ولاية تركية تصدر "تعليمات غريبة" للاجئين: منها تقليل بهارات الطبخ

ولاية تركية تصدر "تعليمات غريبة" للاجئين: تقليل البهارات في الطبخ وعدم إطالة النظر إلى النساء

23 سبتمبر 2021
تستخدم المعارضة ملف اللاجئين السوريين والأفغان كورقة ضغط (إلكر إراي/Getty)
+ الخط -

في حلقة جديدة توصف بـ"المعادية للمهاجرين واللاجئين" في تركيا، قالت ولاية بولو، الواقعة شمال غربي البلاد، إنها اجتمعت بممثلي لاجئين أجانب في الولاية، وأبلغتهم مجموعة من "التنبيهات والمحاذير"، من بينها تقليل استخدام البهارات في الأطعمة.

وأصدرت ولاية بولو بياناً، وصلت نسخة منه إلى "العربي الجديد"، أفاد بأنّ الوالي أحمد أوميت التقى ممثلي الجاليات الأجنبية، مثل ممثلين عن السوريين والعراقيين والأفغان والإيرانيين، موجهاً لهم مجموعة من المحاذير والتعليمات.

وبحسب البيان، فإنّ الوالي طلب من ممثلي الجاليات التزامهم بمجموعة من التدابير، من بينها "عدم التجمّع في مجموعات كبيرة في الميادين والحدائق العامة، وأن يقللوا من إطالة النظر إلى السيدات، وعدم التلفظ بألفاظ مزعجة أو غير مريحة، فضلاً عن تقليل استخدام البهارات في الطبخ بما يزعج الجيران".

وحضر الاجتماع مسؤولون من المؤسسات الحكومية في الولاية، وعُقد بهدف زيادة الأمن والاستقرار في الولاية، و"الابتعاد عن بعض التصرفات التي تثير حفيظة الشعب التركي"، وفق أبحاث أُجريت أخيراً.

وشدّد الوالي، وفق البيان، على "ضرورة احترام عادات ومظاهر المجتمع التركي، والتحرّك بما ينسجم معها، خاصة في ما يتعلق بالتواجد في الأماكن العامة، كالميادين والحدائق، والانتباه لرسائل المشارَكة في وسائل التواصل الاجتماعي، والابتعاد عن الكلمات التي يمكن أن تؤدي إلى سوء فهم، والابتعاد أيضاً عن النقاشات السياسية والتوترات".

كما طلب الوالي من اللاجئين "الابتعاد عن التصرفات التي تستدعي ردود فعل في المجتمع، منها النظر بشكل مستمر إلى النساء، والكلام المزعج، وعدم تضخيم الأحداث التي تجري في ما بينهم بالأماكن العامة، ووضع أسماء أماكن العمل والمتاجر باللغة التركية، وعدم الخروج بعد الساعة التاسعة مساءً من المنزل إلا للضرورة، وعدم الحديث بصوت عالٍ يسبّب الإزعاج للجيران، وعدم إصدار الضجيج، والابتعاد عن الاستخدام المفرط للبهارات في الطبخ".

وتابع أيضاً: "يجب الابتعاد عن الاستماع للموسيقى بصوت مرتفع يزعج الجوار، والاهتمام بالنظافة الشخصية والعامة، وإظهار الحساسية لقيم المجتمع الأخلاقية والنظام العام، والإبلاغ عن أي شخص يخلّ بالأمن والنظام العام".

وخلال الفترة الماضية، ضيّقت المعارضة، ممثلة برئيس البلدية، تانجو أوزجان، من حزب الشعب الجمهوري، على اللاجئين السوريين في الولاية برفع أسعار فواتير المياه وعدم السماح لهم بفتح المتاجر، بغرض إجبارهم على الرحيل.

ويأتي حديث الوالي، وهو ممثّل الرئيس رجب طيب أردوغان، في سعي الحكومة للتعامل مع المشكلة التي باتت تؤرقها، بعد استخدام المعارضة ملف اللاجئين السوريين سابقاً والأفغان لاحقاً كورقة ضغط، تجسدت أخيراً في أحداث شغب في إحدى ضواحي العاصمة أنقرة.

وتعتبر ولاية بولو، التي تقع على مقربة من إسطنبول، وتبعد عنها ساعتين ونصفاً، من الولايات التي تستضيف أصغر عدد من اللاجئين السوريين، ويبلغ عددهم قرابة 4 آلاف لاجئ، أي بنسبة أقل من 1 بالمائة من إجمالي 4.5 ملايين سوري في تركيا.

وكان رئيس البلدية أوزجان قد أثار الجدل مجدداً بعد تصريحاته بنيّته طرد السوريين من الولاية، بقوله إنّ السوريين والعراقيين ليسوا على نفس المستوى الثقافي والاجتماعي مع الأتراك، وهم متأخرون عنهم بما يعادل 30 عاماً، فيما الأفغان متخلفون عنهم بمائة عام، وهو أمر كرّره رئيس بلدية هاطاي عن حزب الشعب الجمهوري المعارض، لطفي ساواش، قبل أيام أيضاً.

وتستغلّ المعارضة التركية ورقة اللاجئين السوريين والأفغان أخيراً للطعن في الحكومة، وتلاقي هذه الدعوات ردود فعل شعبية مطالبة بإعادة السوريين إلى بلادهم، فيما تعهّد زعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض كمال كلجدار أوغلو، بإرسال السوريين إلى بلادهم وتأسيس علاقات مع النظام بعد عامين من توليهم الحكم في البلاد.

ويبدو أنّ الحكومة، وتحت تأثير الضغط الشعبي، بدأت ترضخ هي الأخرى وتوجّه مطالب وتحذيرات للاجئين، أملاً في تخفيف الاحتقان، رغم تأكيدها أنها لن تعيد السوريين إلا طوعياً، في مقابل حديثها عن استحالة استقبال أي موجات نزوح جديدة في البلاد.

المساهمون