إيران تقاوم ازدهار تجارة الأفيون الأفغانية


إيران تقاوم ازدهار تجارة الأفيون الأفغانية


04 يونيو 2014
دورية حرس حدود إيرانية متأهبة لضبط تجار المخدرات (GETTY)
+ الخط -

في محاولة منها لمواجهة الازدهار غير المسبوق في إنتاج الأفيون الأفغاني، سعت الجارة إيران إلى تشديد قبضتها على الحدود للحد من عمليات التهريب، عبر حفر خنادق مائية وإقامة أسوار ومشروعات أخرى واسعة النطاق.

وأنفقت إيران أكثر من 26 مليون دولار العام الماضي فقط على المشروعات الحدودية، التي شملت أيضاً إقامة سدود ضخمة ومواقع حدودية جديدة وأسياج من الأسلاك الشائكة في بعض مناطق من الحدود التي تصل إلى نحو 2000 كيلومتر مع أفغانستان وباكستان.

وقال رئيس شرطة مكافحة المخدرات الجنرال علي مؤيدي، خلال جولة له في المناطق الحدودية "تهريب المخدرات قضية شائكة، فالمهربون أثرياء، ويغيّرون من أساليبهم ويستخدمون معدّات حديثة تزيد من صعوبات اكتشاف المخدرات. نحن بحاجة إلى معدات جديدة وحديثة لمكافحة المخدرات بفاعلية".

وتعد الجارة أفغانستان مصدراً أساسياً للمخدرات التي تصل إلى إيران قبل انتقالها إلى الأسواق الأخرى في أوروبا والولايات المتحدة.

وتشير إحصاءات وكالة مكافحة المخدرات الأميركية إلى زراعة 209 آلاف هكتار من الخشخاش في أفغانستان، بزيادة تقدر بنحو 36 بالمئة عن العام السابق، وإنتاج أكثر من 6 آلاف طن من الأفيون، فيما لم يتم تدمير سوى 7 آلاف هكتار من الخشخاش.

ويتوقع أن يتساوى إنتاج العام الحالي إنتاج العام الماضي وقد يتجاوزه. كذلك يتوقع أن يحوز الأفيون، خلال السنوات المقبلة على نصيب أكبر من الاقتصاد الأفغاني المتعثر بالفعل، نظراً لانخفاض المساعدات الأميركية وتقلص العقود العسكرية وأعمال المساعدات الأخرى. وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى عمل نحو 200 ألف عائلة في إنتاج الأفيون، ووجود نحو مليون مدمن في أفغانستان.

كذلك تشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن القيمة الإجمالية المتوقعة للمواد الأفيونية العام الماضي هي نحو ثلاثة مليارات دولار أي ما يعادل 15 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد.

وقال علي رضا جازيني، مسؤول بارز في شرطة مكافحة المخدرات الإيرانية، الذي زار منطقة الحدود مع أفغانستان: "في عام 2013 صادرنا 573 طناً من الأنواع المختلفة من المخدرات، بزيادة تقدر بنسبة 14 بالمئة عن العام الماضي".

هذه الجولة، التي تضم دبلوماسيين في طهران من أربع عشرة دولة والأمم المتحدة، كانت جزءاً من محاولة إيرانية لإظهار أنها تبذل جهداً في مكافحة تهريب المخدرات.

وتقع ايران على طريق المخدرات الرئيسية بين أفغانستان وأوروبا ودول الخليج. وفي كل عام، تقوم السلطات الايرانية بحرق نحو 100 طن من المخدرات التي يتم ضبطها كرمز على عزمها على مكافحة المخدرات.

وقال قائد شرطة الحدود المحلية الجنرال محمد كاظم تقوي، إن قواته اشتبكت مع مهربي مخدرات مسلحين قبل يوم من الجولة التفقدية في هذه المدينة الحدودية: "تم ضبط نحو خمسين كيلوغراماً من المخدرات، وقتل أحد المهربين وصودرت أسلحتهم ومعدّاتهم".

وفي الثلاثين سنة الماضية، قتل 3734 من عناصر حرس الحدود الإيراني وأصيب أكثر من 12 ألفاً آخرين في اشتباكات مع المهربين.

وقدمت الأمم المتحدة معدات خاصة لإيران للكشف عن المخدرات المخبأة في الأماكن الضيقة والمغلقة مثل خزان الوقود في السيارة. وقال تقوي إن هناك حاجة إلى مزيد من المعدات ومزيد من المساعدات الدولية.

كذلك شكت ايران من اتهامها بانتهاك حقوق الإنسان بشنقها مهربي المخدرات المدانين، الذين يشكلون 73 بالمئة من الذين يعدمون سنوياً في إيران. واقترح بعض المسؤولين الإيرانيين أن تسمح الجمهورية الإسلامية بمرور المخدرات عبر أراضيها لأنها تتعرض لانتقادات لشنقها مهربي المخدرات المدانين.

واعترف السفير النمساوي في طهران فريدريش شتيفت بأن هناك نقصاً في الدعم، لكنه قال إن المناخ السياسي تغير بعد تولي الرئيس حسن روحاني منصبه العام الماضي، مضيفاً أن "إيران تحمي سكانها من خلال مكافحة تهريب المخدرات. ورغم ذلك، فإنها تقوم بهذه المهمة لنا بشكل غير مباشر. ونحن نقدّر جهود إيران".