استمع إلى الملخص
- يوضح المتخصص مصعب الأحمد أن مدافئ الغاز تشكل خطراً حقيقياً بسبب نقص الوعي وارتفاع أسعار الوقود، مما يدفع الناس لاستخدامها دون مراعاة متطلبات الأمان، ما يؤدي إلى حوادث اختناق مؤلمة.
- الوضع المعيشي الصعب يدفع العائلات لاستخدام مواد خطرة للتدفئة، مثل البلاستيك، مما يسبب مشكلات صحية وحرائق، كما حدث في حريق أودى بحياة طفلة في ريف حلب.
قضى رجل سوري وزوجته اختناقاً في منزلهما الكائن في حيّ الأمين بمدينة دمشق، ليل أمس الخميس، وذلك بسبب مدفأة غاز انبعث منها أوّل أكسيد الكربون، علماً أنّ حوادث مماثلة تتكرّر في مناطق سورية عدّة خلال فصل الشتاء. فتشغيل المدافئ العاملة على الغاز وغيره وسط الطقس البارد قد يؤدّي إلى حالات تسمّم بأوّل أكسيد الكربون، وهو غاز سام يمثّل خطراً كبيراً، إذ لا يمكن التنبّه لتسرّبه فهو عديم الرائحة واللون والمذاق.
وذكر الدفاع المدني السوري أنّ فرقاً تابعة له توجّهت إلى موقع الحادثة ونقلت جثّتَي الرجل وزوجته إلى مستشفى المجتهد في العاصمة دمشق. وحثّ الدفاع المدني السوري، في منشور توعية على موقع فيسبوك، المواطنين على اتّخاذ الإجراءات اللازمة للوقاية من حالات الاختناق التي تزداد في فصل الشتاء، على خلفية إشعال مدافئ في أماكن محكمة الإغلاق من دون توفّر مصارف جيّدة للانبعاثات الناجمة عن الاحتراق. ولفت إلى أنّ ثمّة من يخلد إلى النوم ويترك المدافئ مشتعلة، فيما يغلق نوافذ الغرفة حيث ينام، محذّراً من أنّ ذلك يمثّل خطراً كبيراً على الأرواح.
يقول المتخصّص في مجال صيانة المدافئ مصعب الأحمد، لـ"العربي الجديد"، إنّ "مدافئ الغاز تمثّل خطراً حقيقياً يهدّد حياة السوريين، خصوصاً في ظلّ الأوضاع الاقتصادية التي تجعل الناس يبحثون عن أيّ وسيلة للتدفئة". ويوضح أنّ "في غياب الوعي الكافي بمخاطر تلك المدافئ وارتفاع أسعار الوقود، يعتمد كثيرون عليها من دون الالتفات إلى متطلبات الأمان". يضيف الأحمد: "للأسف، شهدنا في السنوات الماضية حالات اختناق عديدة بسبب سوء التهوية أو إهمال صيانة المدافئ"، مشيراً إلى أنّ "هذه الحوادث تخلّف ألماً عميقاً في كلّ أسرة سورية فقدت أحباء لها بهذه الطريقة المأساوية".
في الإطار نفسه، يقول المرشد الاجتماعي السوري عمران البوشي لـ"العربي الجديد" إنّ "الوضع المعيشي الصعب يدفع عائلات كثيرة، خصوصاً في المناطق الريفية، إلى إشعال مواد خطرة للتدفئة من قبيل البلاستيك أو النفايات. وهذه المواد تسبّب مشكلات صحية بسبب الدخان السام الذي تنتجه، بالإضافة إلى مخاطر اندلاع حرائق قد تودي بحياة أفراد العائلة كلّهم أحياناً". ويسأل: "لكن، ما الذي يستطيع الناس فعله؟ أسعار الوقود مرتفعة جداً والبرد قارس والفقر منتشر، وكلّ ذلك يجعلهم يلجأون إلى كلّ ما من شأنه أن يوفّر الدفء لأولادهم ولو على حساب صحّتهم وسلامتهم".
في سياق متصل، قضت طفلة سورية في اليوم الأخير من عام 2024 المنصرم، وذلك في حريق اندلع في منزل عائلتها بسبب المدفأة المشتعله فيه. وقد وقعت هذه الحادثة المأساوية في قرية مرمى الحجر بريف جرابلس شرقي حلب في الشمال السوري، بحسب بيانات الدفاع المدني. من جهته، سجّل فريق "منسقو استجابة سورية" في سبتمبر/ أيلول الماضي، ثلاث وفيات نتيجة الاختناق بانبعاثات مدفأة في مخيمات أطمة شمالي إدلب، إلى جانب إصابة طفلة بالاختناق نتيجة انبعاث أوّل أكسيد الكربون في أحد منازل قرى جبل الزاوية جنوبي إدلب، بالإضافة إلى تسجيل ثلاثة حرائق في مخيمات النازحين تسبّبت في إصابة مدنيَّين اثنَين.