تكريم مانديلا في يوم مكافحة التمييز العنصري

تكريم مانديلا في يوم مكافحة التمييز العنصري

21 مارس 2014
+ الخط -

كرمت الأمم المتحدة اليوم المناضل الأفريقي الراحل، نيلسون مانديلا، بمناسبة احتفالها بيوم مناهضة التمييز العنصري. وقال الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، في رسالة له بمناسبة هذا اليوم إن انتصار مانديلا كان انتصارا لشخص استثنائي على قوى الخوف والجهل والكراهية.

وقال بان كي مون في رسالته:

يحتفل العالم باليوم الدولي للقضاء على التمييز العنصري هذا العام للمرة الأولى بعد وفاة نلسون مانديلا، الرئيس السابق لجنوب أفريقيا.

وهذه الحقيقة المؤلمة تذكرنا أيضا بنضاله الباسل ضد الفصل العنصري، وبانتصاره الباهر على القوى العنصرية التي أودعته السجن لمدة 27 عاما.

وتعبيرا من الجمعية العامة للأمم المتحدة عن تضامنها مع حركة مناهضة الفصل العنصري، خصصت هذا اليوم للاحتفال بذكرى المذبحة التي وقعت في بلدة شاربفيل عام 1960، حيث لقي 69 شخصا مصرعهم وجُرِح كثيرون آخرون، حين أطلقت الشرطة النار على تظاهرة سلمية تحتج على القوانين المريعة التي فرضتها جنوب أفريقيا لتقييد حركة السود.

كانت رحلة نيلسون مانديلا، منذ كان سجينا إلى أن أصبح رئيسا، بمثابة انتصار شخص استثنائي على قوى الكراهية والجهل والخوف، كما كانت شاهدا على مدى قوة الشجاعة والمصالحة والعفو في التغلب على مظلمة التمييز العنصري.

وقد وقع اختياره على شاربفيل لتحتضن الحدث التاريخي للتوقيع على دستور جنوب أفريقيا الجديد في عام 1996. وفي تلك المناسبة، قال الرئيس مانديلا: "من جوف المآسي الكثيرة المشابهة لمأساة شاربفيل التي لم تزل تقض مضاجعنا، وُلِدَت عزيمة لا تتزعزع تقضي بتكريس احترام حياة الإنسان واحترام حريته ورفاهه بوصفها حقوقا لا يجوز لأي قوى أن تنتقص منها مهما كانت سلطتها".
وتابع الأمين العام في رسالته : واليوم، نتذكر شاربفيل رمزا لهول الخسائر البشرية التي وقعت بسبب التمييز العنصري، ونكرِّم أولئك الذين قضوا في المجزرة. وفي الوقت نفسه، نذكر أن الرئيس مانديلا حوَّل ذكرى شاربفيل إلى عزم لا يلين على حماية كرامة جميع الناس وحقوقهم.

والعبرة من دفاع جنوب أفريقيا المستميت عن المساواة "في خضم الأحداث الكثيرة المشابهة لما وقع في شاربفيل" والتي يحفل بها تاريخ البلد، يمكن أن تُطبَّق في أي مكان في العالم، ليس للتصدي للأشكال المؤسسية المنظمة للعنصرية فحسب، ولكن أينما فشت هذه الآفة، بما يشمل العلاقات اليومية بين الأشخاص.

ودعا بان كي مون الزعماء السياسيين والمدنيين والدينيين، إلى أن يدينوا بشدة الرسائل والأفكار القائمة على العنصرية أو التفوق العنصري أو الكراهية العنصرية، وكذلك تلك التي تحرض على العنصرية والتمييز العنصري وكراهية الأجانب، وما يتصل بذلك من تعصب، قائلا: علينا أن نعترف في هذا اليوم بأن التمييز العنصري ما زال يشكل تهديدا خطيرا، ولنعقد العزم على التصدي له بالحوار النابع مما ثبت لدى الأفراد من قدرة على احترام تنوعنا الغني كأسرة بشرية واحدة، وعلى حماية هذا التنوع والذود عنه.