أطفال سورية في اليوم العالمي للطفل

أطفال سورية في اليوم العالمي للطفل

20 نوفمبر 2014
جيل كامل من أطفال سورية عرضة للضياع (اليونيسيف)
+ الخط -


يحتفل العالم اليوم، 20 نوفمبر/ تشرين الثاني، وسنويا، باليوم العالمي للطفل، الذي يتوافق مع تاريخ توقيع 191 دولة على الاتفاقية الأولية لحقوق الطفل عام 1989.

وتعهد العالم للأطفال، في ذلك اليوم، قبل 25 عاما، بأن "نفعل كل ما في وسعنا لحماية حقهم في البقاء والتطور والنمو إلى أقصى حد والحماية من التأثيرات المُضرة وسوء المعاملة والاستغلال والمشاركة الكاملة في الأسرة وفي الحياة الثقافية والاجتماعية".

والآن فقدت سوريا جيلا كاملا من الأطفال في الحرب الأهلية المُستمرة منذ قرابة أربعة أعوام، التي حرمت ملايين الأطفال من التعليم، وهدمت، أو تصدعت، خلالها 3400 مدرسة ويتمت آلاف الصغار.
تستضيف قرية الأطفال (SOS) في دمشق عددا من الأيتام الذين فقدوا آباءهم في الحرب. وزاد عدد نزلاء قرية الأطفال خلال العام المنصرم إلى مثليه.

وذكرت خولة جبر، مسؤولة حماية الطفل في قرى الأطفال (SOS) أن كثيرا من الأطفال أُصيبوا بأعراض ما بعد الصدمة، لقسوة الظروف التي واجهوها خلال الحرب.

وأشارت إلى أن من عاش الأزمة من الأطفال  بشكل مباشر ونزح من بلده، في ظل ظروف صعبة وفي لحظات ساخنة، يظهر لديهم ما يسمى بأعراض ما بعد الصدمة، فالمواقف والحوادث المؤلمة، التي مروا بها وأصوات القنابل والرصاص ومشاهد الموت أمامهم تمثل صدمة لا يمكن التعامل معها بشكل طبيعي، أو النظر لها كمشكلة سلوكية أو نفسية عرضية.


لا تزال ديانا (عشر سنوات) تعالج نفسيا من آثار الصدمة، بعد أن فقدت أُسرتها خلال الحرب، وما زال الحزن باديا في عيني الطفلة الصغيرة رغم ابتسامتها الباهتة. ونقلت ديانا من قرية الأطفال في حلب إلى قرية دمشق، ضمن عدد من الأطفال الآخرين. وقالت إنها كانت تعيش بحلب، لكن أهلها ماتوا هناك، فتم إحضارها إلى القرية.

مئات الأطفال الآخرين اضطروا للعمل لمساعدة أسرهم مع استمرار الحرب. ومن هؤلاء، عمر (16 سنة)، الذي يبيع الملابس في سوق الحميدية. وقال عمر إنه يتمنى أن يعودوا كما كانوا، وأعرب عن حلمه بالعودة للمدرسة ليصبح مهندسا في المستقبل.

طفل آخر يُدعى، أحمد، عمره 12 سنة من القليلين الذين يواصلون تعليمهم لكنه يعمل في توصيل الشاي والقهوة.
وقال أحمد "أنا اسمي أحمد وعم بشتغل حتى أساعد أهلي، وأنا عم بشتغل من سنتين ونص، ولما أكبر أحب أن أصبح طبيب".

وتشير بيانات منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) إلى أن قرابة 24 في المائة من سكان سورية مراهقون، أي زهاء خمسة ملايين نسمة،هم أكثر المتضررين من الحرب.

وقالت يونيسيف في يوليو/تموز إن قرابة مليون طفل سوري صاروا بلا مأوى، وإن مليون طفل توقفوا عن الدراسة وإن مليون طفل آخرين مُهددين بالتوقف عن الدراسة بسبب الوضع الأمني.

لكن ممثلة يونيسيف، هناء سنجر، في سورية، ذكرت أن ملايين الأطفال ما زالوا يتلقون تعليمهم في المدارس في البلد.

وقالت "ما يزيد على أربعة ملايين وخمسمائة ألف طفل يذهبون إلى المدارس.. رغم كل التحديات وكل الأخبار عن استهداف المدارس. ثمة أمر إيجابي يحدث هنا. الناس لم ينكسروا.. الأطفال لم ينكسروا.. بل لقد انتصروا. بذهابهم إلى المدارس يتطلعون إلى مستقبل أفضل. لا أعتقد، مع هذه الروح، أن يُهزم الشعب السوري."

ودعت ممثلة يونيسيف المجتمع الدولي إلى السعي من أجل حل سياسي للأزمة في سورية.
وقالت "أُذَكر العالم بألا يرفع يده وبأن يتحمل المسؤولية في الاضطلاع بدور في حل سياسي في سورية. لا نستطيع أن ننسى أطفال سورية وعلينا أن نُذَكر جميع الأطراف بمسؤوليتهم في حماية الأطفال والمدارس. أطفال سورية يستحقون ذلك وأعتقد أن هذا هو ما يجب أن نظل نُذَكر به الجميع."


ولم يعد تعليم الأبناء عند كثير من الأُسر السورية سوى نوع من الترف، حيث صار همها الأساسي هو الحصول على قوتها اليومي.

وتقول منظمة (أنقذوا الأطفال) الخيرية إن ما يزيد على خُمس المدارس في سورية دُمِّر أو أصبح لا يصلح للاستخدام منذ بدأ الصراع.

ومع ذكرى انطلاق الثورة السورية في مارس/ آذار الماضي، أطلقت اليونيسيف حملة دولية تحت عنوان "لا لضياع جيل" داعية المجتمع الدولي إلى القيام بمسؤوليته في إنقاذ جيل كامل معرض للضياع من أطفال سورية.

دلالات