استمع إلى الملخص
- أُخطرت المنظمة الدولية للهجرة بفقدان ثلاثة آلاف وظيفة في برنامج قبول اللاجئين في الولايات المتحدة، مما يمثل أكثر من نصف الموظفين العاملين في هذا البرنامج.
- تأثرت وكالات أخرى بقرارات ترامب، مثل المجلس النرويجي للاجئين ومؤسسة المساعدات الشعبية النرويجية، مما أدى إلى تعليق الأنشطة وتسريح الموظفين.
أعلنت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين والمنظمة الدولية للهجرة أنّ قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب تعليق مساهمات بلاده في برامج المساعدات الأميركية الخارجية وتجميد دخول المهاجرين إلى الولايات المتحدة الأميركية يجبر الوكالتَين التابعتَين للأمم المتحدة على إلغاء آلاف الوظائف.
وأخطرت المنظمة الدولية للهجرة ثلاثة آلاف من موظفيها البالغ عددهم 22 ألفاً، يعملون في برنامج قبول اللاجئين في الولايات المتحدة الأميركية، أنّهم سوف يخسرون وظائفهم، بحسب ما جاء في رسالة داخلية اطّلعت عليها وكالة فرانس برس اليوم الخميس. ويمثّل هذا العدد أكثر من نصف الموظفين العاملين في هذا البرنامج الهادف إلى إعادة توطين اللاجئين، البالغ عددهم خمسة آلاف موظف.
وبعدما كانت الولايات المتحدة الأميركية منذ فترة طويلة المساهم الأكبر في الوكالتَين التابعتَين للأمم المتحدة، أمر ترامب بعد توليه الرئاسة لولاية ثانية في عشرين يناير/ كانون الثاني الماضي، بتجميد المساعدات الأميركية الخارجية لمدّة 90 يوماً بهدف التحقّق من مدى توافقها مع أهداف سياساته الخارجية. كذلك وقّع أمراً تنفيذياً يقضي بتعليق دخول المهاجرين بموجب برنامج قبول اللاجئين في الولايات المتحدة الأميركية.
وأدى قرار تجميد المساعدات الأميركية الخارجية إلى قطع التمويل بالكامل عن برنامج قبول اللاجئين في الولايات المتحدة الأميركية التابع للمنظمة الدولية للهجرة، على الرغم من إعادة توطين أكثر من 100 ألف لاجئ في الولايات المتحدة في السنة المالية 2024، العدد الذي يُعَدّ الأكبر في خلال ثلاثة عقود.
وأقرّت مديرة المنظمة الدولية للهجرة إيمي بوب، في رسالة داخلية بعثت بها إلى الموظفين في السابع من فبراير/ شباط الجاري، بأنّ فقدان التمويل "أجبرنا على إبلاغ نحو ثلاثة آلاف من زملائنا بأنّ عملهم قد انتهى". كذلك توقّعت إلغاء مزيد من الوظائف. أضافت بوب: "أتمنّى لو كان بوسعي القول إنّ هذه آخر القرارات الصعبة التي تنتظرنا. لكنّني لا أستطيع"، مشيرةً إلى احتمال "إجراء تعديلات إضافية على البعثات وفي المقرّ الرئيسي" للمنظمة.
من جهتها، رأت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وكالة أخرى تابعة للأمم المتحدة تأثّرت بقرار إدارة ترامب، وجوب "إعطاء الأولوية" للعمل الذي تنفّذه من أجل "إنقاذ الأرواح وتخفيض التكاليف"، بالتزامن مع العمل لفهم مدى تأثير القرارات الأميركية. وقال متحدّث باسمها إنّها "أوقفت مجموعة من الأنشطة تأثّرت بصورة مباشرة بتعليق المساعدات الأميركية (الخارجية)، من بينها إعادة توطين اللاجئين في الولايات المتحدة"، متوقّعاً "إلغاء نحو 600 وظيفة مرتبطة بهذه البرامج نتيجة لذلك". وأضاف المتحدّث الأممي: "نبذل كلّ ما في وسعنا لدعم هؤلاء الزملاء والتقليل من أثر ذلك عليهم وعلى عائلاتهم".
وفي سياق الأضرار اللاحقة بالوكالات التابعة للأمم المتحدة والمنظمات الدولية غير الحكومية العاملة في الشأن الإنساني بعد قرارات ترامب الأخيرة، أعلن المجلس النرويجي للاجئين، يوم الاثنين الماضي، تعليق عمله الإنساني في نحو 20 دولة حول العالم، على خلفية تجميد ترامب المساعدات الأميركية الخارجية في كلّ أنحاء العالم. وبيّن المجلس أنّه تلقّى نحو 20% من تمويله من الولايات المتحدة الأميركية في عام 2024، أي ما قيمته نحو 150 مليون دولار، علماً أنّ هذا التمويل يساعد نحو 1.6 مليون شخص حول العالم.
بدورها، كشفت مؤسسة المساعدات الشعبية النرويجية، أوّل من أمس الثلاثاء، أنّها اضطرت إلى تسريح أكثر من نصف موظفيها على مستوى العالم، بعد قرار إدارة ترامب تجميد المساعدات الأميركية الخارجية. وأعلنت، في بيان، أنّ "نتيجة عدم اليقين وتجميد أموال المساعدات، وجدت المنظمة الآن أنّ من الضروري فصل 1700 موظف في 12 دولة". وأضافت أنّ "هذا يعني تخفيض القوة العاملة التي تبلغ 3200 موظف أكثر من النصف"، وأنّ التجميد أثّر على أكثر من 40% من تمويلها المخصّص لأعمال إزالة الألغام.
(فرانس برس، العربي الجديد)