هل يمكن أن نصاب بفيروس كورونا مرتين؟

هل يمكن أن نصاب بفيروس كورونا مرتين؟

14 أكتوبر 2020
لا وجود لمناعة وقائية تحمي من الإصابة مرة ثانية (Getty)
+ الخط -

احتدم النقاش مجدداً في الأوساط العلمية، بعدما كشفت دراسة في مجلة ذا لانسيت الطبية، أن رجلًا في الولايات المتحدة أصيب مرتين بفيروس كورونا، وكانت العدوى الثانية أكثر خطورة من الأولى. مع العلم أنه تم تسجيل عدّة حالات مماثلة حول العالم.

واحتاج الشاب البالغ من العمر 25 عامًا إلى العلاج في المستشفى بعد أن عجزت رئتاه عن إدخال ما يكفي من الأكسجين إلى جسده. وتعد هذه الحالة الأولى في الولايات المتحدة، والرابعة على مستوى العالم التي تصاب مرتين بفيروس كورونا، ولا تزال عمليات إعادة العدوى نادرة بحسب خبراء الصحة.

الدراسة التي أجرتها مجلة ذا لانسيت، أثارت تساؤلات حول مقدار المناعة التي يمكن أن تتشكل ضد الفيروس. وبحسب موقع "بي بي سي" البريطاني، لم يكن لدى الرجل من ولاية نيفادا أي مشاكل صحية أو عيوب مناعية معروفة تجعله عرضة بشكل خاص للإصابة بفيروس كورونا.

وبحسب المجلة، ففي 25 مارس/ آذار، عانى الشاب من التهاب الحلق والسعال والصداع والغثيان والإسهال، وبعد مرور أسبوعين في الثامن من إبريل/نيسان، تبين أنه مصاب بالفيروس، وفي نهاية شهر إبريل، وتحديداً في 27 منه أجرى فحص كورونا، وأظهرت النتيجة أنه غير مصاب، واختفت الأعراض تماماً، إلا أنه وفي 28 مايو/ أيار  ظهرت عليه الأعراض مرة أخرى، وهذه المرة شملت الحمى والصداع والدوخة والسعال والغثيان والإسهال، وبعد مرور أسبوع، عانى من نقص الأكسجين في الدم مع ضيق في التنفس.

ويشير المؤلف المشارك في الدراسة مارك باندوري، مدير مختبر الصحة العامة بولاية نيفادا بحسب صحيفة" ذا تايمز" البريطانية إلى أن العلم لايزال حائراً أمام بيولوجيا هذا الفيروس. ويقول "في حين أننا لا نعرف مدى قابلية تعميم النتائج، فإنه يمكن لأي شخص أن يصاب بهذا الفيروس مرة أخرى ويمكن أن يصبح مريضًا أو حتى أكثر مرضًا في المرة الثانية". ويؤكد أن نتائج هذه الدراسة، تفتح المجال واسعاً للنقاش حول العدوى ومدى الاستجابة لها ومحاربتها.

ماذا حدث؟

قال العلماء "إن المريض أصيب بفيروس كورونا في مناسبتين منفصلتين، بدلاً من عودة العدوى الأصلية بعد أن أصبحت نائمة، أصيب بعدوى أخرى أقوى من الأولى، وتبين ذلك من خلال و مقارنة الشفرات الجينية التي أظهرت "اختلافات كبيرة" بين كل متغير مرتبط بكل حالة إصابة، تعرض لها الشاب.

تشير هذه النتائج إلى أن المريض أصيب بفيروس SARS-CoV-2 في مناسبتين منفصلتين بفيروس مميز وراثيًا. وبالتالي، فإن التعرض السابق لـ SARS-CoV-2 قد لا يضمن المناعة الكاملة في جميع الحالات.

وبحسب الخبراء، فإنه من غير الواضح سبب إصابة مريض نيفادا بمرض شديد في المرة الثانية، إلا أن الدكتور سيمون كلارك، الأستاذ المساعد في علم الأحياء الدقيقة الخلوية بجامعة ريدينغ، قال لشبكة CNBC الأميركية "تشير إصابة هذا الشاب، إلى أن المناعة الوقائية مستحيلة".

وأضاف كلارك أن النتائج من المحتمل أن تجعل توليد المناعة ضد الفيروس "أكثر صعوبة".

وبحسب الخبراء، يجب على جميع الأفراد، سواء تم تشخيص إصابتهم مسبقًا بـكورونا أم لا، اتخاذ احتياطات مماثلة لتجنب الإصابة بالفيروس مرة ثانية.

حيرة في الأوساط العلمية

طرحت مجلة ذا لانسيت العديد من الأسئلة بعد تأكيد إصابة الشاب مرتين، وسألت هل يصبح الجميع محصنين بعد الإصابة؟ هل الإصابة بالفيروس في مرات مختلفة تحمل الأعراض نفسها، أم تختلف؟

الأسئلة هذه، اعتبرتها المجلة بمثابة محور للنقاش بين الأوساط العلمية، لفهم مهمة كيفية تأثير الفيروس على المدى الطويل، وقد يكون لها آثار على اللقاحات والأفكار مثل مناعة القطيع.

حتى الآن، يبدو أن الإصابة مرة أخرى نادرة - لم يكن هناك سوى أمثلة قليلة ونادرة، إذ ذكرت تقارير أن حالة من الإكوادور قد أصيبت مرتين، وكانت إصابتها في المرة الثانية أكثر خطورة، لكنها لم تكن بحاجة إلى علاج في المستشفى.

وكانت دراسات قد أشارت إلى أنه نادراً ما يصاب الشخص بالفيروس مرتين، وفي حال أصيب فإن الإصابة الثانية تكون أكثر اعتدالاً، إذ يكون الجسم قد تعلم محاربة الفيروس، إلا أن إصابة الشاب بالمرض مرة ثانية، أعادت خلط المفاهيم بشأن الفيروس.

يقول البروفيسور بول هانتر، من جامعة إيست أنجليا لصحيفة "ذا تايمز" البريطانية "إن الدراسة كانت "مقلقة للغاية" بسبب الفجوة الصغيرة بين العدوى، وشدة الإصابة الثانية".

وكان رئيس قسم الطوارئ في منظمة الصحة العالمية قال في وقت سابق من هذا الشهر إن "أفضل تقديرات المنظمة، تشير إلى أن ما يقرب من 1 من كل 10 أشخاص على مستوى العالم قد يكون مصابًا بفيروس كورونا، وهو رقم أعلى بكثير من عدد الحالات المؤكدة.

ويوم الإثنين، سجّلت هولندا أول حالة وفاة لامرأة (89 عاما) بعد إصابتها بفيروس كورونا للمرة الثانية، وفقاً لما أعلنت جامعة "أوكسفورد" البريطانية.

أكدت الجامعة البريطانية في إحدى دورياتها العلمية، أنّ المريضة امرأة تبلغ من العمر 89 عامًا كانت تعالج من نوع نادر من سرطان خلايا الدم البيضاء ونقص المناعة، وأصيبت بفيروس كورونا للمرة الثانية بعد حوالي شهرين من ظهور أول أعراضه عليها.

المساهمون