المياه الملوثة تنشر الأمراض بين أهالي الموصل

المياه الملوثة تنشر الأمراض بين أهالي الموصل

30 نوفمبر 2014
المستشفيات تستقبل العديد من المصابين بأمراض الجهاز الهضمي (Getty)
+ الخط -

يعاني أهالي مدينة الموصل من انتشار أمراض في الجهاز الهضمي، بسبب تلوث مياه الشرب، ونقص في الأدوية لمعالجة المرضى في مدينتهم الخاضعة لسيطرة تنظيم الدولة الإسلامية منذ يونيو/حزيران الماضي.

ويعاني أهالي الموصل، ثاني مدن العراق، منذ سيطرة التنظيم عليها قبل نحو ستة أشهر، من نقصٍ في الخدمات العامة بشكل عام.

ويقول أيمن التميمي أحد العاملين في منتدى الشرق الأوسط والخبير في شؤون الجماعات الجهادية، إن "الانطباع الذي تعمل دعاية الدولة الإسلامية على إشاعته، هو أنها جماعة تؤمّن حياة أفضل من السابق، وهو الأمر الذي يراه (بعض) الأهالي منصفا بالنسبة لهم"، وتابع لكن "المصاعب التي يواجهها أدت بالتأكيد إلى إضعاف الدولة الإسلامية نحو تحقيق متطلبات الناس وتوفير الأمن الحقيقي".

وتمثل الخدمات العامة أحد المعوقات الأساسية، رغم أنها كانت موجودة في مناطق واسعة من العراق قبل هجمات الإسلاميين، لكنها تفاقمت في الموصل بعد فرار عددٍ كبيرٍ من الموظفين الحكوميين. حيث نزح الآلاف من سكان المدينة خوفا من عنف التنظيم.

وقالت سيدة مصابة بمرض سببه مياه ملوثة، تسكن حي الكرامة في الجانب الشرقي من الموصل، في اتصال هاتفي مع فرانس برس إن "محطات تصفية المياه معطلة" الأمر الذي أدى إلى انتشار الأمراض بين الأهالي.

وقال زوجها أبوعلي إن "المشكلة أكبر وأخطر الآن؛ بسبب ظروفنا القاسية وغياب الخدمات".
وأشار إلى قيام كثير من الأهالي بحفر آبار للحصول على الماء وتعقيمها بإمكانات ذاتية، بسبب الانقطاع المتكرر في شبكة المياه التي لا تصلهم إلا ليوم أو يومين في الأسبوع.

وأكد مسؤول في دائرة تصفية مياه الموصل أن "محطات تنقية المياه قديمة، وشبكة توزيع المياه تعاني من أضرار"، وأشار إلى "نقص في عدد العاملين؛ بسبب نزوح وهرب عدد كبير من أهالي المدينة منذ سيطرة تنظيم داعش على مقدراتها".

وكشف طبيب في مستشفى الموصل العام في جنوب الموصل عن "تلقي 15 مصابا بأمراض سببها تلوث المياه خلال الـ24 ساعة الماضية".

ومن المرجح توجه مرضى آخرين إلى مستشفيات رئيسية أخرى موزعة في عموم الموصل.
ففي مستشفى الجمهوري، غرب الموصل، قال طبيب "استقبلنا عددا كبيرا من المرضى، غالبيتهم من الأطفال، مصابين بأمراض في الجهاز الهضمي، كالتهاب المعدة والأمعاء أو التهاب فيروسي...".

وفيما تتزايد أعداد المرضى، تعاني مستشفياتها من نقص في الأدوية. وأكد مسؤول في دائرة صحة نينوى أن "الأدوية أشرفت على النفاد من مستودعات المدينة، وتوقفت شركة أدوية نينوى عن العمل تماما". وأشار إلى أن السبب يعود إلى "انقطاع التواصل مع المؤسسات الحكومية، ولم تصلنا أية موازنة لنتمكن من توفير ما نحتاج من أدوية".

وتقول أم محمد التي جاءت بولدها البالغ من العمر عشر سنوات إلى مستشفى الجمهورية لتلقي العلاج "هناك شحّ كبير في الأدوية التي نحتاجها". وأضافت "الطرق مغلقة، والموصل أصبحت سجنا كبيرا، لا نستطيع مغادرتها". وتابعت أن "الصيدليات الخاصة أصبحت الخيار الوحيد أمامنا، لكن أسعارها مرتفعة. كيف سيتمكن الفقراء من شراء الدواء؟".

وقالت أم شيماء (29 عاما) التي تسكن في جنوب مدينة الموصل، وجاءت إلى مستشفى الموصل العام لعلاج ابنتها "ابنتي لم تتوقف عن البكاء، وتعاني من آلام في البطن منذ أمس".
ويبدو أن الأمل ضعيف حاليا لمعالجة هذه المشكلات الصحية.

دلالات

المساهمون