خريطة المظاهرات المغربية يرسمها الجوع والفقر

خريطة المظاهرات المغربية يرسمها الجوع والفقر

08 مايو 2014
احتجاجات مغربية (Getty)
+ الخط -

كشفت دراسة جديدة، حول خارطة الحركات الاحتجاجية في المغرب، أن عدد الاحتجاجات، التي يشهدها الشارع تضاعف 25 مرة خلال 8 سنوات فقط، أي في الفترة الممتدة بين 2005 و2012، حيث صار المغاربة يخرجون 52 مرة للاحتجاج في اليوم الواحد.
وأوردت الدراسة، التي صدرت مؤخرا عن منتدى بدائل المغرب والمرصد المغربي للحريات العامة، أن الأفعال الاحتجاجية شهدت ارتفاعا غير مسبوق في المغرب، إذ تم تسجيل أكثر من 17 ألف احتجاج في الشارع سنة 2012.
وأوضحت الدراسة ذاتها أن الاحتجاجات، التي كانت تنظمها حركة 20 فبراير/شباط إبان مرحلة الربيع العربي، شكلت لوحدها 800 مظاهرة في مختلف مناطق المغرب عام 2011، وهي السنة التي

"
 أكثر من 17 ألف احتجاج في الشارع المغربي في 2012

"

شهدت ذروة الحراك السياسي في العديد من البلدان العربية.
ويقول الناشط في حركة شباب 20 فبراير/شباط المعارضة، عبد الله الحناش، إن الحركة - التي ظهرت بداية 2011- وطالبت بمحاربة الفساد والاستبداد "أغنت الفعل الاحتجاجي في المغرب، وأعطت زخما نوعيا لثقافة الاحتجاج في البلاد بأساليب حضارية".
وأردف الناشط أن "حركة 20 فبراير/شباط صالحت المواطن المغربي مع الشارع، حيث كان آلاف الشباب ينزلون إلى الشوارع لرفع أصواتهم بالاحتجاج والمطالبة بالإصلاحات يوم الأحد من كل أسبوع، وهو ما لم تعرفه البلاد من قبل" وفق تعبيره.
وأفادت الدراسة الجديدة بأن "الشغل" يأتي في صدارة مطالب المحتجين، الذين خرجوا إلى الشارع في المغرب، بنسبة تجاوزت 42 في المائة من مجموع الاحتجاجات في البلاد، يتبعها مطلب السكن بـ 27 في المائة، والتهميش بـ 6 في المائة، والإصلاح السياسي بـ 5 في المائة، وانعدام الأمن بنسبة 3 في المائة.
وصنفت الدراسة الاحتجاجات في الشارع المغربي حسب التوزيع الجغرافي، حيث تركزت المظاهرات في محور الرباط - الدار البيضاء (العاصمتين الإدارية والاقتصادية)، تلتهما مدن القنيطرة (غرب)،

"
أكبر عدد مظاهرات مغربية في الرباط، و"الشغل" أكبر أسباب التظاهر
"

ووجدة (شرق)، والعيون (جنوب) وغيرها من المدن.
وتناولت الدراسة هذا التوزيع الجغرافي موضحة أن سبب أفضلية مدينة الرباط، في احتضان مظاهرات احتجاجية أكثر من غيرها، هو كونها مدينة ذات طبيعة إدارية، لتكون قبلة لمختلف فئات المحتجين من عاطلين عن العمل وموظفين وفاعلين وناشطين من المجتمع المدني.
الباحثة في علم الاجتماع، ابتسام العوفير، عَزَت تقدم الرباط على باقي المناطق إلى كونها "تضم أغلب المؤسسات الإدارية والرسمية، كما أنها مركز القرار السياسي، علاوة على ضمها مقر البرلمان الذي يمثل في ذهن المحتجين العلاقة بين الحكومة والمواطن".
وأكدت العوفير أن خارطة الاحتجاجات هذه تبين مدى تطور الفعل الاحتجاجي لدى المغاربة، سواء من حيث الكم أو النوع، بالنظر إلى الارتفاع المهول لعدد الاحتجاجات في الشارع، وأيضا إلى الطريق الجديدة في تنظيم الفعل الاحتجاجي بخلاف الماضي.
وأضافت أنه في السابق كانت المظاهرة الاحتجاجية تعني الوقوف والصراخ بشعارات معينة، لكن الاحتجاجات تطورت في السنوات القليلة الأخيرة، وباتت تأخذ أشكالا وطرقا يُلمس فيها شيء من الإبداع والقوة، من قبيل الاحتجاج حفاة أو برمي البرلمان بالبيض.