هدى تولد في قلب العاصفة

هدى تولد في قلب العاصفة

10 يناير 2015
سوريّة صغيرة في صقيع تجمّع عشوائي في الأردن (Getty)
+ الخط -

في عزّ العاصفة التي ضربت البلاد، أبصرت تلك الطفلة الصغيرة النور. فجاء اسمها معها.. هدى. ويروي الناطق باسم الدفاع المدني، العميد فريد الشرع، لـ "العربي الجديد" أن امرأة أردنيّة وضعت مولودتها في سيارة إسعاف في أثناء نقلها إلى المستشفى، فما كان على الوالد إلا أن اختار اسمها تيمّناً بالعاصفة الثلجيّة.

وكانت أجهزة الدفاع المدني قد تعاملت في أيام المنخفض الجوّي الأخير مع 79 ولادة، تمّت تسع منها في سيارات الإسعاف. كذلك، أنقذت أكثر من 1500 مواطن علقت مركباتهم في الثلوج.

قبيل هبوب العاصفة التي حذّر المعنيّون منها، تسابق الأردنيّون على تخزين المحروقات وأسطوانات الغاز والمواد الغذائيّة بشكل جنوني، استعداداً لحصار طويل في المنازل. لكن تقديراتهم أتت خاطئة.

وتشير الأرقام التي حصلت عليها "العربي الجديد" إلى أن الأردنيّين أنفقوا ما يزيد على 40 مليون دينار أردني (56.5 مليون دولار أميركي) استعداداً للعاصفة. ويقدّر نقيب تجار المواد الغذائيّة سامر الجوابرة فاتورة الأردنيّين استعداداً للعاصفة بـ 15 مليون دينار (21 مليون دولار)، فيما يكشف نقيب أصحاب المخابز عبد الإله الحموي أن 100 مليون رغيف خبز بيع في خلال الأيام الأربعة الماضية. إلى ذلك، اشترى الأردنيّون 1.3 مليون أسطوانة غاز، فيما بلغ استهلاكهم اليومي من المحروقات 22 ألف طن، بحسب تقديرات نقيب المحروقات فهد الفايز.

ويتوقّع المسؤولون ألا يكون المواطنون قد استهلكوا من هذه الكميات، إلا ما نسبته 20 - 30 في المائة منها في أيام العاصفة. وبالتالي يرون أن القوة الشرائيّة لدى المواطنين ستضعف بعد انتهاء العاصفة، خصوصاً بعدما أنفق الأردنيّون بمعظمهم رواتبهم.

إلى ذلك، شكّلت أعطال الكهرباء المتكرّرة التي طالت مختلف مناطق المملكة، التحدي الأكبر للمسؤولين. وتشير أرقام هيئة تنظيم قطاع الكهرباء إلى تلقي ما يزيد على 3400 شكوى عولجت بمعظمها.

في هذه العاصفة، كان الاهتمام ينصبّ أيضاً على اللاجئين السوريّين في المخيمات الرسميّة والتجمعات العشوائيّة. وقد أشار الناطق باسم وزارة الداخليّة زياد الزعبي، إلى فتح غرفة عمليات خاصة في كل مخيّم رسمي، موضحاً أن الأضرار انحصرت في مخيّم الزعتري الذي تسبّبت العاصفة فيه بتطاير الخيم وباجتياح بعضها المياه. فنُقل المتضررون إلى مخيمات أخرى تتوفّر فيها مقطورات.

ابتداءً من أمس، بدأت العاصفة تنحسر مخلّفة وراءها منازلاً تحوّلت مستودعات لتخزين المونة والمحروقات وأسطوانات الغاز.