نساء غزة يواجهن الحصار.. بالعمل

نساء غزة يواجهن الحصار.. بالعمل

26 فبراير 2014
+ الخط -

 

إلى جانب رعاية أبنائها السبعة، تعمل الفلسطينية، سوزان عبد النبي، (46 عاماً) في بيع ملابس الأطفال، وما تحيكه يداها في سوق مخيم جباليا الشعبي، شمال قطاع غزة، بعد أن توقف زوجها الخمسيني عن العمل مؤخراً.

ودفعت الظروف الاقتصادية الصعبة لأسرتها، أم علاء، إلى العودة لمهنتها القديمة في حياكة ملابس الأطفال حديثي الولادة، وباتت تبيعها في سوق شعبي لتسد رمق أبنائها، بعد أن أتعبتهم الظروف المعيشية القاسية في غزة المحاصرة منذ سبع سنوات.

وكان زوج سوزان، يعمل حتى وقت قريب في نقل البضائع من الأنفاق التي هدمها الجيش المصري على الحدود مع غزة، لكن مع هدم الأنفاق واشتداد الحصار عاد الى طابور طويل من البطالة، ارتفع مؤخراً إلى 43% من سكان القطاع.

تقول أم علاء لـ"الجديد"، إنها عادت إلى مهنتها التي تركتها قبل ثلاث سنوات، وباتت اليوم مسؤولة عن أسرتها بشكل كامل بعد أن أصبح زوجها عاطلاً عن العمل، وفضلت أن تعمل بدلاً من أن تمد يدها الى الآخرين.

ولفتت إلى أنها في بعض الأيام لا تبيع شيئاً، لكنها في أيام أخرى تعوض نقص البيع، وعلى الرغم من أنها لا تدخر حالياً أي شيئ للمستقبل من ناتج عملها، إلا أنها "واثقة من أن الأيام القادمة ستكون أفضل، وأن الحصار سينكسر وسيعود الناس إلى حياتهم الطبيعية".

وواجهت أم علاء، في بداية عملها معارضة من ابنها الأكبر (21 عاماً)، الذي قرر أن يترك الجامعة للعمل ومساعدة أسرته، غير أنها أقنعته بالبقاء في الجامعة على أمل أن تتحسن الظروف ويتخرج من قسم الهندسة ويجد وظيفة تكفيهم وتؤمن له مستقبلا أفضل.

وإلى جانب أم علاء، وجدت العجوز أم مريم، في السوق متسعاً لبيع الأجبان التي ينتجها أحد أبنائها، وتقول: إن العمل ليس عيباً، فابني يعمل في مصنع للأجبان ويأتي لنا ببعض منه بسعر الجملة ونحن نبيعه هنا للمواطنين.

وذكرت أنها في السابق كانت تتلقى معونات منتظمة من الجمعيات الخيرية المحلية، لكن كثرة الحالات المحتاجة لهذه المعونات الآن جعلت موزعيها يركزون على الحالات الأشد فقراً، مما حرمها وأسرتها من هذه المساعدات.

وأكدت الباحثة في المرصد "الأورومتوسطي" لحقوق الإنسان، حنين حسن، أن المرأة الغزيّة دفعت جراء الحصار، الذي وصل إلى مستويات غير مسبوقة في الأشهر الست الماضية، الفاتورة الأعلى له.

وفي حديث لـ"الجديد"، قالت، حسن،: إن المرصد أنجز دراسة بحثية ومسحية عن أوضاع النساء في غزة، ووجد أن 32.7% من المستطلعات آراؤهن، إن معيل أسرهن فقد عمله، ورزقه بعد إغلاق الأنفاق ووقف التجارة ومشاريع البناء وغيرها.

وذكرت الدراسة، حسب حسن، أن 54.4% من النساء أكدن أن أسرهنّ باتت تعاني من تراكم الديون، وأظهرت النتائج كذلك أن نسبة 59% من الأسر اضطرت إلى بيع بعض من مقتنياتها لسداد أعباء المعيشة.

وبينت الباحثة في المرصد الحقوقي أن الوضع الاقتصادي وتأزمه في القطاع، انعكس سلباً على الحياة الأسرية وعلى الوضعين الاجتماعي والنفسي لنساء غزة، وأن النساء بتن مطالبات بالعمل لمساعدة أسرهن بعد أن فقد أزواجهن أعمالهم.

المساهمون