الدخان السام يلوث مخيم الرشيدية

الدخان السام يلوث مخيم الرشيدية

08 يناير 2015
تساهم حركة الرياح بدورها في حمل الأدخنة (فرانس برس)
+ الخط -
يشهد مخيم الرشيدية للاجئين الفلسطينيين في صور، جنوبي لبنان، مشكلة تلوث يتسبب بها الدخان السام المنبعث من مكبّ النفايات في منطقة رأس العين، شمال المخيم.

وتساهم حركة الرياح بدورها في حمل الأدخنة إلى البيوت والأزقة. فيما يؤثر التلوث سلباً على الأطفال، ويتسبب لهم بإصابات بالربو والأمراض الصدرية والحساسية.

من جهتهم، طالب أهالي المخيم بتدخل الدولة اللبنانية، وحل هذه القضية. وفي هذا الإطار، نظم عدد من شباب المخيم، بالتعاون مع جمعية الجليل، حملة من أجل نقل مكب النفايات من مكانه المحاذي للمدارس. وجمعوا تواقيع مؤسسات المخيم، وقدموا مذكرة للجهات اللبنانية المختصة.

وعن ذلك، يقول أبو أحمد، وهو أحد السكان: "نطالب الدولة بالتدخل لحل هذه المشكلة، فالسموم التي تأتي من هذا المكب مضرة جداً". ويشير أبو أحمد إلى أنّ هذا المكبّ "كان في الأصل موجوداً بالقرب من مدرسة عين العسل في مخيم الرشيدية، وكان يهدد صحة 700 شخص من التلاميذ والموظفين في المدرسة. ونقل إلى منطقة بعيدة عن المدرسة وبعيدة عن السكان".

ويشير أبو أحمد إلى أنّ المكبّ الجديد الذي ينشر سمومه يقع في أقصى نقطة في شمال المخيم، وأكثرها بعداً عن المنازل. وتم نقل هذا المكب بجهود من اللجنتين الشعبية والأهلية، ومؤسسات المخيم. وكذلك نقلت إدارة التجميع إلى قسم الخدمات الصحية في مخيم الرشيدية. ويضيف: "لكن هناك إهمال في الحفاظ على نقطة التجميع، الذي يشمل أراضي زراعية تعتاش منها عوائل عديدة، ما يشكل أيضاً خطراً على مزروعاتهم، وعلى المصدر الذي يعتاشون منه". ويتابع: "راجعنا الأونروا (وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين) في هذا الأمر أكثر من مرة، لضرورة العمل على رفع الضرر عن المزارعين، واتخاذ إجراء فعلي مناسب".

وفي خطوة سابقة، حضر المزارع أبو خالد النجار إلى اللجنة الأهلية، وأبلغ اللجنة الأهلية بالتجاوزات التي تحصل في نقطة تجميع النفايات. فالضرر هنا مزدوج، يشمل الهواء والأراضي الزراعية والمزارعين الذين يعتاشون من أرضهم.

وإلى أن تحل قضية ملف مكب النفايات في مخيم الرشيدية، يبقى الأطفال الصغار عرضة للأمراض جراء تلوث الهواء الذي يتنشقونه.

ويقول الطفل مصطفى (10 أعوام): "أعاني من حساسية في الصدر، وقال الطبيب لي إنّ عليّ بالإضافة لتناول الدواء الابتعاد عن التلوث ومصادره. لكن، ماذا نفعل إن كان الهواء الذي نتنشقه ملوثاً، وإلى أين نرحل، وليس لنا بيت آخر؟ أتمنى على المعنيين متابعة الأمر، وحل هذه المشكلة كما حصل في مكب النفايات في مدينة صيدا".

المساهمون