استمع إلى الملخص
- تعمل اليونيسف على دعم الأطفال المتضررين من النزاع، وتدعو لوقف الانتهاكات ضدهم وحماية المدنيين، مع التأكيد على أهمية الوصول الآمن للشركاء الإنسانيين.
- تتنافس أكثر من 100 جماعة مسلحة للسيطرة على المنطقة الشرقية، مما أدى إلى أزمة إنسانية كبيرة، وتدعو اليونيسف لزيادة الجهود الدبلوماسية لإنهاء العنف.
وسط شعور كبير بـ"القلق" إزاء العنف المتفاقم في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية وتبعات ذلك على الأطفال، أفادت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) بأنّ مئات الأطفال تعرّضوا لجرائم جنسية، ولا سيّما الاغتصاب، على أيدي مسلّحين، فيما خُطف آخرون أو جُنّدوا للقتال بمستويات غير مسبوقة، وسط اشتداد الصراع بهذه المنطقة المضطربة الغنيّة بالمعادن خلال الأسابيع الأخيرة.
وقد أصدرت المديرة التنفيذية لمنظمة يونيسف كاثرين راسل بياناً، اليوم الخميس، تحت عنوان "الأطفال في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية يتعرّضون باطّراد للعنف الجنسي والخطف والتجنيد"، قالت فيه: "نحن نتلقّى تقارير فظيعة حول انتهاكات جسيمة ضدّ الأطفال في إقليمَي كيفو الشمالي وكيفو الجنوبي على أيدي أطراف النزاع، بما في ذلك الاغتصاب وأشكال أخرى من العنف الجنسي، وبمستويات تفوق أيّ شيء شهدناه في السنوات الأخيرة".
I’m deeply alarmed by intensifying violence in eastern #DRCongo and its impact on children.
— Catherine Russell (@unicefchief) February 13, 2025
Parties to the conflict must cease and prevent grave rights violations against children and protect civilians and infrastructure critical to their survival.👇 https://t.co/KElg2bf5s1
وأوضحت راسل أنّ "في خلال الفترة الممتدّة ما بين 27 يناير/ كانون الثاني 2025 والثاني من فبراير/ شباط، أبلغ شركاء منظمة يونيسف بأنّ عدد حالات الاغتصاب التي عالجوها في كلّ المرافق الصحية، البالغ عددها 42 مرفقاً، ازدادت بمقدار خمسة أضعاف في أسبوع واحد"، علماً أنّ "30% ممّن تلقّوا العلاج كانوا من الأطفال". وأضافت: "من المرجّح أنّ العدد الفعلي أعلى بكثير، إذ إنّ ناجين كثيرين يتردّدون في الإبلاغ عمّا تعرّضوا له"، محذّرةً من أنّ "مخزونات الأدوية التي تُستخدم لتقليص خطر الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية المكتسب (المسبّب لمرض الإيدز) بعد التعرّض لاعتداء جنسي قد بدأت تنفد من مرافق شركائنا".
في الإطار نفسه، قالت رئيسة قطاع الاتصالات لدى منظمة يونيسف في جمهورية الكونغو الديمقراطية، ليان غوتشر، لوكالة أسوشييتد برس، إنّ في سبعة أيام، خلال المدّة الزمنية المذكورة آنفاً (من 27 يناير إلى الثاني من فبراير)، سجّلت المنشآت الصحية في المنطقة المضطربة 572 حالة اغتصاب، أي زيادة بمقدار خمسة أضعاف، مقارنة بالأيام السبعة التي سبقتها، وبيّنت المسؤولة الأممية أنّ 179 من الكونغوليين الذين يتلقّون العلاج هم من الأطفال.
وفي البيان الصادر اليوم، أشارت المديرة التنفيذية لمنظمة يونيسف إلى أنّ إحدى الأمهات في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية "سردت لموظّفينا كيف تعرّضت بناتها الستّ، أصغرهنّ تبلغ من العمر 12 عاماً، لاغتصاب منهجي من قبل رجال مسلّحين فيما كنّ يبحثنَ عن الغذاء". وتابعت راسل أنّ "الأطفال يواجهون، كما الأسر، في مناطق واسعة من شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، قصفاً وإطلاقاً للنيران من دون هوادة"، مبيّنةً أنّ "آلاف الأطفال المستضعفين في مخيمات المهجّرين أُجبروا على الفرار مرّات عدّة في الأشهر الأخيرة من أجل النجاة من القتال".
وأكملت راسل أنّ "وسط حالة الفوضى، انفصل مئات الأطفال عن أسرهم، الأمر الذي من شأنه أن يعرّضهم لمستوى أعلى من الخطر، فيما يتعلّق بالتعرّض للخطف والتجنيد والاستخدام من قبل الجماعات المسلحة، بالإضافة إلى العنف الجنسي". وأكّدت أنّ "أكثر من ألف و100 طفل غير مصحوبين بذويهم حُدّدوا في كيفو الشمالية وكيفو الجنوبية، في الأسبوعَين الأخيرَين فقط، ويستمرّ عددهم بالازدياد".
وأوضحت المديرة التنفيذية لمنظمة يونيسف أنّ فريق عمل منظمة يونيسف في جمهورية الكونغو الديمقراطية يعمل "بسرعة لتسجيل الأطفال غير المصحوبين بذويهم أو المنفصلين عنهم، وإيداعهم في أسر حاضنة مؤقّتة، والتحقق من حصولهم على الرعاية الطبية، وكذلك الرعاية النفسية-الاجتماعية اللتَين يحتاجونهما". وأقرّت راسل بأنّه "حتى قبل الأزمة الأخيرة، كان تجنيد الأطفال في الجماعات المسلحة يتصاعد في المنطقة (شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية). واليوم، مع دعوة أطراف النزاع إلى تعبئة المقاتلين الصغار، من المرجّح أن تتسارع معدّلات التجنيد. وقد أشارت التقارير إلى أنّ أطفالاً تصل أعمارهم إلى 12 عاماً يُجنَّدون أو يُجبَرون على الانضمام إلى الجماعات المسلحة".
وشدّدت راسل على "وجوب أن تتوقّف أطراف النزاع فوراً عن ارتكاب الانتهاكات الجسيمة التي تطاول حقوق الأطفال، وأن تعمل على منعها. كذلك، يتوجّب عليها اتّخاذ تدابير ملموسة لحماية المدنيين والهياكل الأساسية ذات الأهمية الحاسمة لبقائهم على قيد الحياة (نجاتهم)، وذلك انسجاماً مع الالتزامات التي ينصّ عليها القانون الدولي الإنساني". وأيضاً، رأت المسؤولة في منظمة يونيسف أنّه "لا بدّ من أن يتوفّر للشركاء الإنسانيين إمكانية وصول آمنة ومن دون عراقيل إلى جميع الأطفال والأسر المحتاجين، أينما وُجدوا"، مؤكدةً أنّ وكالتها التابعة للأمم المتحدة "تواصل دعوتها إلى زيادة الجهود الدبلوماسية من أجل إنهاء التصعيد العسكري، والتوصّل إلى حلّ سياسي دائم للعنف، حتى يتمكّن أطفال البلد (جمهورية الكونغو الديمقراطية) من العيش بسلام".
يُذكر أنّ أكثر من 100 جماعة مسلّحة تتنافس للسيطرة على المنطقة الشرقية من جمهورية الكونغو الديمقراطية الغنيّة بالمعادن، في خلال الصراع الذي يتواصل منذ عقود، والذي تسبّب في إحدى أكبر الأزمات الإنسانية في العالم. وفي أواخر يناير الماضي، سيطرت حركة "إم 23" المتمرّدة المدعومة من رواندا، وهي أبرز جماعة مسلّحة في المنطقة، على غوما التي تُعَدّ أكبر مدينة في المنطقة. وغوما، التي تمثّل العاصمة الإدارية لإقليم كيفو الشمالي، تقع على الشاطئ الشمالي لبحيرة كيفو على مقربة من الحدود الكونغولية الرواندية وشرق الحدود الكونغولية الرواندية. وكانت منظمة الصحة العالمية قد أعلنت، في الثالث من شهر فبراير الجاري، أنّ القتال ما بين قوات حكومة جمهورية الكونغو الديمقراطية والمتمرّدين في غوما أودى بحياة 900 شخص على أقلّ تقدير، وأصاب 2.900 آخرين بجروح.
(العربي الجديد، أسوشييتد برس)