"البوتوكس" فيه سمّ قاتل

"البوتوكس" فيه سمّ قاتل

16 مارس 2014
+ الخط -
كلفة عمليات الحقن في بريطانيا سنوياً 18 مليون جنيه إسترليني
رصدت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية الآثار الضارة لعمليات حقن "البوتوكس" أسفل جلد النساء للتغلب على التجاعيد وإخفاء علامات الزمن، معتبرة أن النساء يحقنَّ سمّاً قاتلاً في أجسادهن دون وعي رغبة في البقاء شابات.
واستغلت الصحيفة البريطانية، واسعة الانتشار، اسم عارضة الأزياء العالمية الشهيرة سيندي كروفورد للتدليل على خطورة "البوتوكس"، عارضةً في تقريرها المطوّل صوراً تظهر فيها كروفورد عام 1993 قبل حقن وجهها بـ"البوتوكس"، وكيف تبدو الآن بعد تكرار الحقن.
وبدأ استخدام "البوتوكس" بشكل واسع قبل عقدين من الزمان، وفي عام 2002 حصل على تصريح رسمي بالاستخدام من هيئة الغذاء والدواء الأميركية، التي تعدّ أكثر الجهات في العالم دقة في اعتماد الأدوية وسبل العلاج الجديدة، لكن، ومنذ ظهور التقنية التجميلية، والانتقادات العلمية تطالها وتحذر من مخاطرها.
وبعد مرور السنين وبعد تجربة "البوتوكس" على عشرات الآلاف من النساء حول العالم، ترصد الصحيفة ظاهرة جديدة تتعلق بطبيعة وجوه النساء اللاتي استخدمنه أطلقت عليها اسم "وجوه البوتوكس الكسولة" تعبيراً عن اختفاء ملامح الوجه وتعبيراته بسبب تكرار الحقن.
والتقت الصحيفة طبيب التجميل الفرنسي الأشهر جان لوي صباغ، الذي يمتلك عيادات في باريس ولندن تكتظ دوماً بالنساء الثريات من شتى أنحاء العالم اللاتي جئن لتجديد شبابهن على يديه، الذي قال: "مهمتي هي الحفاظ على الوجه. عليك أن تحبي وجهك لتأتي إليّ. عليك ألا تريدي تغييره، فقط الحفاظ عليه".
العديد من المشاهير يعتبرون من زبائن صباغ، سيندي كروفورد (48 عاماً) إحدى هؤلاء بالفعل، وقد ساعدها على الحفاظ على وجه جميل على مدى السنوات الـ20 الماضية، رغم إنجابها لطفلين وانشغالها الدائم كونها صاحبة أحد أكثر الوجوه المطلوبة في عروض الأزياء حول العالم.
ويقول صباغ: "البوتوكس علاج مذهل للشيخوخة، حيث يمكنه ترك الوجه أكثر تعبيراً عن الشباب، ويقضي على التجاعيد. إذا جاء الشخص لزيارتي في وقت مبكر، فمن المحتمل جداً أننا لن نحتاج لبدء العلاج في هذه المرحلة، لكن الزيارة ستسمح لي بأن أرى المناطق المحتمل التعامل معها والتي تسهم في مواجهة الشيخوخة قبل الأوان والتعامل معها، كما فعلت مع سيندي عندما التقيت بها أول مرة، حيث كنا قادرين على مناقشة ووضع خطة لنظام العناية بالبشرة التي من شأنها أن تسمح لها بالحفاظ على جمالها ولا تضطر مبكراً للجوء إلى الحقن أو الجراحة".
هوس "البوتوكس"
ويقول الدكتور سام بونتينغ، اختصاصي التجميل في مستشفى هارلي ستريت في وسط لندن، إن المواد المستخدمة في الحقن تطورت كثيراً وأصبح توكسين البوتولينوم يمثّل العلاج المتطور الذي يُمكِّن من إعادة تشكيل الحواجب وتوسيع العينين وتقليل عدم التماثُل في الوجه، مع الحفاظ على حركة الوجه الطبيعية.
ويعدّ الحقن بـ"البوتوكس" شائعاً جداً في بريطانيا، وتضم قائمة الأشخاص الذين يلجأون إليه سنوياً نحو مليون فرد أغلبهم من النساء، بينما تصل كلفة عمليات الحقن في بريطانيا وحدها سنوياً إلى 18 مليون جنيه إسترليني.
وظهر "البوتوكس" قبل عقود، لكنه لم يكن مستخدماً في التجميل وإنما في علاج أمراض حقيقية أخرى بينها تخفيف تشنجات العضلات للأشخاص المصابين بالشلل الدماغي، كما يمكنه تخفيف الصداع النصفي أيضاً قبل أن يبدأ استخدامه في إزالة التجاعيد وشدّ البشرة.
وتستنكر الدكتورة تريسي ماونتفورد، من مؤسسي الكلية البريطانية للطب التجميلي، لجوء الأشخاص في سن مبكر إلى عمليات الحقن بـ"البوتوكس" "نشهد اتجاهاً متزايداً لمراهقات وسيدات، ما زلن في العشرينيات، إلى حقن البوتوكس لإخفاء بوادر التجاعيد في وجوههن، وهو أمر يكون له تأثير سلبي للغاية مع تقدمهن في العمر بشكل لا يمكن علاجه".

دلالات

المساهمون