"حقوق الإنسان" العراقية تتراجع عن مزاعم "جهاد النكاح"

"حقوق الإنسان" العراقية تتراجع عن مزاعم "جهاد النكاح"

29 ديسمبر 2014
غضبة عشائر الفلوجة أسقطت المزاعم (فرانس برس)
+ الخط -



اضطرت وزارة حقوق الإنسان العراقية الإثنين، إلى التراجع عن بيان أصدرته قبل أسبوع حول مقتل 150 سيدة عراقية في الفلوجة لرفضهن "جهاد النكاح"، قالت إنه تم إعدامهن من قبل تنظيم الدولة الإسلامية "داعش".
وجاء التراجع الرسمي عقب غضب عشائري واسع في الفلوجة، حيث قام عشائريون بتفنيد الحدث ومطالبة الوزارة بالاعتذار عما وصفوه بأنه "كذب فاضح وانتقائية طائفية في التعامل مع الشأن العراقي".

وقالت الوزارة في بيان مقتضب لها إن "ما صدر كان عبارة عن معلومات من بعض الناشطين ولا يحسب كبيان رسمي للوزارة، ولا يمثل توجها، كما أن الوزارة لم تقصد الإساءة للعشائر العراقية في المدينة".
ونشرت وسائل إعلام محلية خلال الأسبوع الماضي، بيانا لوزارة حقوق الإنسان العراقية، أعلنت فيه "قيام المدعو أبو أنس الليبي بقتل 150 امرأة من الفلوجة، بسبب رفضهن الانصياع لأوامر جهاد النكاح".
وشن شيوخ ووجهاء مدينة الفلوجة في محافظة الأنبار هجوما لاذعا على الوزارة وبعض الفضائيات، التي روّجت البيان الذي يسيء لنساء المدينة.
وسحبت الوزارة البيان الذي نشرته على موقعها الإلكتروني بعد مطالبة سياسيين وزعماء قبائل لها بدليل أو وثائق على ادعاءاتها، مهددين بإقامة دعوى قضائية ضد الوزير لما وصفوه بأنه "توظيف طائفي وكذب على شريحة من العراقيين".
كما فعلت الأمر نفسه قناة العربية الفضائية، بعد ساعات من نشرها الخبر، حيث قامت برفعه من موقعها الإلكتروني إثر تداول مغردين لوسم (هاشتاغ) (العربية تطعن في أعراض السنّة في العراق).
ورفض الشيخ عبد الرحمن المحمدي، أحد وجهاء المدينة، تصريحات وزارة حقوق الإنسان العراقية التي وصفها بـ"الافتراءات" التي تعوّد العراقيون سماعها من هذه الوزارة المسيسة، مبينا لـ"العربي الجديد" أن المعلومات التي وردت في البيان عارية عن الصحة ولا تمت للحقيقة بصلة، لأن حدوث أية حالة من هذا النوع سيحدث ضجة في المدينة الصغيرة التي لا يخفى فيها شيء.
من جانبه طالب رئيس تجمع عشائر الفلوجة، ياسين الدليمي، وزارة حقوق الإنسان وفضائيتي "العربية" و"السومرية" بتقديم الأدلة على الأخبار التي روّجوا لها، أو سيتم اللجوء إلى القضاء لحل القضية التي تعمّد القائمون على إثارتها الإساءة لنساء الفلوجة.
واستنكر مجلس شيوخ عشائر الثورة العراقية الأمر، مطالبا قناة "العربية" برفع الخبر من موقعها الإلكتروني، وتقديم الاعتذار عن نشره. وتمسك المجلس بـ"الحق العشائري" وفقا للأعراف العشائرية تجاه الصحافيين العراقيين الذين نشروا الخبر.
ونشرت "العربية" و"السومرية" على موقعيهما الإلكترونيين، نقلا عن وزارة حقوق الإنسان العراقية، أنباء تشير إلى قتل تنظيم "داعش" 150 امرأة رفضن جهاد النكاح، على يد المدعو أبو أنس الليبي في الفلوجة، بينهن فتيات وحوامل، ودفن الضحايا في مقبرتين جماعيتين في حي الجولان وناحية الصقلاوية ومنطقة الزغاريد، وتحويل جامع الحضرة المحمدية إلى سجن كبير للمعارضين لأفعاله من النساء والرجال.