وسائد تشكيل الرأس خطيرة على الرضّع... فما البدائل؟

وسائد تشكيل الرأس خطيرة على الرضّع... فما البدائل؟

22 ديسمبر 2021
النوم على الظهر طريقة مفيدة لمنع اختناق الأطفال في أثناء النوم (Getty)
+ الخط -

في عام 1994، نظّمت الأكاديمية الأميركية لطبّ الأطفال حملة كبيرة، لتوعية الآباء على أهمية النوم على الظهر للرضع، وخاصة بعد ارتفاع حالات الوفاة بسبب الاختناق، وقد نجحت الحملة حينها في خفض معدل متلازمة موت الرضع المفاجئ في الولايات المتحدة بنسبة 50 في المائة.

يعدّ النوم على الظهر طريقة مفيدة لمنع اختناق الأطفال في أثناء نومهم، الذي يمكن أن يحدث إذا كانوا بوضعية النوم على البطن، إلّا أنّ هذه الطريقة تعرّضهم لما يُعرف بمتلازمة "الرأس المسطّح". فعندما يقضي الأطفال الكثير من الوقت على ظهورهم، يمكنهم تطوير بقعة مسطّحة في مؤخرة رؤوسهم، معروفة تقنياً باسم plagiocephaly.

العديد من الشركات ابتكرت وسائد طبية لمعالجة هذه المتلازمة، ورغم انتشار هذه الوسائد عالمياً، إلّا أنّ الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال وجدت أنّها تحدث أضراراً عديدة.

يقول بن هوفمان، المعنيّ بالإصابات والعنف والوقاية من السموم في مجلس الأكاديمية الأميركية لطبّ الأطفال، في حديث لصحيفة "ذا واشنطن بوست" الأميركية: "تتعارض وسائد تشكيل الرأس للرضع مع توصيات الأكاديمية، التي تمنع وضع أي من لوازم الأسرّة في سرير الرضيع خلال نومه، وإن كانت ناعمة. وهذه الوسائد تعرّض الرضّع لخطر الاختناق نفسه الذي يمكن أن تعرّضه لهم البطانية في سريرهم".

أضرار عديدة

في السنوات الماضية، ابتكرت العديد من الشركات وسائد مختلفة لمواجهة متلازمة الرأس المسطح، لكن هذه الوسائد التي تحتوي على حشوة صغيرة من القطن، تتخلّلها فجوة أو ثقب في المركز، قد تكون غير ضرورية، بل أيضاً خطيرة، بحسب تعبير هوفمان. ويضيف: "هذه المنتجات تعرّض الرضيع لخطر الاختناق، لأنّ مجرد تقلّبه على الوسادة قد يؤدي إلى منع مرور الهواء، وبالتالي حدوث حالات من الاختناق".

صحيح أنه كلما زاد الوقت الذي يقضيه الرضّع في وضع واحد على ظهورهم، زاد احتمال تطوير بقعة مسطحة لديهم، وفق إلياس رزق، رئيس قسم جراحة أعصاب الأطفال في كلية الطب بولاية بنسلفانيا في هيرشي، في الولايات المتحدة. وقد يرجع ذلك إلى أنّ عظام جمجمة المولود الجديد لم تلتحم بعد، لذا فهي مرنة أكثر من جماجم الأطفال الأكبر سناً أو البالغين، وبالتالي أكثر عرضة للتغيير.

ويرى رزق أنّ "متلازمة الرأس المسطّح، مؤقتة لدى معظم الأطفال، ولا تطرح خطورة على المدى البعيد. لأنه مع تطوّر نمو الأطفال، يزدادون حركة وتقلّ ساعات نومهم، وبالتالي يخفّ الضغط عن الرأس من الخلف، ليتحسّن وضع من يعانون من هذه المتلازمة". ويعتقد رزق أنّ التشوهات الطفيفة في الرأس ستختفي من دون أن تترك أثراً عميقاً عندما يكبر الأطفال، إذ تزداد سماكة الجلد حول عظام جمجمتهم وينمو شعرهم، ويصبحون أطول، ما يجعل رؤوسهم تبدو أصغر نسبياً.

قضايا وناس
التحديثات الحية

نصائح واستراتيجيات

رغم ذلك، يخشى الآباء، وخاصة الجدد، إمكانية حصول متلازمة الرأس المسطّح لطفلهم، وقد يعتبرون أنّ بقاء الأطفال دون وسائد أمر صعب، لذا يضع الخبراء بعض النصائح التي يمكن الاسترشاد بها، وهي كالآتي:

  • يقترح بعض الأطباء، إمكانية وضع الطفل في سريره على بطنه، تحت الإشراف، بمعنى أن يُوضَع على البطن بدلاً من النوم على ظهره حتى لا يكون مستلقياً دائماً، وقد يساعد ذلك في الحدّ من متلازمة الرأس المسطح.
  • يمكن وضع الأطفال في أماكن مختلفة في السرير من أسبوع لآخر، حتى لا يواجه الطفل دائماً ذات الاتجاه ويضغط على المكان نفسه بمؤخرة رأسه.
  • إن كانت هناك ألعاب متحركة معلّقة بالسرير، يمكن جعلها تستدير من وقت إلى آخر، حتى ينجذب الطفل ويتحرّك إلى مجالات جديدة للرؤية.
  • من المهم أن يسعى الآباء إلى تغيير أماكنهم عند تغيير الحفاضات، لأن ذلك يساعد الأطفال على عدم الالتفات إلى جانب واحد فقط.
  • من المهم تبديل طريقة حمل الطفل في أثناء الرضاعة، بحيث لا يُضغط رأسه بشكل مسطح دائماً.
  •  ينصح الأطباء بأهمية تقليل الوقت الذي يقضيه الطفل في مقاعد السيارة، أو الأراجيح وغيرها من الأدوات المخصّصة للأطفال، التي يمكن أن تقيد حركة الرأس وتضغط على البقع ذاتها التي تتعرّض للضغط عند الاستلقاء بشكل مسطح.
  • يمكن سؤال الطبيب عن بعض التمارين اللطيفة لعظام الرقبة. إذ غالباً ما ترتبط متلازمة الرأس المسطح بتصلّب الرقبة أو تشنّجها، وهي حالة تسمى الصعر. كلّما نظر الطفل في اتجاه واحد، زاد انقباض عضلات الرقبة في هذا الجانب. لذا، إنّ تمرين عضلات رقبة طفلك يمكن أن يشجّعه على حركة رأس أكبر، ما يوفّر فرصة للنمو والتوسّع في المناطق المسطّحة من الرأس.

ماذا عن خوذات تشكيل الرأس

إذا لم تنفع كل هذه النصائح، وبقيت بقعة الرأس مسطّحة، يمكن استخدام خوذات الرأس لمدة أربعة إلى ثمانية أسابيع. فقد يصف بعض الأطباء خوذة لتشكيل الرأس لارتدائها قبل أن تلتحم عظام الجمجمة تماماً. تُوصَف الخوذة عادة عندما يبلغ الطفل 6 أشهر من العمر، وهي تسمح بالنمو في المنطقة المسطّحة من الرأس في أثناء تثبيطها في أماكن أخرى.

ينصح الدكتور رزق، في حال بقاء متلازمة الرأس المسطّح، بضرورة زيارة اختصاصي تقويم العظام مرة واحدة في الأسبوع، للتكيّف مع النمو السريع للرأس خلال تلك الفترة الزمنية، ويتعيّن على الأطفال ارتداء الخوذة 23 ساعة يومياً لعدة أشهر، في بعض الأحيان.

بحسب رزق، قد تكون تكاليف شراء الخوذة مكلفة جداً، وقد تصل إلى عدّة آلاف من الدولارات، والكثير من شركات التأمين لا تغطي هذه العملية، لذا تعمد بعض الشركات التجارية إلى بيعها جاهزة في المتاجر أو على المواقع الإلكترونية، لكن هذه الطريقة قد تكون ضارة. ويقول رزق: "يختلف حجم جماجم الأطفال من طفل إلى آخر. لذا، إنّ نمو عظام الرأس قد يختلف أيضاً، لذلك لا نشجع على شراء الخوذة دون وصفة طبية، بحيث تُصنَع حسب الطلب، وتُتابَع من كثب".

ورغم أهمية هذه الخوذة، إلّا أنّ رزق يعتقد أنّ اقتناءها قد لا يكون ذا أهمية كبيرة، وخاصة بالنسبة إلى حالات المتلازمة الخفيفة أو المتوسطة. ويقول: "إذا نظرت بعد خمس سنوات من الاستخدام إلى الأطفال الذين استخدموا الخوذ، مقارنة بالأشخاص الذين لم يستخدموها، وخاصة في الحالات الخفيفة إلى المتوسطة من المتلازمة، قد لا نلاحظ فرقاً كبيراً بين هاتين المجموعتين".

دلالات

المساهمون