هكذا ساعد اللاجئون في مواجهة كورونا

هكذا ساعد اللاجئون في مواجهة كورونا

08 يناير 2021
وقاية عائلية في مخيم يوناني (مانوليس لاغوتاريس/ فرانس برس)
+ الخط -

أزمة اللاجئين العالمية من أخطر الأزمات على الإطلاق، منذ سنوات، ولا سيما في ما يتعلق بأولئك الهاربين من الحروب والأزمات الاقتصادية، لكن لم تستقبلهم الدول الآمنة بعد، فوضعتهم بين خياري البقاء في مخيمات مهددة في أيّ لحظة، كما حصل مع مخيم موريا اليوناني ومخيم ليبا البوسني ومخيم المنية اللبناني، التي أحرقت أو احترقت عام 2020، فزادت أزمة اللجوء تأزماً، أو خيار العودة إلى بلادهم وما فيه من تهديد لحياتهم، مع العلم أنّ طريقهم لم يكن سهلاً، إذ غرق كثيرون منهم في البحر الأبيض المتوسط وبحر إيجه والمحيط الأطلسي، بينما يحملون حلم المستقبل الأفضل. وبينما أثّر فيروس كورونا الجديد بسكان العالم ككلّ، فإنّ الوضع كان أخطر في حالة مخيمات اللاجئين والمهاجرين، التي تفتقر إلى كثير من العناصر الحياتية والصحية والوقائية الأساسية، فما بالك إذا ما كانت تواجه وباء حصد عشرات ملايين الإصابات وما يقترب من مليوني وفاة؟


على الرغم من ذلك، تمكن اللاجئون أنفسهم، بقدراتهم وإمكاناتهم الضعيفة، من تحقيق ما لم يحققه كثيرون داخل المدن والمناطق الحضرية في مواجهة الوباء، بل ساعدوا آخرين أيضاً. وفي هذا الإطار، يذكر موقع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أنّ بعض اللاجئين كانوا من ضمن الفرق الطبية حتى، في بلدان اللجوء، ومنهم الطبيب الفنزويلي، الهارب من أزمة بلاده، سامويل سواريز، الذي قدم خدماته للإكوادوريين الأكثر عرضة لخطر الإصابة بالفيروس في مناطق الريف. وهو ما فعلته أيضاً الطبيبة الأفغانية اللاجئة، فازة حسيني، في إيران، إذ ساعدت المرضى اللاجئين والمواطنين على حدّ سواء.

 

 


في مثال آخر، تمكن اللاجئ البوروندي، إنوسنت هافياريمانا، من إطلاق مشروع لصنع الصابون في مخيم للاجئين بكينيا، ليمدّ به السكان في مواجهة الوباء، بأسعار زهيدة. الأبرز على هذا الصعيد، أنّ اللاجئين تمكنوا في معظم الأحيان من التزام التدابير الوطنية والأممية، الخاصة بمكافحة الفيروس، ولا سيما الوقاية، وبهذا حافظوا على صحة وحياة الأشخاص الأكثر عرضة من بينهم لخطر الإصابة، مثل المسنين. لكنّ ذلك لم يقتصر على مساعدة اللاجئين فقط، بل إنّ اللاجئ السوري في سويسرا، شادي شحادة، تمكن برفقة مجموعة من اللاجئين السوريين الآخرين، من إنشاء جسر إغاثي في سويسرا والعالم الخارجي، توجه إلى الأشخاص الأكثر ضعفاً ومن هم في أشدّ حاجة إلى المساعدة، وذلك عبر شبكة من المتطوعين المحليين، في دول عدة، تولوا مهام التسوق وأداء المهام لكبار السن والمرضى وغيرهم من الأكثر عرضة للخطر.
(عصام سحمراني)

المساهمون