرى الثورة السورية (العربي الجديد)

سياسة

خرجت تظاهرات في مدن وبلدات شمال غربي سورية اليوم الجمعة، إحياءً للذكرى الـ13 لانطلاقة الثورة السورية.
الصورة

منوعات

دفعت الحالة المعيشية المتردية وسوء الأوضاع في سورية أصحاب التحف والمقتنيات النادرة إلى بيعها، رغم ما تحمله من معانٍ اجتماعية ومعنوية وعائلية بالنسبة إليهم.