هل حقاً تمتلك الخفافيش القدرة على الثرثرة؟

هل حقاً تمتلك الخفافيش القدرة على الثرثرة؟

20 اغسطس 2021
الخفافيش الصغيرة تمتلك أدوات للتواصل فيما بينها (Getty)
+ الخط -

سبق أن تناولت العديد من الدراسات أثر الخفافيش على حياة الإنسان، خصوصًا مع بدء انتشار فيروس كورونا، حيث نُسب إلى الخفافيش دورها في نقل المرض، إلا أنّ دراسة جديدة، كشفت وجهاً آخر لهذه الحيوانات.

فقد تمكّن فريق علمي من رصد مقاطع صوتية لصغار الخفافيش تشبه إلى حد كبير، مناغاة الأطفال الرضع. ووفق تقرير نشرته شبكة "بي بي سي" البريطانية، فإنّ صغار الخفافيش تصدر أصواتا ومقاطع صوتية بشكل متكرّر، تتشابه بشكل كبير مع أصوات الرضع.

جاءت نتائج هذه الدراسة، بعد رصد عدد من صغار الخفافيش في منطقة كوستاريكا في أميركا الجنوبية.

وأكّدت الباحثة الرئيسية، أهانا فرنانديز، أنّ الخفافيش الصغيرة، تمتلك أدوات للتواصل فيما بينها، واصفة آليات التواصل بـ "الثرثرة". ولفتت إلى أنّ ثرثرتها قد تنشط منذ شروق الشمس حتى غروبها.

درست الدكتورة فرنانديز، التي تعمل في متحف التاريخ الطبيعي في برلين، نوعاً صوتياً بشكل خاص يطلق عليه اسم - الخفاش المجنح الأكبر - Saccopteryx bilineata.

ويعيش الخفاش المجنح الذي ينتمي إلى عائلة Emballonuridae في كل من أميركا الوسطى والجنوبية، وهي عادة ما تظهر في الغابات المطيرة.

وقالت فرنانديز: "تتمتع هذه الفئة من الخفافيش بخصائص قد لا نجدها لدى مجموعات أخرى، إنها تشبه إلى حدّ ما زقزقة العصافير".

ووفق الدراسة، فإنّ الخفافيش الصغيرة هذه، تمتلك عدّة سمات، يمكن تلخيصها بما يلي:

-تكرار بعض المقاطع الرئيسية، بشكل شبه دائم.

-الإيقاع والتكرار للمقاطع الصوتية، مشابه جداً لأصوات "دا دا دا" أو المناغاة للأطفال الرضع.

وأكّد الخبراء الذين شاركوا في الدراسة، أنّ الخفافيش تكتسب هذا النوع من المحادثة في الأشهر الأولى من ولادتها.

وبحسب فرنانديز، فإنّ الخفافيش عادة ما تمتلك إيقاعات موسيقية معينة، تتناقلها فيما بينها، لكن لم يكن من المؤكد ما إذا كانت الخفافيش الصغيرة تملك هذه الميزة، قبل القيام بالدراسة.

وعلى الرغم من أنّ هذه الدراسة قد حدّدت نمطاً يمكن أن يكون مهماً للعديد من الثدييات التي يجب أن تتعلم التواصل صوتياً، إلا أنها تقول أيضاً إنّ هناك قدراً كبيراً من الفهم تتمتع به هذه الأنواع من الخفافيش بالتحديد.

وقارنت فرنانديز، أحاديث أو ثرثرة الخفافيش بالأطفال، ورأت أنه كما يستمع الأطفال حقاً إلى بعضهم البعض، فإنّ الخفافيش تمتلك ذات الخصائص، أي أنها تستمع لبعضها البعض.

المساهمون