10 آلاف امرأة وطفل في الرقة مهددون بخسارة مشفاهم الوحيد

10 آلاف امرأة وطفل في الرقة مهددون بخسارة مشفاهم الوحيد جراء توقف الدعم

24 نوفمبر 2021
تظاهر العديد من سكّان المنطقة والمنظمات المحلية أمام المشفى (فيسبوك)
+ الخط -

يبدو أنّ عشرات الآلاف من السيدات والأطفال الفقراء، المقيمين في منطقة الرقة شماليّ سورية، مهدّدون بفقدان الخدمات الطبية التي يقدمها مشفى "التوليد والأمراض النسائية والأطفال"، بعد تبلُّغ إدارته من المنظمة الداعمة له بعزمها على إيقاف الدعم نهاية الشهر الجاري. 

وأثار قرار المنظمة الداعمة حالة سخط، ما دفع العديد من سكّان المنطقة والمنظمات المحلية إلى تنفيذ وقفة احتجاجية في 22 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري أمام المشفى، مطالبين بعدم التوقف عن دعمه، من قبل منظمة "إيكو" التابعة للاتحاد الأوروبي، دون توضيح الأسباب، بحسب إدارة المشفى. 

ورفع المحتجون العديد من اللافتات، كُتب على بعضها: "الأطفال والنساء بحاجة لمزيد من الاهتمام... وليس الإهمال"، "لا أملك المال للذهاب إلى الطبيب"، "من حقي الرعاية الصحية"، "معتصمون لأجل أطفال الرقة"، و"لا لإيقاف الدعم عن مشفى التوليد".  

وقال مصدر طبي في الرقة طلب عدم الكشف عن هويته، لـ"العربي الجديد"، إنّ "إيقاف الدعم عن المشفى يحرم المجتمع حصوله على معاينة لـ10 آلاف طفل وامرأة شهرياً، وإجراء 450 عملية قيصرية شهرياً، ضمن مشفى يضم عيادة خارجية للأطفال وجناحاً يضم 40 سريراً و16 حاضنة، وأجهزة تصوير شعاعي، وجهاز ماموغراف للكشف المبكر عن سرطان الثدي، ومخبر تحليل، وصيدلية مجانية لمرضى المشفى، إضافة إلى محطة أوكسجين خاصة للمشفى بظل جائحة كورونا". 

وأضاف: "هؤلاء الأشخاص ليس لديهم سوى هذا المشفى للتخفيف من آلامهم وإنقاذ حياة نساء وأطفال كانوا قد فقدوها، لولا تأمين رعاية صحية لهم". 

من جانبها، قالت ليلى المزروعي (32 عاماً)، وهي سيدة حامل بطفلها الثالث، لـ"العربي الجديد": "الموعد المتوقع لولادتي، هو بداية العام المقبل، وكان لدي أمل في أن تكون ولادتي في مشفى التوليد، فأنا أحتاج لإجراء ولادة قيصرية. اليوم أشعر بالخوف والصدمة، فليس لدي القدرة المادية للجوء إلى مشفى خاص، ولا يوجد مشفى مجاني آخر في منطقتنا". 

وأضافت: "نحن نعيش في ظلّ أوضاع معيشية كارثية، واليوم مع إغلاق مشفى التوليد، سيتعرّض الكثير من النساء والأطفال لكارثة صحية، في ظلّ غلاء المشافي الخاصة والأدوية".    

من جانبه، تساءل محمد حسين (45 عاماً)، وهو ربّ أسرة مكوّنة من 5 أطفال وزوجته، أين سيكمل علاج طفله الذي يعاني من مشاكل صدرية، قائلاً: "ليس لدي المال لكي أخذ طفلي إلى طبيب خاص أو لأشتري له الدواء. هذا المشفى كان الفرصة الوحيدة لعلاجه". 

وأضاف: "كيف للمجتمع الدولي أن يتخلى عن أشخاص محاصرين، ليس لديهم بدائل للحصول على أبسط احتياجاتهم كبشر، وهي الرعاية الصحية؟ اليوم يُضيَّق الخناق على المدنيين ويُسلبون أبسط مقومات الحياة".      

يشار إلى أنّ كادر المشفى يضمّ أربعة أطباء مختصّين بالأمراض النسائية وأربعة أطباء باختصاص أطفال، إضافة إلى طبيب عيادة مقيم، هم جزء من 135 موظفاً وموظفة، إلى جانبهم 9 قابلات، و27 ممرضاً وممرضة، و17 عاملة مستخدمة، وستة حراس، و12 موظفاً وموظفة في إدارة المشفى، يداومون في ورديات صباحية ومسائية. 

المساهمون