هذه مستجدات قضية اختطاف متطوعين إغاثيين في طريقهم إلى السويداء

15 اغسطس 2025   |  آخر تحديث: 17:00 (توقيت القدس)
إحدى قوافل المساعدات إلى جنوب سورية، 14 أغسطس 2025 (إكس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- اختُطف خمسة متطوعين في العمل الإغاثي في جنوب سورية، بينهم عابد أبو فخر، حيث ظهر محتجزاً في فيديو لدى مسلحين في ريف درعا الشرقي. تشير عائلات المختطفين إلى أن استمرار احتجازهم يؤثر سلباً على العمل الإنساني.
- تعود الحادثة إلى 11 أغسطس، حيث تعرضت قافلة مساعدات للاعتراض من قبل مسلحين في ريف درعا، مما أدى إلى نهب جزء من الحمولة واحتجاز الطاقم، بينما بقي مصير خمسة متطوعين مجهولاً.
- شهدت مدينة نوى وقفة احتجاجية للمطالبة بالإفراج عن المتطوع حمزة العمارين، حيث دعا الدفاع المدني السوري للإفراج الفوري عنه، محذراً من تأثير حوادث الخطف على العمل الإنساني.

ظهرت مستجدات في قضية اختطاف خمسة متطوّعين في العمل الإغاثي في جنوب سورية أخيراً، بعد انتشار تسجيلات فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، يظهر في أحدها المتطوّع عابد أبو فخر محتجَزاً لدى مسلحين في منطقة تسيطر عليها فصائل مسلحة بريف درعا الشرقي. وتحدث أبو فخر تحت الضغط، بحسب ما يبدو، مشيراً إلى أنّ احتجازه مرتبط بمحاولة إدخال مواد تجارية إلى محافظة السويداء جنوبي البلاد وليس مساعدات إنسانية.

وفي تسجيل آخر، ظهر المختطَفون الخمسة مجتمعين حول طبق طعام، فيما يكرّر المصوّر رواية تفيد بأنّ عملية الخطف مرتبطة باختفاء شخصين من أبناء السويداء، من دون توفّر أيّ معلومات مؤكدة حول مصيرهما حتى الآن.

وفي تعليق على تسجيل الفيديو الذي يظهر فيه عابد أبو فخر، تقول زوجته سماح عدوان لـ"العربي الجديد" إنّ "ما ورد فيه لا يعكس الحقيقة بالضرورة"، مشدّدةً على أنّ زوجها كان في "مهمة إنسانية بحت لإيصال مساعدات إلى السويداء"، وتضيف: "نحن نعرف عابد جيداً، لم يكن في حياته تاجراً ولا متورّطاً في أيّ نشاط تجاري. هو إنسان تطوّع لخدمة الآخرين"، وتتابع أنّ "ظهوره في التسجيل لا يطمئننا على حاله، بل يزيدنا قلقاً، خصوصاً أنّنا ندرك أنّه يتحدّث في ظروف غير طبيعية".

وتطالب عدوان الجهات المعنية بهذه القضية وكلّ الأطراف المؤثّرة بالتحرّك فوراً لإطلاق سراحه وضمان سلامته وسلامة رفاقه، مؤكدةً أنّ "استمرار احتجازهم يحرم عائلاتهم من أيّ طمأنينة ويؤثّر على العمل الإنساني في المنطقة بأكملها".

وتعود الحادثة إلى أيام قليلة ماضية، تحديداً إلى الاثنين 11 أغسطس/ آب الجاري، حين تعرّضت قافلة مساعدات انطلقت من مدينة جرمانا في محافظة ريف دمشق، تحمل إلى السويداء موادّ طبية وغذائية وألبسة وحليب أطفال، للاعتراض بالقرب من حاجز للأمن العام السوري في ريف درعا، بمشاركة مسلّحين من عشائر محلية.

وتفيد شهادات ميدانية بأنّ جزءاً من الحمولة نُهب واحتُجز كامل الطاقم الذي ينقلها، قبل الإفراج عن عدد منهم في وقت لاحق، فيما بقي مصير خمسة متطوّعين مجهولاً؛ هم عابد أبو فخر وفداء عزام وسمير بركات ويامن الصحناوي ورضوان الصحناوي، علماً أنّهم جميعاً من جرمانا. وكانت معلومات سابقة قد أشارت إلى أربعة مخطوفين فقط، قبل أن يتّضح أنّهم خمسة بإضافة سمير بركات إلى الباقين.

من جهتها، أصدرت عائلة الصحناوي بياناً، طالبت فيه بالكشف عن مصير ابنَيها يامن ورضوان، مؤكدةً أنّهما كانا من ضمن القافلة الإغاثية التي انطلقت من جرمانا في اتّجاه السويداء عبر محافظة درعا (الجنوب)، بعد الحصول على الموافقات اللازمة من الأمن العام وجمعية الهلال الأحمر العربي السوري.

وأشارت عائلة الصحناوي إلى أنّ مسلحين على دراجات نارية اعترضوا القافلة بالقرب من ممرّ بصرى الشام، مؤكدةً ما سبق تداوله عن احتجاز متطوّعين قبل الإفراج عن عدد منهم في وقت لاحق. أضافت العائلة، في بيانها، أنّ تسجيل الفيديو الذي نُشر أمس الخميس أظهر عدداً من المختطفين وهم يتحدّثون عن أوضاعهم، إنّما من دون ظهور يامن ولا رضوان، في وقت طالب فيه الخاطفون بمبادلتهما بمحتجزَين في السويداء. وقد حمّلت عائلة الصحناوي السلطات السورية مسؤولية سلامة ابنَيها وسلامة باقي المتطوّعين المخطوفين.

في سياق متصل، شهدت مدينة نوى غربي محافظة درعا وقفة، شارك فيها عشرات الناشطين وأهالي المنطقة، للمطالبة بالإفراج عن المتطوع حمزة العمارين الذي اختُطف في محافظة السويداء في 16 يوليو/ تموز الماضي في أثناء أدائه مهمة إنسانية هناك. ورفع المتظاهرون لافتات تندّد باستهداف فرق الإغاثة وتطالب بوقف الاعتداءات التي تستهدف القوافل الإنسانية، مشيرين إلى أنّ العمارين كان في مهمة رسمية لإيصال مساعدات إلى الأهالي المتضرّرين، ودعا المتحدّثون في الوقفة إلى فتح ممرّات آمنة لقوافل الإغاثة المتّجهة إلى السويداء وضمان عدم تكرار حوادث الخطف.

بدوره، جدّد الدفاع المدني السوري مطالبته بالإفراج الفوري وغير المشروط عن حمزة العمارين، محمّلاً الفصائل المسيطرة على مدينة السويداء كامل مسؤولية سلامته. ودعا البيان إلى إنهاء ما وصفه بـ"الانتهاك الجسيم" الذي يهدّد أمن وسلامة كلّ من يعمل من أجل إنقاذ الأرواح وتقديم المساعدة للمدنيين، محذّراً من أنّ استمرار مثل هذه الحوادث يعرّض العمل الإنساني في المنطقة لمزيد من المخاطر.

وتثير حوادث الخطف المتكرّرة التي تستهدف متطوعين وعاملين في المجال الإنساني في جنوب سورية مخاوف كبيرة بشأن سلامة الفرق الميدانية، وتعرقل بصورة مباشرة إيصال المساعدات إلى الفئات الأشدّ حاجة بعد الحوادث الدامية الأخيرة في المنطقة. كذلك تؤدّي هذه العمليات إلى تراجع قدرة المنظمات على العمل في المناطق المتأثّرة، نتيجة القيود الأمنية وتردّد المتطوعين في المشاركة بالأنشطة الإغاثية، الأمر الذي يفاقم الأزمة الإنسانية ويطيل أمدها.

المساهمون