هيومن رايتس ووتش تحذّر من استثناء فئات مهمشة غير لبنانية من التلقيح

هيومن رايتس ووتش تحذّر من استثناء فئات مهمشة غير لبنانية من حملة التلقيح

06 ابريل 2021
مخاوف من استثناء اللاجئين والعمال المهاجرين (Getty)
+ الخط -

قالت "هيومن رايتس ووتش"، اليوم الثلاثاء، إن برنامج الحكومة اللبنانية للتلقيح ضد فيروس كورونا قد يستثني الفئات المهمشة، بما فيها اللاجئون والعمال المهاجرون. وقد وعدت الحكومة ببرنامج عادل، إلا أن التنفيذ يتسم بالتدخل السياسي وغياب المعلومات.

وقالت باحثة حقوق اللاجئين والمهاجرين في المنظمة نادية هاردمان: "واحد من أصل كل ثلاثة أشخاص في لبنان هو لاجئ أو مهاجر، ما يعني أن ثلث السكان معرضون لخطر الاستثناء من خطة التلقيح. على الحكومة أن تستثمر في الوصول الهادف إلى بناء الثقة لدى فئات طالما هُمّشت، وإلا باءت جهود التلقيح ضد كورونا بالفشل".

ثلث السكان معرضون لخطر الاستثناء من خطة التلقيح، على الحكومة أن تستثمر في الوصول الهادف لبناء الثقة لدى فئات طالما هُمّشت

وتُظهر بيانات الأمم المتحدة أن معدل وفيات اللاجئين السوريين والفلسطينيين جراء كورونا تبلغ أربعة وثلاثة أضعاف المعدل الوطني على التوالي. مع ذلك، يظهر على منصة التسجيل والمتابعة الحكومية على الإنترنت لتلقي لقاح كورونا أن 2.86% فقط من الذين تلقوا اللقاح، و5.36% من المسجلين لتلقيه، هم غير لبنانيين، رغم أنهم يشكلون 30% من السكان على الأقل.

وبين فبراير/شباط ومارس/آذار 2021، قابلت هيومن رايتس ووتش 21 لاجئا سوريا، وستة لاجئين فلسطينيين، ووزير العمل في حكومة تصريف الأعمال، وموظفين في "مفوضية شؤون اللاجئين"، و"أونروا"، و"منظمة الهجرة الدولية"، و"حركة مناهضة العنصرية"، وهي تجمع شعبي لمحاربة التمييز.

وكانت وزارة الصحة قد قالت إنها تهدف إلى تلقيح 80% من السكان قبل نهاية 2021، وإن خطة التلقيح الوطنية تشمل جميع المقيمين على الأراضي اللبنانية، بغض النظر عن جنسياتهم. على أن تُعطى الأولوية في المرحلة الأولى من حملة التلقيح للعاملين في القطاع الصحي والأشخاص فوق الـ75، ثم من هم فوق الـ65، يليهم من هم فوق الـ54 ولديهم أمراض معيّنة.

غير أن الحكومة أعلنت نيتها حتى الآن شراء 7 ملايين جرعة فقط، أي ما يكفي نصف السكان تقريبا. وتتسم الخطة بالبطء، إذ تم إعطاء 233,934 جرعة فقط حتى 5 إبريل/نيسان ـ يعود الأمر أساسا إلى محدودية كمية اللقاحات المتاحة. تلقى لبنان حتى الآن تقريبا 300 ألف جرعة لقاح "فايزر"، وفي 24 مارس/آذار، تلقى 33,600 جرعة "أسترازينيكا" عبر ائتلاف "كوفاكس"، وهو نظام المشتريات العالمي الذي يهدف إلى تقديم جرعات إلى الحكومات منخفضة الدخل تكفي 20% من سكانها قبل نهاية 2021.

وقال وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال حمد حسن إن الحكومة حصلت على 33,600 جرعة من لقاح "أسترازنيكا" في 24 مارس/آذار، ما سمح بإعطاء الأولوية لفئة جديدة، تضم المعلمين والعاملين في قطاعات منتجة (الزراعة والصناعة)، في حملة تلقيح تبدأ في إبريل/نيسان. حتى 5 إبريل/نيسان تم إعطاء اللقاح لـ3,638 فلسطينيا و1,159 سوريا فقط، علما أن 19,962 لاجئا وموظفا طبيا فلسطينيين و6,701 لاجئ سوري مؤهلون للحصول على اللقاح في المرحلة الأولى من الحملة.

ومع سماح وزارة الصحة للقطاع الخاص باستيراد لقاحات إضافية لتسريع عملية التلقيح، أبدت هيومن رايتس ووتش تخوفها، مع بدء "بعض السياسيين بالفعل بتأمين لقاحات لمناصريهم"، من أن "توزَّع اللقاحات على أساس الانتماء السياسي وتستثنى الفئات المهمشة، بدلا من اتباع معايير توزيع شفافة قائمة على الأدلة وتنطبق على جميع المقيمين في لبنان بالتساوي".

المساهمون