الفسيخ.. إفطار العيد في نابلس محفوف بالأضرار

الفسيخ.. إفطار العيد في نابلس محفوف بالأضرار

07 يوليو 2016
فسيخ نابلس (العربي الجديد)
+ الخط -
اعتادت السيدة، نجاح أبو صالح، من سكان نابلس شمالي الضفة الغربية، أكل السمك المخلل أو ما يعرف بـ"الفسيخ"، في أول أيام عيد الفطر من كل عام، منذ 22 عاماً، ضمن تقليد اعتاد عليه أهالي نابلس خاصة، وانتشر في محافظات فلسطينية.
  
وتشكل وجبة الفسيخ طعاما شهيا لدى عائلة أبو صالح في العيد، كغيرها من العائلات النابلسية، فتحضره نجاح قبل يوم و"تنقعه" بالماء لتخفيف ملوحته، ويقلى يوم العيد بزيت الزيتون، وتوضع بجانبه أطباق من المقبلات والسلطات، حسب ما توضح لـ"العربي الجديد".

ويفضل غياث جازي، من مدينة نابلس، الانتهاء من إعداد الفسيخ وقليه في آخر يوم من أيام شهر رمضان، للتخلص من رائحة القلي فهي حادة، ويفضل جازي أكل الفسيخ بعد طهوه وقليه مع البندورة والبصل، ليعطي نوعا من التوازن في الطعم وتخفيف الملوحة.

لم يكن عاطف دغلس يأكل الفسيخ، فهو حديث عهد به، خاصة أنه مقيم في نابلس منذ 16 عاما، وانتقل إليها من قريته برقة، شمالي نابلس، ثم بدأ يعده منذ 6 سنوات، بعد أن تعلم من جاره طريقة إعداده، وأصبح معتادا على أكله بعد ذلك، بينما يواصل زياد زبلخ، صاحب "مسمكة" في نابلس، وأخرى في رام الله، بيع الفسيخ بعد أن يجهزه، حيث يخلل السمك بالملح والكركم، لإعطائه اللون الأصفر، ويبيع بعض أنواع الفسيخ المستورد كذلك، بمبلغ يتراوح بين 4 إلى 20 دولارا، ومنه الفسيخ الناشف المنقوع بالكثير من الملح، أو المنقوع بالزيت أو بالماء والملح.

ورغم أن أهالي نابلس يشتهرون بأكل الفسيخ، إلا أنه بدأ ينتشر في عدة محافظات فلسطينية، فمنذ زمن الكنعانيين كان يشتهر به أهالي المدن المطلة على الساحل الفلسطيني، ومنها انتقل إلى المناطق الداخلية، حسب ما يوضح الباحث التاريخي، عبد الله كلبونة، لـ"العربي الجديد".

ويشير كلبونة إلى أن أهالي نابلس ما زالوا يحافظون على هذا التقليد السنوي، بينما يشير الباحث، زهير الدبعي، لـ"العربي الجديد"، إلى أن أهالي نابلس يدمنون أكل الفسيخ منذ زمن بعيد، فهم يتناولونه كأول وجبة إفطار صباحي بعد رمضان.
ويعتقد الكثير من أهالي نابلس أن تناول الفسيخ يشد المعدة، ويحميها من المشاكل الصحية كالإسهال، لكن استشاري أمراض الجهاز الهضمي، ياسر أبو صفية، يؤكد لـ"العربي الجديد"، أن هذا الاعتقاد لا يوجد له أي سند علمي، بل هو معتقد خاطئ، والصحيح أن تناول الوجبات المالحة بشكل عام يفتح الشهية.

ويحذر أبو صفية من مخاطر ارتفاع ضغط الدم وهبوط القلب والفشل الكلوي وأمراض الكبد، نتيجة لما يحتويه الفسيخ من أملاح مركزة وعالية، وينصح بأكل طعام يحتوي على السكريات وخاصة التمر في بداية يوم العيد لحاجة الجسم إلى السكر، ومن ثم تناول وجبات إفطار عادية كالتي يتناولها الإنسان في أيام الإفطار، وأن لا يسرف في تناول الحلويات المليئة بالدهون وكذلك تخفيف شرب القهوة.

ويخشى كثير من خبراء التغذية من مضار الفسيخ لاحتوائه على بعض أنواع البكتيريا، لأن التخليل يترك البكتيريا، وتتكاثر خاصة في حال استخدام سلوكيات خاطئة في حفظ السمك وكذلك طهوه.

وينصح اختصاصي التغذية العلاجية، أسامة صلاح، في حديث مع "العربي الجديد"، بحفظ السمك وتخليله بالملح في ظروف صحية، وعدم إطالة المدة الزمنية لتناوله، وأن لا يتم تعريضه للشمس والهواء طويلا، وإلا فإن البكتيريا ستنمو فيه وتحدث مشاكل صحية.

وقد يسبب الفسيخ الملوث للإنسان تسمما غذائيا وتلبكا معويا، علاوة على إمكانية فقدانه قيمته الغذائية إن لم يحدث التسمم، حيث قد يصاب الإنسان بالتسمم بعد فترة من تناول الفسيخ الملوث قد تصل إلى شهر.

دلالات