خطر التغيّرات المناخية على أشجار الميلاد

خطر التغيّرات المناخية على أشجار الميلاد

22 ديسمبر 2014
التنوب النرويجي شجرة الميلاد (دي أغوستيني/Getty)
+ الخط -

الخميس المقبل عيد الميلاد لدى الطوائف المسيحية التي تتبع التقويم الغربي. وهي فرصة مناسبة لاستعراض شجرة الميلاد الخضراء المزينة. وعلى الرغم من أنّ الكثير من المحتفلين باتوا يلجؤون لأشجار اصطناعية، ويتبارون بزينتها وضخامتها حول العالم، تبقى للشجرة الطبيعية بهجتها الخاصة.

ومن أهم الأشجار التي تمثل الميلاد، شجرة التنوب النرويجي (يسمى التنوب أيضاً راتنج. وهو جنس من الأشجار يتبع الفصيلة الصنوبرية ويضم 35 نوعاً، تُسمى بأسماء بلدان وأقاليم عالمية). تلك الشجرة تواجه اليوم خطراً كبيراً تتسبب به التغيرات المناخية بحسب موقع "نيو ساينتست" العلمي. فظاهرة الاحتباس الحراري، أو الاحترار العالمي تتسبب في ذوبان الغطاء العازل من الثلج الذي يحمي جذور أشجار التنوب في النرويج من الشتاء الإسكندنافي.
فالثلج يلعب دوراً رئيسياً في حماية التربة من اختراق الرياح التي تتدنى درجة حرارتها ما دون الصفر.

وعن ذلك، تقول الخبيرة البيئية سيركا سوتينن من المعهد الفنلندي لأبحاث الغابات، إنّ تدني نسبة الثلج يعني تربة متجمدة ستأخذ وقتاً أطول في الذوبان خلال فصل الربيع. وهو ما يحدّ من نمو الأشجار، وسيؤثر على الصحة العامة في نهاية المطاف.

أمضت سوتينن وأفراد فريقها موسمَي شتاء يدرسون مجموعة من أشجار التنوب يبلغ عمرها 47 عاماً في شرق فنلندا. ودرسوا تأثير الطبقة الثلجية الرقيقة على تجمد التربة. فمع تأخر ذوبان الجليد عن التربة حتى منتصف الصيف، تأخرت البراعم كثيراً حتى تفتحت. كما أنّ الأوراق الإبرية نمت بشكل أصغر. كذلك فإنّ هذا الخطر ليس الوحيد الذي يهدد التنوب، بحسب الخبير البيئي بال كروكين من معهد الغابات النرويجي. فالاحترار العالمي يشكّل خبراً ساراً لألدّ أعداء شجر التنوب، وهي خنافس اللحاء. فازدياد الحرارة وامتداد فصل الصيف فترات أطول، يعنيان أنّ تلك الخنافس تتكاثر مرتين سنوياً، بدلاً من مرة واحدة. وهو ما يعني هجوماً مضاعفاً على الأشجار بحسب كروكين.

إذاً فالخطر واقع على شجرة الميلاد الأيقونية في موطنها الإسكندنافي الأصيل. ومع أنّ الأمر لن يكون سريعاً، فإنّ القدرة على مواجهته ستكون صعبة للغاية، وناشئة من صعوبة مواجهة ظاهرة عالمية كبرى كالتغير المناخي. وعن ذلك، يقول كروكين إنّ التغييرات ستكون كبيرة على المدى الطويل، "فالحشرات تستفيد من التغير المناخي، أكثر بكثير من استفادة الأشجار منه".
 

دلالات

المساهمون