استمع إلى الملخص
- البرنامج يركز على تقديم خدمات طبية نوعية للفئات الأكثر ضعفاً، مثل زراعة القرنية والقوقعة، والجراحة القلبية، مع تغطية كاملة للمصاريف من الفحوصات حتى الشفاء، مما يساهم في تحسين الواقع الطبي المتردي في سوريا.
- بدعم من مركز الملك سلمان، تستمر الحملات الطبية في تقديم الرعاية للمحتاجين، مع تبادل الخبرات بين الأطباء السعوديين والسوريين، مما يعزز التعاون الطبي والإنساني بين البلدين.
أطلقت الجمعية الدولية لرعاية ضحايا الحروب والكوارث (منظمة الأمين) بداية هذا العام برنامج "أمل" التطوعي السعودي للشعب السوري، ومدته عام، ويشتمل على العديد من الاختصاصات الطبية المختلفة والعمليات الجراحية النوعية. ويتألف من 104 حملات طبية، بدأت بثلاث بعثات، وهي عمليات زراعة القوقعة، وأمراض الدم والأورام السرطانية عند الأطفال، وجراحة العظام والمفاصل، حيث تمت زراعة ثلاثين قوقعة لثلاثين طفل مع إعطائهم الأدوية ومتابعتهم بشكل كامل.
وأجريت خلال حملة علاجات العظام حتى الآن 32 عملية تبديل مفصل بين ورك وركبة، بالإضافة إلى عشرات المعاينات وتجهيزهم للعمليات، كما يقول الدكتور علاء الخطيب، مدير البرنامج الطبي في منظمة الأمين لـ"العربي الجديد"، مضيفا: "أجرينا أيضا 12 عملية مفاصل للأطفال، وما زالت المعاينات والتحضير للعمليات مستمرة، إضافة لمعاينات وعمليات الأورام السرطانية للأطفال، فقد تم الكشف والمعاينة على أكثر من 150 طفل مريض سرطان وإجراء عمليات استئصال أروام للكبار. هذه الحملات ما زالت مستمرة، والطواقم الطبية تشملها الفائدة من خلال تبادل الخبرات مع الأطباء السعوديين".
وأوضح أن منظمة الأمين عملت سابقا مع مركز الملك سلمان على حملات طبية بنفس الطريقة والأسلوب، لكنها كانت محصورة في مناطق شمال غربي سورية، وبعد سقوط النظام في سورية "رأينا الواقع الطبي المتردي واللوجستيات الضعيفة والأجهزة الطبية غير المحدثة. واقع طبي سيئ، بسبب هجرة الأطباء والملاحقات الأمنية والظلم والتعدي على الطواقم الطبية"، مضيفا أن "الواقع المعيشي للناس قاسٍ للغاية، فيتعذر عليهم العلاج في المشافي الخاصة، وفي حملاتنا الطبية نحاول الوصول للطبقة الاجتماعية الأشد ضعفا، ونركز على الخدمات الطبية النوعية والمستمرة كزراعة القرنية وزراعة القوقعة، جراحة المخ والأعصاب، الجراحة القلبية، تبديل المفاصل".
وما يميز هذه الحملة هو كفالة المستفيد وتغطية جميع المصاريف من مرحلة الاستقصاءات حتى الشفاء، سواء الخدمات العلاجية أو الإقامة والمواصلات والطعام غيرها. وقال مروان صباغ، من مدينة حلب، إنه يشعر بسعادة غامرة لأنه استطاع المشي بشكل طبيعي بعد عجز لمدة خمسة عشر عاما، موضحا لـ"العربي الجديد" أنه حضر إلى العاصمة برفقة زوجته وحفيده، وتم قبوله لإجراء عملية تبديل المفصل، ثم أجريت له الفحوصات الاستقصائية اللازمة في مدينة حلب، قبل تحويله إلى دمشق لتبديل المفصل في مستشفى البيروني منذ يومين، واليوم تمكن من المشي عدة خطوات وكان سعيدا جدا.
أما المعلمة شيرين الكنديسي من مدينة القرداحة في محافظة اللاذقية فتقول لـ"العربي الجديد": "أنا مصابة بتكلس وركي منذ اثني عشر عاما، وكنت شبه عاجزة عن المشي، أما الآن فقد أجريت العملية الجراحية بفضل الوفد السعودي والنتيجة رائعة... أستطيع بعد فترة قصيرة العودة لحياة طبيعية".
من جهته، قال سفير مركز الملك سلمان فايز المالكي لـ"العربي الجديد": "نحن هنا بتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وولي عهده، الذين يولون اهتماما كبير بالشعب السوري الذين تجمعنا معهم العروبة والإسلام والحسب والنسب، لذلك هذه الحملات لن تنتهي هنا، وهي مستمرة إن شاء الله. رؤية المعاناة هنا شعور قاسي جدا، ونحاول المساعدة. ليس لنا فضل أو منة، فهذا واجبنا".