وفاة طالبة في سكن جامعي تثير غضب الأردنيين

وفاة طالبة في سكن جامعي تثير غضب الأردنيين

04 يناير 2022
نفت إدارة الجامعة أي تقصير في إسعافها (موقع الجامعة تويتر)
+ الخط -

ما تزال تداعيات وفاة الطالبة الأردنية سلسبيل أبو شوك، في جامعة الحسين بن طلال جنوب البلاد، الأحد الماضي، متواصلة، خاصّة بعد اتهام زميلات لها مُشرفات السكن الجامعي بالتقصير ورفض إسعافها فوراً والمماطلة في نقلها إلى المستشفى، وهو ما نفته لاحقاً إدارة الجامعة.

وكشفت صديقة الضحية التي تعيش معها في السكن الجامعي، رهف خليفات، قصّة جديدة تفاعل معها رواد مواقع التواصل الاجتماعي، قائلة إنّها طلبت من مسؤولي الإسكان سيارة إسعاف، لكن الإسعاف تأخر. حتى أعلن عن وفاتها بعد فترة وجيزة بنوبة قلبية. 

وكتبت على فيسبوك: "أبشع موقف يمكن أن تراه في حياتك، رفيقتك في السكن تموت أمام عينيك، لكن لأنك تعيش في مكان ليس لديك فيه حرية، تعامل مثل الحيوانات...، متسائلة، متى يتوقف هذا الإهمال".

ورغم أنّ تقرير الطب الشرعي، كشف أن وفاة الطالبة، جاءت إثر هبوط حاد في عضلة القلب نتج عنه نقص في التروية القلبية، إلا أن نشطاء اعتبروا وفاتها نتيجة إهمال تفتيش المساكن في الجامعة. 

وأمس الإثنين، تظاهر طلاب جامعة الحسين بن طلال أمام رئاسة الجامعة مطالبين بحق الطالبة سلسبيل أبو شوك.

واعتبر والد الطالبة في تصريحات صحافية، أنّ الوفاة طبيعية ونفى أي تقصير أو تأخير من أي أحد أو من الجامعة، وقال إنه اتصل بابنته قبل ساعة ونصف من وفاتها بعد عودتها من المستشفى واتخذت الإجراءات الطبية اللازمة، لكنها شعرت بضيق في التنفس مرة أخرى وتوفيت بعد ذلك بقليل

من جهتها، أوضحت جامعة الحسين بن طلال تفاصيل وفاة الطالبة سلسبيل في حرمها. وقالت في بيان الإثنين إن الطالبة زارت المستشفى قرابة الساعة السادسة مساء يوم الأحد بعد أن اشتكت من آلام في الصدر وأوجاع من ضيق في التنفس، وبعد إجراءات طبية قرر الطبيب المناوب إخراجها  من المستشفى بعد إعطائها الأدوية المناسبة لأن حالتها لا تستدعي المكوث فيه.

وأضافت، أنّ الطالبة سلسبيل أبو شوك عادت إلى السكن وانهارت بعد حوالي ساعتين أثناء وجودها مع زميلاتها في السكن وتم إبلاغ مشرف السكن واستدعاء أقرب سيارة للمسكن خلال 6 دقائق دون الإبلاغ عن الحالة بانتظار سيارة الإسعاف

وبعد الوفاة تم إخطار سلطات الجامعة والجهات الأمنية على الفور واتخاذ الإجراءات اللازمة بناءً على توجيهات الجهات الطبية والقضائية المختصة، وأشارت الجامعة إلى أنه بأمر من النيابة، تم نقل جثة الطالبة إلى المركز الوطني للطب الشرعي بمستشفى البشير لفحصها والوقوف على سبب الوفاة

وكشف مدير مركز الطب الشرعي الوطني، رائد المومني، في تصريح صحافي، أن تشريح جثمان الطالبة، بناء على أمر المدعي العام، أظهر أنها كانت تعاني من نقص التروية وتغيير في الشرايين التاجية. وأضاف أنه في هذه الحالات المرضية تكون أسباب الوفاة عدم وصول كميات كافية من الدم إلى القلب، مما يؤدي إلى ضيق في التنفس. وأشار إلى أن شرايين الفتاة كانت أصغر حجما مقارنة بهذا العمر

وتابع أن نتائج التشريح الأولية أظهرت أن الطالبة كانت تعاني من تشوه خلقي في الشريان التاجي، مضيفا أن مركزه قام بسحب عينات من الطالبة لفحصها في مختبر الأنسجة، وذلك لصدور التقرير النهائي للتشريح. ولفت إلى أن المركز قام بتسليم جثمان الطالبة لذويها لدفنها، بعد الانتهاء من عملية التشريح، وسحب العينات منها.

وخلّفت وفاة الطالبة سلسبيل أبو شوك موجة عضب وصدمة على مواقع التواصل الاجتماعي، كما تصدّر اسمها قائمة الترند على موقع تويتر في الأردن، وسط مطالبات بفتح تحقيق في السبب الحقيقي لوفاتها.

وكتبت الناشطة سعاد جبر، "لا تزال مواكب الراحلين من الوطن إلى الآخرة تتواكب دونما توقف، والآن المواكب تتوالى من خيرة الشباب الأردني؛ في ظل إهمال لا يستوعب، ولا مبالاة مستفزة، وقطاعات صحية منهارة، ويقولون لك الأردن بخير".

وغرّدت سارة نجام، "بنت بعمر الورد تموت إثر استهتار مشرفات السكن، مو قادرين يتحركوا يساعدوها، لأي درجة رخصت روح الإنسان؟ بنت بتترجى تسعفوها، الله أكبر عليكم ولكم بنت من بناتكم هاي! أمانتكم، حسبي الله ونعم الوكيل، أي شخص مسؤول ولو بـ1 في المائة عن الي صار بسلسبيل لازم يتحاسب".

 أما الحركة النسوية في الأردن فقالت: "تصلنا شهادات بنات في السكن نفسه يشكين من إغلاقه عند الساعة 6 و30 دقيقة ويمنع التحرك حتى إلى المستشفى، إضافة إلى سوء المعاملة، يجب إجراء تحقيق بأسرع وقت ومعاقبة المتسببين وتخصيص عيادة للجامعة أو السماح بتحرك الفتيات في الحالات الطبية".

وكتبت حنين سليمان: "ذنبك أنك عم تمرضي بعد الساعة 6:30 وعم بروح نفسك بعد الساعة 6:30، عم تطلع روحك بعد الساعة 6:30، ما إلك حق يا سلسبيل! ما انتِ كنتِ بالمستشفى ليش ترجعي عالسكن وتصيري بدك ترجعي تطلعي! موتي هون عالساكت أو خديلك كبسولات،  الله يرحمك ويجعل مأواك الجنة".

المساهمون