هيومن رايتس: انتهاكات للعاملات الوافدات في الإمارات

هيومن رايتس: انتهاكات للعاملات الوافدات في الإمارات

23 أكتوبر 2014
+ الخط -

تقول كثير من النساء الآسيويات والأفريقيات، اللائي يعملن خادمات منزليات في الإمارات العربية المتحدة، إن أصحاب العمل يضربونهن بالعصي والأسلاك، ويوجهون لهن لكمات ويصفعونهن على وجوههن، وإنه ليس بوسعهن عمل شيء يُذكر حيال ذلك، لأنهن مستثنيات من أوجه الحماية التي يكفلها قانون العمل في الدولة الخليجية، وذلك بحسب جماعة حقوقية، اليوم الثلاثاء.
وكثيرة هي الشكاوى من إساءة المعاملة والانتهاكات بحق العمالة الوافدة في منطقة الخليج العربي.

وتقول منظمة هيومن رايتس ووتش، في تقرير أصدرته اليوم الخميس، إن المشكلة هي في كون إقامة العمال الوافدين مرتبطة بأصحاب العمل عن طريق نظام الكفالة، الذي يمنعهم من تغيير الوظائف، ويعرضهم لمواجهة اتهامات في حال هروبهم.
وأشارت المنظمة، إلى أن من هذه الانتهاكات مصادرة جوازات السفر، وعدم دفع الرواتب، والعمل الشاقّ، والحبس القسري، والحرمان من الطعام، والإساءة النفسية والجسدية والجنسية.

وقالت المنظمة، التي تتخذ من نيويورك مقراً، لها إن التقرير بني على مقابلات مع تسع وتسعين امرأة من العاملات المنزليات ووكلاء التوظيف وأصحاب الأعمال في الإمارات العربية المتحدة.

وقالت اثنتان وعشرون امرأة، إن مستخدميهن يسيئون معاملتهن، إذ يضربونهن بالعصي والأسلاك ويوجهون لهن لكمات ويصفعونهن على وجوههن ويركلونهن أو يخنقونهن. وقالت ست منهن إن أصحاب المنازل الذين يعملن لديهم أو أفراد أسرهم اعتدوا عليهن جنسياً أو تحرشوا بهن.

وقالت باحثة حقوق المرأة، في قسم الشرق الأوسط في هيومن رايتس ووتش "روثنا بيغم": يعمل نظام الكفالة في الإمارات على تقييد العاملات المنزليات في علاقة مع أصحاب عملهن، ثم يتركهن معزولات ومعرضات لخطر الإساءة خلف الأبواب المغلقة للمنازل الخاصة، وفي غياب تدابير حماية مستمدّة من قوانين العمل للعاملات المنزليات، يمكن لأصحاب العمل إرهاق هؤلاء السيدات بالعمل، ومنحهن أجوراً ناقصة والإساءة إليهن، كما يفعل كثيرون منهم".

وتعمل 146 ألف امرأة أجنبية كمساعدات في الأعمال المنزلية في الإمارات العربية المتحدة، وهي واحدة من أغنى عشر دول في العالم، ويأتي معظمهن من الفلبين وإندونيسيا والهند وبنغلاديش وسريلانكا ونيبال وإثيوبيا.

وقال التقرير، إن السلطات الإماراتية في يونيو/ حزيران بدأت بالمطالبة بيوم عطلة وثمانية ساعات من الراحة للعمال المحليين، من بين الأربع والعشرين ساعة يومياً. لكن التغييرات أضعف من قوانين حماية العمال، وذلك مقارنة بالعمال الآخرين، حيث تفرض السلطات القضائية القوانين لصالحهم.

شهادات العاملات
وكانت عاملة إندونيسية، في الثامنة والعشرين من عمرها، قد نقل عنها في التقرير قولها، إن مخدومتها كانت تضربها كل يوم، وفي مارس/ آذار من العام الماضي، قامت بلي ذراعها خلف ظهرها بشدة حتى انكسر.

وقالت عاملة إندونيسية أخرى إن مخدومها قام باغتصابها، العام الماضي، عندما أخذها لتقوم بتنظيف منزل ثان كان قد اشتراه.
وأضافت عاملة فلبينية، إن مخدوميها كانوا يصفعونها أو يعتدون عليها بالضرب لكي "تعمل أكثر".

وشكت، تقريباً كل العاملات اللاتي نقلت شهاداتهن في التقرير، من طول ساعات العمل، وشكت كثيرات منهن عدم دفع رواتبهن في موعدها المحدد، أو عدم دفعها كاملة، حسبما نقل التقرير.

وقالت إحداهن، إنها لم تحصل على أجر عملها عن ثلاث سنوات تقريباً.
وقال التقرير إن العاملات احتملن عادةً شهوراً من الاعتداءات، بسبب الخوف من الترحيل أو منعهن من العمل في المستقبل، أو الاتهام بـ"الفرار".

وسردت عاملتا منزل فلبينيتان سابقتان، وقائع معاناتهما في الإمارات خلال مؤتمر إطلاق التقرير في مانيلا.
وقال ماريلي بروا، 24 سنة، إنها هربت من مخدومتها، بعد شهرين من العمل بين 22 و23 ساعة يومياً، وتقديم الطعام الفاسد لها، ودفع نصف ما تم الاتفاق عليه في عقدها كراتب، وانهيارها مرتين من التعب.. وعندما شكت، قالت مخدومتها "لقد اشتريناك بعشرة آلاف درهم (2700 دولار)، هل تعرفين ذلك؟".

أما مارينا سارنو، 39 سنة ووالدة لأربع أطفال، فقالت إنها كانت تعمل من الخامسة صباحاً وحتى الثانية من صباح اليوم التالي، وكان طعامها الخبز الناشف؛ أما مخدومتها، التي احتفظت بهاتف مارينا المحمول وكل وثائقها، فكانت تقرعها إذا ما مرضت وعجزت عن العمل. وقالت سارنو "أخبرتها ألا تعاملني كالحيوانات"
وعندما قام زوج سارنو بالاتصال بالسلطات الفلبينية، سمح مخدومو زوجته لها بالعودة إلى منزلها، لكنهم أجبروها على توقيع مستندات تتنازل فيها عن دعوتها مقابل الحصول على تذكرة الطيران، وصادروا كل مدخراتها.

وقالت وزيرة العمل الفلبينية، إرليندا بالدوز، إن مانيلا توقفت عن إبرام عقود لإرسال العاملات المنزليات إلى الإمارات المتحدة، لأنها لا تسمح لمسؤولي العمل الفلبينيين بالتحقق من العقود.

ذات صلة

الصورة

سياسة

تطابقت شهادة العراقي طالب المجلي لـ"العربي الجديد" مع ما حمله تقرير لمنظمة "هيومن رايتس ووتش"، نشر اليوم الاثنين، بخصوص صنوف التعذيب والقتل التي تعرض لها سجناء عراقيون من أمثاله في سجن أبو غريب سيئ الصيت قبل نحو 20 عاماً.
الصورة
اتصالات لبنان (حسين بيضون/العربي الجديد)

اقتصاد

زاد الانهيار المالي الذي يشهده لبنان منذ ثلاث سنوات من معاناة العمال المهاجرين، إذ يتخلص أرباب الأعمال من العمالة المنزلية ويتركونهم في الشوارع بعد أن أصبحوا غير قادرين على دفع أجورهم الشهرية
الصورة

سياسة

غوتيريس يبدي "صدمته" للصور من بوتشا الأوكرانية ويطالب بـ"تحقيق مستقل"
الصورة

مجتمع

أعلنت منظّمة "هيومن رايتس ووتش"، الثلاثاء، أنّ الأمم المتحدة جمعت بيانات أكثر من 800 ألف لاجئ من الروهينغا في بنغلادش التي تشاركت لاحقاً هذه البيانات، بدون علم أصحابها، مع ميانمار، البلد الذي فرّوا منه، مطالبة بفتح تحقيق في هذه القضية.

المساهمون