Skip to main content
هل يمكن إعطاء لقاحي الإنفلونزا وكورونا معاً؟
العربي الجديد ــ لندن
تطبيق خطة اللقاحين تساعد في تخفيف الكثير من الموارد والوقت(أرتور ويداك/Getty)

في محاولة جديدة لتأمين الرعاية الصحية الكاملة للموطنين، يسعى خبراء الصحة العامة في الممكلة المتحدة إلى دراسة إمكانية جمع لقاحي الإنفلونزا وكورونا معاً، كخطة أولية لمواجهة موسم البرد القادم، خاصة وأنّ هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية NHS تخشى من زيادة محتملة في حالات الإنفلونزا.

يشرح آدم فين، أستاذ طب الأطفال في كلية بريستول الطبية وعضو اللجنة المشتركة للتلقيح والتحصين JCVI لصحيفة "ذا غارديان" البريطانية، فوائد إعطاء اللقاحين معاً من الناحية اللوجستية والطبية، ويقول: "ليس من الصعب من الناحية العلمية، إعطاء حقنتين بلقاحين مختلفين في الوقت ذاته، وهو ما يفعله معظم الأطباء مع الأطفال، ولذا فإنّ فكرة تطبيق هذه الخطة على الكبار، قد تساعد في تخفيف الكثير من الموارد والوقت".

منذ بداية الوباء، قلّلت عمليات الإغلاق والتباعد الاجتماعي وارتداء الكمامات من خطر الإصابة، ليس فقط بالعديد من الأمراض الخاصة بالجهاز التنفسي، بل أيضاً من مرض الإنفلونزا، وهو المرض الأكثر شيوعاً في المملكة المتحدة مع تدني درجات الحرارة، بحسب ما تظهره بيانات جمعتها الكلية الملكية للأطباء الممارسين.

ولكن مع رفع العديد من هذه الإجراءات في الأشهر المقبلة، من المتوقع استئناف ظهور فيروسات الإنفلونزا من جديد.

يقر غراهام ميدلي، وهو أستاذ مدرسة لندن للصحة العامة، بأنّ فصل الشتاء القادم، سيحمل الكثير من الفيروسات، نظراً لاستئناف الحياة العامة. ويقول: "من الواضح، أنّ غياب القيود ستؤدي حتماً لزيادة الإصابة بأمراض التنفس، وخاصة الإصابة بالإنفلونزا".

دراسة جديدة

انطلاقاً من هذا الواقع، تبحث دراسة علمية بعنوان ComFluCov في الآثار الجانبية التي يتعرّض لها الأشخاص عند إعطائهم لقاح الإنفلونزا الموصى به جنباً إلى جنب مع أوكسفورد / أسترازينيكا أو لقاح فايز- بيونتك، بالإضافة إلى دراسة الاستجابات المناعية عند إعطاء اللقاحين بشكل مشترك.

إلاّ أنّ الإشكالية الكبرى، التي تواجه الباحثين في دراسة ComFluCov تتعلق بما إذا كانت الآثار الجانبية الناتجة عن إعطاء كلا اللقاحين معاً، أسوأ ممّا لو تمّ إعطاؤهما منفردين. أضف إلى ذلك، إشكالية أخرى تتعلق بما إذا كانت الحصانة التي يوفّرها اللقاحان تتغيّر عندما يتم إعطاؤهما في الوقت نفسه.

يرى مارتن هيبرد، أستاذ الأمراض المعدية الناشئة في كلية لندن للصحة وطب المناطق الحارة، أنّ أحد المخاوف من إمكانية جمع اللقاحين معاً، تتعلق بمدى قدرة الجهاز المناعي على الاستجابة للقاحين معاً. ويقول: "من المرجح أن تحصل استجابة مناعية بعد تلقي لقاح كورونا، ولكنها ليست استجابة جيدة ضدّ الإنفلونزا، والعكس صحيح". فيما المشكلة الثانية بحسب هيبرد، تتعلق بدراسة مدى إمكانية الحصول على استجابة مناعية لمحاربة الإنفلونزا وكورونا معاً.

وفي أول تعليق على دراسة comFluCov، قال كبير الباحثين في الدراسة، راجيكا لازاروس، استشاري الأمراض المعدية والأحياء الدقيقة في مستشفيات جامعة بريستول، "تمّت مشاركة النتائج الأولية لدراسة الآثار الجانبية عند إعطاء حقنتين معاً، مع اللجنة المشتركة للتطعيم والتحصين JCVI. ومع ذلك، من المتوقع أن تظهر النتائج الرسمية بحلول شهري أغسطس/آب أو سبتمبر/أيلول المقبلين".

يرجح آدم فين، أستاذ طب الأطفال في كلية بريستول الطبية، أنّ هناك احتمالاً قوياً، بأن يتم إعطاء لقاحات فيروس كورونا والإنفلونزا في موعد واحد، إمّا هذا الخريف أو كجزء من برنامج لإعطاء جرعات معزّزة ضد كورونا في أوائل العام المقبل، أو حتى كليهما.

إلى ذلك، نشر مطوّر لقاح كورونا "نوفافاكس"، بيانات في الفترة الماضية، تتعلق بدراسة أجرتها الشركة، عن مدى إمكانية إعطاء اللقاح (نوفافاكس) جنباً إلى جنب مع لقاح الإنفلونزا. أظهرت البيانات أنّ المشاركة في إعطاء اللقاحات، لم تؤدِ إلى أي تغيير في الاستجابة المناعية للقاح الإنفلونزا، في حين تمّ العثور على انخفاض طفيف في استجابات الأجسام المضادة، من 89.8% إلى 87.5% ، في لقاح كورونا.