هزة أرضية بقوة 5.4 تحدث حالة من الهلع بشمال المغرب

هزة أرضية بقوة 5.4 تحدث حالة من الهلع بشمال المغرب

23 ديسمبر 2021
خيّم على الحسيمة شبح الزلزال الذي وقع في فبراير 2004(عبد الحق سنا/فرانس برس)
+ الخط -

عاشت مدينة الحسيمة (شمال شرقي المغرب)، صباح الخميس، لحظات رعب وهلع جرّاء تسجيل هزة أرضية بقوة 5.4 درجات على مقياس ريختر، اضطرت السكّان للخروج إلى الشوارع مخافة تعرّضهم للأذى.
وكشفت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، أنّ العديد من الأسر قضت الساعات الأولى من صباح الخميس، في الشوارع والساحات العامة عقب حدوث هزة أرضية عنيفة شعر بها سكّان مناطق بعيدة عن الحسيمة في أقاليم الدريوش والناظور وتازة، مشيرة إلى أنّ الهزة الأرضية المسجّلة، خلّفت تصدعات طفيفة في بعض المنازل والمحال التجارية.
إلى ذلك، أعلن المعهد الوطني للجيو-فيزياء (حكومي)، عن هزة أرضية بلغت قوتها 5.4 درجات على مقياس ريختر، اليوم الخميس، بإقليم (محافظة) الحسيمة.
 وقالت الشبكة الوطنية للمراقبة والإنذار الزلزالي، التابعة للمعهد، إنّ هذه الهزة، التي حُدّد مركزها في جماعة آيت يوسف أو علي، وقعت على الساعة الثانية صباحاً و54 دقيقة و26 ثانية بالتوقيت المحلي.

وأوضحت الشبكة، في بيان لها، أنّ هذه الهزة سُجّلت على عمق 17 كيلومتراً، عند التقاء خط العرض 220 .35 درجة شمالاً، وخط الطول 3.872 درجات غرباً.
كما أعلنت الشبكة عن تسجيل هزتين أرضيتين، في الساعات الأولى من صباح الخميس، بمحافظة الدرويش، بلغت قوتهما 4.3 و4.7 درجات على مقياس ريختر.
وعاد شبح النشاط الزلزالي، الذي كان قد خلّف في 24 فبراير/ شباط 2004 خسائر بشرية (631 شخصاً) ومادية وعمرانية كبيرة بمنطقة الحسيمة، ليخيّم على المنطقة هذا الأسبوع، بعد تسجيل هزّة أرضية أمس الأربعاء، بقوة 3.3 درجات وأربع هزات أرضية بمحافظتي الحسيمة والدريوش (شمال شرقي المغرب)، ليلة الإثنين الماضي، تراوحت قوتها ما بين 3,8 و4 درجات على مقياس ريختر، ما أثار الخوف لدى السكان.
كما عاشت منطقتا الحسيمة والدريوش، خلال الأسابيع الماضية، سلسلة من الهزات الأرضية الخفيفة، في حين تشير دراسة عملية أنجزها فريق دولي لتفسير ودراسة النشاط الزلزالي غرب البحر الأبيض المتوسط، إلى ظهور فالق حديث في بحر البوران بين إسبانيا والمغرب، كان سبباً في الهزة الأرضية القوية التي ضربت المنطقة خلال العقود الأخيرة.
وأظهرت الدراسة المنشورة سنة 2019، في مجلة "Nature Communication"، والتي أجراها فريق دولي بقيادة معهد علوم البحار في إسبانيا، أنّ الفالق الذي أطلق عليه "الإدريسي"، يعرف ناشطاً مستمراً، ما ينتج عنه نشاط زلزالي مستمر.
ووفق الدراسة نفسها، فإنّ الفالق الجديد الذي يقع على حافة الصفيحتين التكتونيتين الأوراسية والأفريقية، يعبر الجزء الأوسط من البحر، وهو أطول هيكل تكتوني نشيط في المنطقة، حيث يبلغ طوله حوالي 100 كيلومتر، وينزلق 4 ميليمترات سنوياً تقريباً.
وحسب ذات المصدر، فإنه في الثلاثين سنة الماضية، وقعت ثلاثة أحداث زلزالية (في 1994 و2004 و2016)، ويمكن أن يؤدي تراكم الزلازل إلى توليد فيالق أطول مع إمكانية توليد زلزال قوي مع مرور الوقت.

المساهمون