14 أسيراً فلسطينياً يواصلون معركة الأمعاء الخاوية وسط إهمال طبي

14 أسيراً فلسطينياً يواصلون معركة الأمعاء الخاوية وسط إهمال طبي

25 يوليو 2021
يبلغ عدد الأسرى الإداريين حاليا نحو 540 (مصطفى حسونة/الأناضول)
+ الخط -

أكّد نادي الأسير الفلسطيني اليوم الأحد، أنّ 14 أسيراً في سجون "النقب الصحراوي"، "ريمون" و"مجدو"، يواصلون الإضراب عن الطعام رفضاً لاعتقالهم الإداريّ، أقدمهم الأسير سالم زيدات، الذي يواصل إضرابه منذ 14 يوماً.

كما أكّدت هيئة شؤون الأسرى والمحرّرين الفلسطينية، اليوم الأحد، أنّ الاحتلال الإسرائيلي يواصل سياسة القمع والاضطهاد الجسدي والنفسي بحق الأسرى الفلسطينيين داخل معتقلاته، وفق نهج وحشي يضرب بعرض الحائط  كافة الاتفاقيات والمواثيق الدولية وحقوق الإنسان.

وإضافة إلى الأسير زيدات، يواصل كلّ من الأسير محمد منير اعمر، ومجاهد حامد إضرابهما عن الطعام منذ 12 يوماً، ومحمود وكايد الفسفوس، رأفت الدراويش وجيفارا النمورة، منذ 11 يوماً، وماهر دلايشة منذ 6 أيام، وعلاء الدين علي، فادي العمور، حسام ربعي، أحمد عبد الرحمن أبو سل، محمد خالد أبو سل، وأحمد نزال، يواصلون الإضراب منذ 5 أيام.

ووفق بيان لنادي الأسير، فإنّ الأسير سالم زيدات (40 عاماً) من بلدة بني نعيم بالخليل، معتقل منذ 22 فبراير/شباط 2020، على خلفية دخوله بدون تصريح للأراضي المحتلة عام 1948، وحكم عليه الاحتلال بالسّجن في حينه أربعة أشهر، وبعد أن أمضى مدة الاعتقال، حوّله الاحتلال إلى الاعتقال الإداريّ، وأصدر بحقّه خمسة أوامر، مدّتها تتراوح ما بين 3 وأربعة أشهر، وهو أسير سابق، أمضى نحو عامين في سجون الاحتلال، متزوّج وأب لخمسة أطفال، أكبرهم يبلغ من العمر 17 عاماً، وأصغرهم أربع سنوات ونصف، وهو يقبع اليوم في زنازين "النقب".

أمّا الأسير محمد منير اعمر (26 عاماً) من طولكرم، فهو معتقل منذ أكتوبر/تشرين الأول 2020، وقد أصدر الاحتلال بحقّه ثلاثة أوامر اعتقال إداريّ، ويقبع في زنازين سجن "النقب".

والأسير مجاهد محمود حامد، من بلدة سلواد شرق رام الله، معتقل منذ 22 سبتمبر/ أيلول 2020، وقد أصدر الاحتلال بحقّه أمريّ اعتقال إداري مدتهما 6 أشهر، وهو أسير سابق أمضى 9 سنوات في سجون الاحتلال، وبعد عام وثلاثة أشهر من الإفراج عنه، أعاد الاحتلال اعتقاله إداريا، وهو متزوج، وكان ابنه الوحيد يبلغ من العمر شهرا واحدا عند اعتقاله، ويقبع اليوم في زنازين سجن "النقب".

بينما الأسير محمود الفسفوس (30 عاماً) من دورا جنوب الخليل، اعتُقل عدّة مرات سابقاً منذ أن كان طفلاً، وأمضى سنوات في سجون الاحتلال، وأعاد الاحتلال اعتقاله إدارياً في شهر يوليو/تموز 2020. كذلك شقيقه كايد (32 عاماً)، هو أسير سابق اعُتقل عدة مرات، وكان آخر اعتقال له في شهر يوليو/تموز 2020، بعد اعتقال شقيقه محمود بفترة وجيزة، وهو متزوج وأب لطفلة، وكلاهما يقبعان في زنازين سجن "ريمون".

والأسير رأفت الدراويش (28 عاماً) من دورا جنوب  الخليل، أسير سابق اعتُقل عدة مرات، وكان اعتقاله الأخير في شهر أكتوبر/ تشرين الأول 2020، وهو متزوج وله ابن، يعاني من مشاكل في الصدر، ويقبع كذلك في زنازين سجن "ريمون".

بينما الأسير جيفارا النمورة (28 عاماً) من دورا جنوب الخليل، فهو لاعب في المنتخب الفلسطيني لكرة القدم، اعتقله الاحتلال في أكتوبر/تشرين الأول 2020، وهذه المرة الثانية التي يتمّ اعتقاله فيها، وهو متزوج وله ابن واحد، ويقبع في زنازين سجن "ريمون".

أمّا الأسير ماهر دلايشة (46 عاماً)، فهو من مخيم الجلزون شمال رام الله، وهو أسير سابق، أمضى ما مجموعه عشر سنوات في سجون الاحتلال، منها خمس سنوات إدارية، وأعاد الاحتلال اعتقاله في 23 مارس/آذار2021، وهو متزوج وأب لخمسة أطفال، أصدر الاحتلال بحقّه أمريّ اعتقال إداري، مدتهما أربعة أشهر. وعند انتهاء أمره الإداري الأول، قبل نحو أسبوع، كان اسمه من ضمن المفرج عنهم، إلاّ أنه وبعد الإفراج عنه، أُبلغ بقرار تجديد أمر اعتقاله في "البوسطة"، وعليه شرع في الإضراب، ويقبع اليوم في زنازين سجن "النقب".

والأسير علاء الدين خالد علي (38 عاماً) من الجلزون شمال رام الله، اعتقله الاحتلال في شهر يناير/ كانون الثاني الماضي، وأصدر بحقّه أمريّ اعتقال إداريّ مدة كلّ منهما 6 أشهر، انتهى الأمر الأول، في شهر يوليو/ تموز الجاريّ، وجدد الاحتلال أمر اعتقاله الثاني، وهو أسير سابق تعرّض للاعتقال أكثر من مرة. أمضى ما مجموعه ثلاث سنوات ونصف السنة في سجون الإحتلال، غالبيتها رهن الاعتقال الإداريّ. في الاعتقال الأول تعرّض لتحقيق قاسٍ استمرّ 90 يوماً، وهو متزوج وأب لثلاثة أطفال، ويقبع في زنازين سجن "النقب".

الأسير فادي العمور (31 عاماً) من يطا جنوب الخليل، اعتقله الاحتلال في 20 مايو/أيار الماضي، وحوّله للاعتقال الإداريّ لمدة أربعة أشهر، وهو أسير سابق أمضى ما مجموعه 7 سنوات، منها 6 سنوات بشكل متواصل في سجون الاحتلال، وأفرج عنه الاحتلال عام 2020 بعد أن أمضى مدة محكوميته، وأعاد اعتقاله بعد ذلك بفترة وجيزة، وهو يقبع اليوم في زنازين سجن "النقب"، وله شقيق أسير معتقل إدارياً، وهو محمد العمور.

واعتقل الاحتلال الأسير، حسام تيسير ربعي، من يطا جنوب الخليل، في شهر مايو/ أيار الماضي، وحوّله إلى الاعتقال الإداري لمدة ستة أشهر، وهذا الاعتقال الثاني له، علماً أنه متزوج وهو أب لستة أطفال.

والأسير محمد خالد أبو سل (30 عاماً) من مخيم العروب في الخليل، معتقل منذ عشرة أشهر، أصدر الاحتلال بحقّه ثلاثة أوامر اعتقال إداري، أحدها مدته 6 أشهر، والأمر الثاني 6 أشهر تمّ تخفيضها لأربعة، ثم مجدداً صدر بحقه أمر اعتقال إداري لمدة أربعة أشهر، وهو يقبع اليوم في زنازين سجن "النقب".

أما  الأسير أحمد عبد الرحمن أبو سل (26 عاماً)، من مخيم العروب في الخليل، فهو معتقل منذ عشرة أشهر، أصدر الاحتلال بحقه ثلاثة أوامر اعتقال إداري، وهو أسير سابق، أمضى ما مجموعه أكثر من خمس سنوات في سجون الاحتلال، متزوج وله طفل، وله شقيق آخر معتقل وهو محمود أبو سل، ويقبع اليوم في زنازين سجن "النقب".

والأسير أحمد حسن نزال (53 عاماً) من جنين، يقبع في زنازين سجن "مجدو"، وهو معتقل منذ 9 يناير/ كانون الثاني من العام الجاري، وهو بقي موقوفاً منذ تاريخ اعتقاله إلى أن حوّلته مخابرات الاحتلال إلى الاعتقال الإداريّ مؤخراً لمدة ستة أشهر وعليه شرع بالإضراب، وهو أسير سابق أمضى ما مجموعه نحو تسع سنوات في سجون الاحتلال، وهو متزوج وأب لسبعة أطفال.

يذكر أنّ سلطات الاحتلال صعّدت منذ مطلع العام الجاري من سياسة الاعتقال الإداري، حيث أصدرت في النصف الأول من العام الجاري 680 أمر اعتقال إداري، أعلاها في شهر مايو/أيار الماضي، حيث وصل عدد الأوامر الإدارية إلى 200، ويبلغ عدد الأسرى الإداريين اليوم نحو 540، من بينهم أسيرتان وأربعة أطفال.

يُشار إلى أنّ الأسرى واجهوا هذا التصعيد منذ مطلع العام الجاري، عبر الإضراب عن الطعام، وهم بصدد بلورة برنامج نضالي جماعي قريباً، قد يصل إلى الإضراب المفتوح عن الطعام رداً على استمرار الاحتلال في سلب المئات من الأسرى حياتهم عبر سياسة الاعتقال الإداري، خاصة أنّ غالبية المعتقلين أسرى سابقون أمضوا سنوات في سجون الاحتلال.

وفي سياق متّصل، كشفت هيئة شؤون الأسرى والمحرّرين في بيان لها، وصلت نسخة عنه إلى "العربي الجديد"، عن مجموعة جديدة من الحالات المرضية لأسرى يقبعون في المعتقلات الإسرائيلية، وتمّ إهمالها طبياً، من بينها حالة الأسير محمد عبد الفتاح مصلح مصلح (23 عاماً) من الأردن، وهو موجود في سجن النقب، وهو قد تعرّض لجلطة في الوجه ونُقل إلى مستشفى العفولة في الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948، ونتيجة لذلك أصيب بشلل كامل بمنتصف الوجه يمنعه من إغماض عينه، ولم يقدّم له أي علاج طوال فترة 32 يوماً.

أما الأسير بشير عبد الله كايد الخطيب (62 عاماً)، الموجود في سجن الرملة، فيعاني من ارتفاع الكولسترول ومن سعال مستمر، بالإضافة إلى أنه بحاجه إلى زراعة أسنان  نتيجة لفقدان الأسنان بالجهتين العلوية والسفلية بالفكين.

كما رصد تقرير الهيئة، ثلاث حالات مرضية تقبع داخل ما يسمى مستشفى "الرملة"، إحداها حالة الأسير المصاب عبد الرحمن برقان (22 عاماً)، والذي يعاني من آثار إصابته التي تعرّض لها أثناء عملية اعتقاله بالقرب من حاجز أبو الريش العسكري، المقام بجانب الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل، حيث كان قد أصيب بكلتا قدميه كما أصيب برصاصة أخرى في بطنه، وتمّ إجراء عدّة عمليات له ووضع بلاتين بكلتا قدميه، كما قام أطباء الاحتلال بوضع كيس براز خارجي له، وما زال المعتقل برقان، يشتكي من أوجاع حادة في قدميه ولا يستطيع الوقوف ويتنقل على كرسي متحرك، كما أنه يعاني من مشاكل في الكلى بسبب الإصابة، وهو بحاجة ماسة لإجراء عدّة عمليات ولعلاج مكثّف.

في حين، تحسّن مؤخراً الوضع الصحي للأسير صالح عمر صالح، من مخيم بلاطة، شرقي مدينة نابلس، وذلك بعد تزويده بجهاز لقدميه يُمكّنه من التنقل باستخدام عكازات بدلاً من الكرسي المتحرك الذي استخدمه لسنوات عدّة، حيث إنّ الأسير بقي لفترة طويلة مقعداً يعجز عن الحركة جرّاء إصابته بأربع رصاصات أثناء عملية اعتقاله.

أمّا الأسير ناظم أبو سليم، من مدينة الناصرة، في الداخل المحتلّ، فهو يشتكي من ضعف حاد في عضلة القلب، ويتناول العديد من الأدوية، وهو بحاجة ماسة لإجراء عملية ووضع منظّم لضربات القلب، لكنه بانتظار ردّ إدارة سجون الاحتلال للموافقة على إجراء العملية، علماً بأنّ حالته الصحية تستدعي رعاية خاصة وإجراء العملية بأسرع وقت ممكن.

في سياق آخر، أكّدت الهيئة أنّ الوضع الصحي للأسير إياد حريبات (39 عاماً) من خربة سكة، القريبة من بلدة دورا جنوبي الخليل، آخذ بالتحسّن والاستقرار، ولا يزال الأسير محتجزاً بمستشفى "سوروكا" الإسرائيلي.

وأوضح محامي الهيئة عقب زيارته الأسير حريبات، أنّ حالته الصحية تتحسّن بشكل تدريجي، لكنه حتى اللحظة يمرّ بمرحلة صحية صعبة، فهو لا يستطيع الوقوف على قدميه، وأطباء الاحتلال قاموا بوضع كيس براز خارجي له وكيس بول، ومن المتوقع أن يتمّ نقله بعد استقرار وضعه بشكل أفضل إلى ما يسمى مستشفى "الرملة" أو إلى معتقل "إيشل".

وأضاف محامي الهيئة أنّ الأسير حريبات لا يتذكر شيئاً مما حصل معه أثناء انتكاس حالته الصحية داخل معتقل "ريمون" قبل حوالي شهر، حيث أصيب بالتهاب حاد في البروستات أدى إلى حدوث مشكلة حصر بول لديه، ونُقل على إثرها إلى المستشفى وتمّ تركيب أنبوب لمساعدته على إخراج البول، وعند عودته إلى المعتقل انفجر الأنبوب ما أدى إلى حدوث تهتّك في المثانة والبروستات، ونُقل مرة أخرى إلى مستشفى "سوروكا"، وخضع لعملية جراحية صعبة ومعقدة.

والأسير حريبات، كان بحاجة ماسة إلى رعاية طبية حثيثة بعد خضوعه للعملية الجراحية الأولى، لكن إدارة سجون الاحتلال أعادته إلى المعتقل رغم حاجته للبقاء في المستشفى واستكمال العلاج، ما أدى إلى تفاقم حالته بشكل خطير ودخوله في مرحلة حرجة.

يُذكر بأن جيش الاحتلال كان قد اعتقل الأسير حريبات بتاريخ 21/9/2002، وصدر حكم بحقه بالسجن المؤبد بالإضافة إلى 20 عاماً، وهو أحد ضحايا الجريمة الطبية داخل سجون الاحتلال، حيث إنه وخلال عام 2014 اشتُبه بتعرّضه لحقنة ملوثة أدت إلى إصابته بانتشار بكتيري داخل جسده وإضعاف بنيته، وفي عام 2017 تعرّض للرشّ بغاز سام على يد قوات القمع، ما أدى لإصابته بحروق في الجسم، كما أُصيب حريبات بمرض عصبي سبّب له رعشة في جسمه وصعوبة في الحركة وفقداناً للذاكرة.

 

المساهمون