ليو تشى مينغ... جراح الأعصاب الصيني الذي خطفه "كورونا"

ليو تشى مينغ... جراح الأعصاب الصيني الذي خطفه فيروس "كورونا"

18 فبراير 2020
قاد المعركة لمحاولة احتواء تفشي كورونا (Getty)
+ الخط -

قاد الدكتور الصيني وجراح الأعصاب ليو تشى مينغ، معركة ضارية رفقة عدد من الأطباء والفرق الصحية في محاولة لاحتواء تفشي فيروس كورونا الجديد، وكرّس وقته وجهوده لعلاج الآلاف من المرضى الذين كانوا يتوافدون على مستشفى ووتشانغ الذي كان يديره في مدينة ووهان بؤرة تفشي الفيروس، قبل أن يتوفى اليوم الثلاثاء، متأثراً بإصابته بفيروس يقضّ مضجع العالم.

وظّف جراح الأعصاب كل خبرته وتجربته، في سبيل الوصول إلى علاج للفيروس منذ البداية، وعلاوة على تتبع حالات المصابين الذين كانوا يتوافدون على المستشفى للفحص والمراقبة الصحية لوضعهم، فقد قدم مينغ "إسهامات مهمة في سبيل مكافحة انتشار فيروس كورونا ومحاولة السيطرة عليه"، كما أكدت لجنة صحة بلدية ووهان.

ومنذ أواخر عام 2019، إثر الإعلان عن اكتشاف فيروس جديد، لم يدخر مدير المستشفى جهدا في سبيل المساهمة في احتواء بلده لتفشي كورونا، سواء من خلال مقترحاته عبر الاجتماعات واللقاءات المكثفة مع الأطباء والأطر الصحية، أو عبر الالتزام بتوصيات منظمة الصحة العالمية في هذا الصدد.

غير أن الوقت لم يمهل جراح الأعصاب ومدير المستشفى للمساهمة في الوصول إلى لقاح أو علاج يحدّ من انتشار كورونا، وسرعان ما انتقلت إليه العدوى، فتدهورت حالته الصحية.

ولم تفلح عمليات التدخل والإنعاش الطارئة التي أجريت لمينغ في إنقاذه من قبضة "كورونا".
وصبيحة اليوم التحق بزميله الطبيب لي وين ليانغ، الذي كان أول من اكتشف فيروس كورونا، وتوفي متأثرا به، وانضم بذلك إلى لائحة ضحايا كورونا التي بلغت 1868 شخصاً، حسب ما أفادت به السلطات الصحية الوطنية اليوم.

وأكد مسؤولون صحيون، أن جهوداً بذلت في سبيل إسعاف مدير المستشفى غير أن الموت كان أسرع إليه". وأفاد مكتب صحة ووهان، بؤرة تفشي كورونا، أن ليو مينغ توفي في الساعة 10:54 صباح اليوم الثلاثاء عن عمر يناهز 51 عاماً.

وقالت لجنة صحة بلدية ووهان "لسوء الحظ، أصيب بالعدوى وتدهورت صحته ولم تنجح الجهود والمحاولات لإنقاذ حياته".

وقد تعيد وفاة جراح الأعصاب مينغ نتيجة لفيروس كورونا، الغضب والانتقادات إلى الواجهة، بكون الحكومة لم تفعل ما يكفي لحماية العاملين في المجال الطبي، خاصة أن كثيراً منهم يعانون من إرهاق وتعب شديدين ومعرضون للإصابة بالمرض، وفقاً لما ذكرت شبكة "سي أن أن".

وذكرت وسائل الإعلام الرسمية أن الأطباء والممرضات الذين يموتون أثناء محاولتهم احتواء انتشار الفيروس سيُعتبرون رسميًا "شهداء".

وأبلغت السلطات الصينية الأسبوع الماضي عن إصابة أكثر من 1700 عامل في المجال الطبي. وارتفعت حصيلة الوفيات الناجمة عن الإصابة بفيروس كورونا في الصين إلى 1868 شخصا، حسب ما أفادت به السلطات الصحية الوطنية اليوم الثلاثاء.

وفقًا للجنة الصحة الوطنية، فقد تعافى أكثر من 12500 مريض من المرض وخرجوا من المستشفى.

وكانت وفاة الطبيب الصيني لي وين ليانغ، الذي اكتشف فيروس كورونا في ديسمبر/ كانون الأول، قد أثارت غضباً شعبياً واسعاً، وردود فعل غاضبة في الصين، إذ طالب رواد مواقع التواصل الاجتماعي في الصين، بمحاسبة المسؤولين عن الانتقادات التي وجهت للطبيب لي وين ليانغ، في أعقاب إطلاق التحذير الأول من انتشار المرض في الصين.

وحذرت منظمة الصحة العالمية من المبالغة في اتخاذ الإجراءات لمكافحة انتشار فيروس كورونا المستجد.

و"كورونا" عبارة عن عائلة من الفيروسات، غير أن 6 منها فقط تصيب البشر، والفيروس الجديد هو العضو السابع في هذه العائلة القاتلة.

ومن أعراض الإصابة بالفيروس، التهابات فى الجهاز التنفسي وحمى وسعال وصعوبة في التنفس، في الحالات الأكثر شدة، يمكن أن تسبب العدوى الالتهاب الرئوى والمتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة والفشل الكلوي وحتى الوفاة، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية.

المساهمون