وقفة احتجاجية في القامشلي للمطالبة بالإفراج عن معتقلين بتهم فساد

شهدت مدينة القامشلي شمال شرقي محافظة الحسكة السورية، الثلاثاء، وقفة احتجاجية أمام مبنى "الأمم المتحدة"، نظمها أهالي معتقلين لدى "الإدارة الذاتية"، وطالبوا خلالها بالكشف عن مصير المعتقلين بتهم الفساد من قبل قوى الأمن الداخلي "أسايش"، وتقديمهم إلى محاكمات علنية وعادلة، والإفراج عن الأبرياء منهم.

وقالت شيار مسور، وهي زوجة أحد المعتقلين، لـ"العربي الجديد": "اعتقل زوجي مدة 47 يوما، وبعدها أطلق سراحه وفق قرار ببراءته، وبعد 17 يوما جرى اعتقاله ثانية، وهو معتقل منذ خمسة أشهر، ولا نعلم عنه أي شيء، لا نعلم مكانه، ولا تهمته، ولا يسمحون لنا بزيارته. لدي ثلاث بنات بلا معيل، وتم إيقاف الراتب منذ خمسة أشهر؛ عليهم أن يخبرونا عن مكانه، فهل يعقل أن يعيش شخص بنفس الثياب مدة خمسة أشهر؟ إذا كانت هناك تهمة موجهة إليه فليقدموه للمحكمة، وإذا لم يكن عليه تهمة فليطلقوا سراحه".

وأشارت مسور إلى أن "لجنة الفساد التي اعتقلته تختلق الفساد ولا تعالجه، فعندما تختطف شخصا من بين أولاده وتخفيه، يعتبر هذا إرهابا. كنت مع زوجي وبناتي في السوق، وإذ بلجنة الفساد تحوطنا بالسيارات، وتعتقل زوجي، وبناتي لا يمكنهن نسيان هذا الموقف. أين حقوق الإنسان؟ وأين الإنسانية؟".

من جهتها، أكدت عدولة محمود بكر، من الحسكة، لـ"العربي الجديد"، أن "ابنها وصهرها معتقلان من دون أي محاكمة، وتم التشهير بهما أمام عدسات التلفزة. صهري معتقل منذ خمسة أشهر، وابني معتقل منذ شهر ونصف الشهر، ولا نعلم شيئا عنهما، ولا يسمحون للمحامي أن يتدخل في أمرهما، ولا يسمحون لنا برؤيتهما، وحتى الآن لم يحاكموهما، لكنهم بعد اعتقالهما أظهروهما على القنوات التلفزيونية، وشهروا بهما على شبكات التواصل الاجتماعي".

وأوضحت بكر: "نريد أن نقابل أولادنا لنطمئن عليهم، فلا نعلم إن كانوا يعذبونهم. ابني يعاني من عدة أمراض، وعنده مشاكل في الرئة، وإذا حصل له شيء فلمن أتجه لأطالب بحقه؟ يقولون إن لجنة الفساد اعتقلته، وأعتقد أن هذه اللجنة تنشر الفساد في المجتمع لأنها تعتقل الأشخاص الأبرياء. ليأتوا إلى البيت ليروا ممتلكاتهما ومستواهما المعيشي. لو أنهما سرقا لكان سينعكس ذلك على واقعهما المعيشي".

الجريمة والعقاب

التحديثات الحية

جرائم السرقة تتكرر في القامشلي السورية والجهات الأمنية غائبة

بدورها، طالبت شيرين صالح بالسماح لعائلات المعتقلين والمتهمين بزيارتهم، وقالت، لـ"العربي الجديد"، إن "هذه الإدارة تأسست بدماء شهدائنا؛ وأنا أخجل من هذه الوقفة الاحتجاجية. لا أريد أن تتأذى إدارتنا الذاتية التي كنا سعداء بها، وكنا نقول إننا سنكون مرتاحين في مراجعة مؤسساتها. هناك فساد وسرقة للمال العام، لكن مطلبنا هو أن يحاكم المتهمون، وأن يطلق سراح الأبرياء. لجنة الفساد ارتكبت خطأ، ونريدها أن تتراجع عنه".